نصف قرن من الخيانة والعمالة بالتنسيق

ووزير خارجية بشار الأسد يؤكد

" من يريد العدوان على سورية فلينسق معنا "

زهير سالم*

[email protected]

لعلها أصدق كلمة قالها وليد المعلم وزير خارجية بشار الأسد منذ ولدته أمه . فحافظ الأسد من قبل وولده بشار الأسد من بعد ، والجوقة العاملة معهم من وزراء وكبراء ورؤوس للشر كلهم يؤسسون معادلتهم على تمكين الآخرين من غرفة نوم  سورية ، وطارق يطرق في ليل وطارق يطرق في نهار ..

ومنذ أطيح بالحكم الوطني في سورية في الثامن من آذار 1963 وغرفة النوم السورية حمى مباح ، ومرتع للأغراب والفرق بين القيادة ومشتقها هو رفض البعض تحكما إقلاب الواو إلى ياء ..

نصف قرن من الخيانة والعمالة وكل شيء يتم في سورية بالتنسيق ،ولو تتبعنا المفردات لضاق بنا المقام ولطال بنا الحديث وكان البيان الأخطر في بيانات الثامن من آذار : حل الأحزاب ، وإغلاق الصحف ، وتهجير الأحرار ، وتهميش شعب فاعل بإخراجه من الفعل الإنساني والحضاري والقومي والوطني ، وإعدام المجتمع الأهلي ، وتجريم المجتمع المدني وكل أولئك ما كان يتم تحت سمع المجتمع الدولي وبصره لولا التنسيق الذي كان أول الأمر ويريد أن يكون اليوم آخره

 واستقبال المهاجر العربي  كامل أمين ثابت  ( وشبكته ) الممتدة عبر المحافظات ، وتمكينه من أخص خصوصيات الدولة  ومؤسساتها العسكرية والأمنية كان أيضا بالتنسيق ؛ التنسيق الذي لم يكتشف السوريون تفاصيله وأبعاده حتى اليوم ..

وجريمة السابعة والستين بكل أبعادها وتداعياتها وآثارها الكارثية تمت بالتنسيق...

تم العدوان والتوريط في الحرب  بالتنسيق ...

وتم سحب طعام الطوارئ من الجندي السوري قبل الحرب بأكثر من شهر بالتنسيق ..

 وصدر البلاغ 66 معلنا  سقوط القنيطرة  قبل سقوطها عن حافظ الأسد بالتنسيق ..  

 وتم الانسحاب الكيفي بالتنسيق ..

 وتم التمكين من الجولان وبالمقابل من أعناق السوريين بالتنسيق ؛ بالتنسيق نفسه الذي يدعو إلى مثله وزير خارجية بشار الأسد اليوم ..

ثم ...

تم تسعير الحرب الأهلية في لبنان وتغذية أطرافها بالتنسيق ..

 و تم احتلال الأسد  للبنان  بالتنسيق  ..

وتم إخراج ياسر عرفات ومنظمة فتح من لبنان تم بالتنسيق ، ونُزع سلاح المقاومة الفلسطينية  بالتنسيق ، وشُرذمت منظمة التحرير بالتنسيق  ، ونُفذت مذابح تل الزعتر والكرنتينا بالتنسيق ...

وبالطبع تم الاحتلال الإسرائيلي للبنان بالتنسيق ، ودخل الإسرائيليون لبنان بالتنسيق ونفذت مذابح صبرا وشاتيلا بالتنسيق ...

بالتنسيق تم قمع ثورات الشعب السوري في القرن العشرين ، وبالتنسيق نفذت مجازر حماة وجسر الشغور وحلب ، وبالتنسيق ظل حافظ الأسد ينفذ حفلات الإعدام الأسبوعية ضد أحرار سورية ورجالها في سجن تدمر الرهيب . وبالتنسيق صدر القانون 49 / 1980

وبالتنسيق كُرّس احتلال الجولان ، ومنع السوريون من أي مقاومة لتحرير أرضهم . وبالتنسيق  تم إخلاء لبنان من كل مقاومة صادقة . وبالتنسيق تم تأسيس وتغذية وتقوية حزب حسن نصر الله ، وبالتنسيق تم العدوان  التمويهي على لبنان  وبالتنسيق ذاته تم انتزاع وسام البطولة وصياغة تفاهمات إنهاء العدوان ..

وبالتنسيق تم احتلال العراق ، وبالتنسيق تم تدمير الدولة العراقية ، وبالتنسيق تم استخدام قوى التطرف كأوراق ابتزاز ..

بالتنسيق حصل بشار الأسد أخيرا على فرصته في تدمير الثورة السورية ، وفي إبادة الشعب السوري ، وبالتنسيق أطلقت يد بشار الأسد لشن  حرب الإبادة ضد السوريين وبكل أنواع السلاح 

بالتنسيق اعتدت عصابات حسن نصر الله على سيادة سورية، وكذا بالتنسيق قامت كتائب ( أبو الفضل العباس )  و( عصائب الحق ) بذبح السوريين  ..

وبالتنسيق قام بشار الأسد بالتأسيس والتعهد لكل أوراق التشويه والتخويف والابتزاز ..

وحين يسأل الكثيرون اليوم عن الجديد في كلمات وليد المعلم نقول لا جديد في هذا الكلام بالنسبة للعاملين على بشار الأسد على الإطلاق . كل ما في الأمر أن ثورة الشعب السوري الحر الأبي قد أحرقت الكثير من الأوراق ، وأثارت في الفضاء الرحب  على أدعياء الوطنية والسيادة والريادة والمقاومة والممانعة والعداء للشيطان الأكبر الكثير من الغبار فأحرجتهم واضطرتهم إلى ترداد ما كان يقال بليل في وضح النهار ..

مستعدون وأهلا وسهلا بالجميع يقولها  وليد المعلم ، والكل يعلم ، أن كلمة الجميع تشمل جارهم الحبيب القريب ساكن الجولان بدون فاتورة ماء ولا كهرباء منذ أربعين عاما  .

مستعدون لاستئناف الدور الوظيفي فقط جددوا العقد يقولها بشار الأسد بكل لغة وعلى كل لسان ..

والجواب : حتى يثبت المتعاقد كفاءته وقدرته ولو بقتل وتهجير من تبقى من الملايين العشرين ...

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية