تونس تسعى إلى احتواء أزمة النازحين القادمين من ليبيا

تونس تسعى إلى احتواء أزمة النازحين

القادمين من ليبيا

رضا سالم الصامت

" منذ 13 يوليو/ تموز الجاري، تشهد العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات متقطعة بين “قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا”، المكونة من “غرفة عمليات ثوار ليبيا” وثوار سابقين من مدينة مصراتة (شمال غرب) وبين كتائب “القعقاع و”الصواعق” و”المدني” المتمركزة في مطار طرابلس الدولي والقادمة من بلدة الزنتان (شمال غرب) وتسيطر على المطار منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 من أجل السيطرة على المطار".

***

دخل  تونس خلال الأيام  الماضية حوالي  27 ألف نازح ليبي ويتوقع أن يرتفع  العدد خلال الأيام المقبلة مع استمرار توافد الليبيين عبر معبر رأس جدير الحدودي بين البلدين.

 و تشهد محافظة مدنين الحدودية التونسية تدفق عدد هام من الليبيين القادمين عبر معبر رأس جدير و أن الجهة الليبية من المعبر تشهد اكتضاظا كبيرا من المواطنين الليبيين الذين ينتظرون دخول تونس، فيما قدر مصدر أمني تونسي عدد من تمكن من العبور بالفعل بنحو 27 ألف مواطن ليبي.

وتسعى الحكومة التونسية إلى احتواء أزمة النازحين القادمين من ليبيا إلى تونس من خلال خطة طوارئ كانت قد قامت بها بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في  فترة سابقة تحسبا لدخول عدد كبير من اللاجئين على إثر تدهور الوضع الأمني في القطر الليبي ....

 

وكان مخيم شوشة جنوب شرقي تونس يضم آلاف اللاجئين الأفريقيين الذين تدفق أغلبهم من ليبيا بعد تفجر الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام معمر القذافي عام 2011.

وسيتم توجيه اللاجئين المتوقعين إلى الأماكن الحضارية في كل من محافظة مدنين وتطاوين و ايوائهم في قاعات ثقافة ونوادي سينما و مراكز الشباب و ملاعب كرة قدم ومراكز اللجوء المعدة في الغرض، بحسب رئيس الهيئة المحلية للهلال الأحمر التونسي في محافظة مدنين جنوب تونس.

وكانت تونس قد أعلنت يوم 16 يوليو/ تموز 2014 تقليص خدماتها القنصلية ببعثتيها في طرابلس وبنغازي، والاقتصار على الخدمات الضرورية والعاجلة، في ظل الاضطرابات الأمنية المؤسفة  التي تشهدها ليبيا. حيث  فتحت تونس مكتبا قنصليا في المعبر الحدودي “رأس جدير” لتسهيل عبور الجالية التونسية وتقديم الخدمات لها.

وكان وزير الخارجية التونسي السيد منجي حامدي قال في مؤتمر صحفي سابق  " أن الوضع الأمني والاقتصادي في تونس لا يحتمل و هو ما يتطلب  من السلط التونسية  أخذ كل الاحتياطات الأمنية والعسكرية على الحدود التونسية الليبية تحسبا لكل ما يمكن أن ينجر عن تدهور الأوضاع الأمنية  في ليبيا الشقيقة .

كما أوضح الوزير أن تونس ستتعامل مع اللاجئين من ليبيا “بكل حذر” حتى لا يتم إعادة سيناريو 2011، باعتبار أن الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية في تونس لا تحتمل استقبال مئات الآلاف من اللاجئين. وأكد بالخصوص على ضرورة تأمين المعابر الحدودية مع ليبيا وضمان عودة الجالية التونسية من ليبيا. وأضاف وزير الخارجية التونسي أنه سيتم تسهيل عبور الجاليات المصرية والأردنية الوافدة من ليبيا وتنظيم عودتهم مباشرة إلى بلديهما، من خلال نقلهم بالحافلات إلى مطار قابس جنوب شرق تونس و مطار  جزيرة جربة  و من هناك تقلهم الطائرات لبلدانهم في أفضل الظروف.

هذا وقد شهد معبر رأس جدير حركية كبيرة إذ تدفقت أعداد هامة من اللاجئين من جنسيات مختلفة وخصوصا من الأشقاء المصريين والمغاربة و من جنسيات أخرى كالنيجيريين والسودانيين. و من غانا ، و سجل كذلك دخول حوالي أربعة آلاف لاجئ ليبي إلى التراب التونسي. و تواصل تدفق المواطنين الليبيين بأعداد كبيرة ودون توقف .

من جهة أخرى، وصلت إلى الميناء التجاري بجرجيس باخرة قادمة من بنغازي تحمل مساعدات و تم السماح لشاحنات السلع القادمة من ليبيا في اتجاه تونس بالعبور . و  حلت  وفود هامة من البنغاليين  الذين وصل عدد الوافدين منهم  إلى 5 آلاف شخص فيما لا يزال حوالي  20 ألفا منهم عالقين على الحدود التونسية الليبية. وتطرح هذه الفئة من اللاجئين عدة إشكاليات بشان ترحيلهم وذلك لعدم وجود  تمثيلية ديبلوماسية لبنغلاديش في تونس، لذلك تكفلت المنظمة الدولية للهجرة  بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتامين عملية ترحيلهم. كما  سجل معبر رأس جدير أيضا دخول عدد هام من المتوافدين من الأراضي الليبية  من مختلف الجنسيات على غرار نيجيريا ومالي وغانا، لا يحمل الكثيرون منهم  جوازات سفر.

 وتواصل حاليا المصالح المعنية من جيش وأمن وديوانة الاتصال بسفاراتهم للنظر في إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم. وفي المقابل تقلص  تدفق المصريين بشكل لافت للانتباه. ولا يعود ذلك حسب شهود عيان من العابرين  لمنفذ راس جدير، إلى استكمال إجلاء جميع أفراد الجالية المصرية من ليبيا  ولكن بسبب احتفاظ القوات التابعة للنظام الليبي بالآلاف منهم على بعد 2 كلم  من راس جدير. وحسب ما تم تداوله من أخبار فان ميليشيات مساندة لنظام القذافي  ، أقبلت إلى معبر راس جدير من جهة التراب الليبي رافعة علم ليبيا الأخضر وصور القذافي ومنادية بحياته . كما حمل أفراد هذه  الميليشيات معهم مشروبات ومواد غذائية لتوزيعها على العالقين بالمعبر. وتعد  هذه الصورة الأولى من نوعها منذ تأزم الأوضاع بليبيا وهروب آلاف اللاجئين نحو تونس وكأن الهدف هو إيهام الرأي العام والإعلام أن سلطة القذافي لازالت قائمة وتسيطر على الجهة المقابلة لمعبر راس جدير بعد أن بدأت تفقد السيطرة على جهة منفذ الذهيبة .