الإرهاب الصهيوني في فلسطين
الإرهاب الصهيوني في فلسطين
نازك الطنطاوي
تكمن مشكلة اليهود في العالم في اعتقادهم بأنهم شعب الله المختار، وأن جميع البشرية خُلقت لخدمتهم، وأنهم هم البشر وما عداهم حيوانات في صور آدمية، وعليهم أن يفنوهم ويقتلوهم، وهذا الحقد والعداء للجنس البشري عقيدة متأصلة في نفوسهم، وتنادي بها توراتهم المحرفة، وبسبب هذه الأفكار الخبيثة لاقى اليهود صنوف الاضطهاد في أوروبا وغيرها من بلدان العالم عبر التاريخ.
وفي السفر الخامس من التوراة – الإصحاح (33، 50، 35) أكبر دليل على تشجيعهم للإرهاب والقتل، حيث جاء فيه: (وكلم الرب موسى قائلاً: كلّم بني إسرائيل وقل لهم: إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان، فتطردون كل سكان الأرض
من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم، وتبيدون كل أجناسهم المسبوكة، وتخربون مرتفعاتهم، تملكون الأرض، وتسكنون فيها، لأني أعطيتكم الأرض لكي تملكوها).
ولم يقتصر الأمر بالدعوة إلى الإرهاب وتقتيل الشعوب الأخرى على كتبهم المقدسة المحرفة بل صدرت كتب صهيونية جديدة تدعو إلى ذلك ضد العرب المسلمين بصفة خاصة في شتى أقطارهم.
والله سبحانه وتعالى يحدثنا عن صفات اليهود في القرآن الكريم بأنهم شعب سفاح محب للدماء، لا يتورع عن قتل البشرية جمعاء وحتى الأنبياء منهم، وأنهم قساة القلوب لا يعرفون الرحمة. وأنهم شعب فاسد ومفسد، ذو طمع وشره. قال تعالى:
(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)سورة البقرة الآية (74).
التربية اليهودية الإرهابية:
عمل اليهود على تربية أبنائهم تربية إرهابية لتحقيق أهدافهم بجمع شتاتهم في بقعة واحدة من الأرض وهي أرض فلسطين، ونشط أدباء اليهود وشعراؤهم في التركيز في أعمالهم الأدبية على أن العودة إلى أرض فلسطين هي الطريق الوحيد للخروج من الشتات اليهودي، ونادى أحد الكتّاب العبرانيين ويدعى (بيرديشفسكي) بأن السيف هو صاحب القول الفصل في تحقيق أهدافهم، وأخذ يزرع في نفوس أبناء اليهود الروح القتالية والعدائية واعتبر القتل والإرهاب عملاً مقدساً يُثاب اليهودي عليه.
واستغلت الحركة الصهيونية الاضطهاد الذي واجهه اليهود في أوروبا، من أجل دفع اليهود إلى الهجرة إلى فلسطين، فيما ساندت بريطانيا الغزاة الجدد في اغتصاب الأراضي والبيوت من أصحابها الفلسطينيين لتكتمل حلقات التآمر في الإطباق على الشعب الفلسطيني للوصول إلى الهدف المنشود.
أساليب العنف الصهيوني:
وقد استعملت الحركة الصهيونية جميع وسائل الإرهاب المعروفة ابتداء من الحرب النفسية ومروراً بعمليات الطرد والمصادرة وانتهاء بعمليات القتل الجماعية والفردية بحق الأهالي العزَّل فنفذت العصابات الصهيونية سلسلة من المذابح كمذبحة دير ياسين وقبية والدوايمة وغيرها، كما شملت عمليات العصابات الصهيونية وبعد ذلك الجيش الصهيوني كل مظاهر الحياة الفلسطينية من قلع للأشجار وتدمير للمنازل وتجريف للأراضي الزراعية..إلخ. مما أحدث ردود فعل سيئة في نفوس عرب فلسطين وحملتهم على الهجرة خوفاً على أنفسهم وأولادهم من حقد وجبروت اليهود الصهاينة.
وهكذا نجد أن الصهيونية حرصت على تربية الفرد اليهودي تربية إرهابية خاصة تقوم على كره العرب المسلمين وتدعوه إلى قتلهم وإبادتهم، وتعلمه وتدربه في مدارسه على التمسك بأرض فلسطين على أنها أرضه ويجب طرد كل من عليها من الغرباء (أي الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين) لكي تعود الأرض إليهم.