مرحبا بالعيد و" الكوفية الحمراء "

يوسف يعقوب الاحوازي

مرحبا بالعيد و" الكوفية الحمراء "

ومرحبا بالتحدي والشموخ!!!

يوسف يعقوب الاحوازي

في كل سنة و بعد انتهاء شهر رمضان يحتفل المسلمون في اول يوم من شهر شوال لكي يشكروا الباري عزوجل على ما خصهم به من مغفرة ورحمة في شهر رمضان الفضيل و وفقهم لأتمامه بسلامة وطمأنينة ويعايدوا بعضهم البعض بأجواء من المحبة والاخاء ويقدموا القرابين شكرا لله لأتمام الشهر الفضيل وهكذا الحال في الاحواز المحتلة ايضا و لربما اكثرحفاوة و استقبالا من باقي الاقطار العربية والاسلامية التي عادة ما يبجلون عيد الاضحى المبارك اكثر من عيد الفطر.

هذه الحالة الفريدة التي توجد فقط في الاحواز اي اعظام والتهيئة ليوم الفطر اكثر من باقي الاعياد اتت للاحوازيين بفوائد جمة على مر السنين و ساهمت في الحفاظ على التراث والهوية العربية في الوطن السليب بشكل ملحوظ و محسوس فالكل في يوم العيد يحاول جهد امكانه ان يتزيًا بالزي العربي الجديد ويخرج معايدا للاهل والجيران والاصدقاء بتلك الكلمات الحنونة " عيدكم مبارك وايامكم سعيدة " !!! لكي يزور الاقارب وبالعكس حتى تتم المعايدة باحسن صورة ويزور الاهل والجيران بعضهم بعضا و تلتئم الجروح او تذهب الاحزان والعداوات ويصلح ذات البين  وتفرح القلوب وتثلج الصدور وتستمر المعايدات اياما بعد يوم العيد حتى لايبقى بعيد او قريب الًا زار اهله واحبته وجيرانه او زاروه...!

 ولازلت اتذكر العيد في قريتنا "ابوحميظه" والجموع الغفيرة التي تهرول لصلاة العيد التي تبداء مباشرة بعد اشراق الشمس في المساجد بالدشاديش البيضاء و الكفافي و البشوت المطرزة في صفوف متوازية و مرصوصة توحي للأذهان بالبرائة والطهور و الملكوت و في نفس الوقت القرابة والدنوة والصلة، يقفون امام الباري عزوجل مهللين ومكبرين ومسبحين شاكرين لأنعم الله وصنايعه و راجين منه المغفرة والفضل والاحسان والنصرة وحسن العاقبة وقبول الاعمال ومن ثم تخرج الجموع لكي تطوف القرية معايدة للاهل والاقارب و مكملة صلاة العيد بصلة الارحام . وتتناول الناس في هذا اليوم المبارك الحلويات والمقبلات وتشرب القهوة او الشاي والدارسيني او الزعفران  وعادة ما تبدئ المعايدة من الابناء للاباء و من ثم يذهبون معا الى اعماهم الاكبر سنا ثم تستمر المعايدة عند وجهاء العشيرة و من ثم تنتهي في بيوت المشايخ ومن ثم يخرج المشايخ بنوبتهم لكي يعايدوا الناس والبيوت فردا فردا حتى يصلون لوقت الغداء. ففي هذه الساعة تفتح الابواب على مصراعيها لكي يدخل القريب والبعيد ليأكل الطعام والكل يقف في الباب لكي يدعوا ما تمكن من الناس للغداء حتى ينتهون من الغداء ويبدئون بالذهاب للقرى المجاورة او مدينة الخفاجية لمعايدة باقي العشائر والاقارب حسب المستطاع.

و رغم تواجدنا في الاحواز الا اننا في كل سنة، كبقية اقاربنا في المدن الاخرى كنا نذهب لأبوحميظة في يوم العيد لكي نعيد مع اهلنا هناك وفي كل سنة كنا نتغدى عند احد اعمامنا في القرية ولازلت اتذكر اخر عيد لي في قرية ابوحميظة سنة 2009 بعد ما زرنا جميع اقاربنا تغدينا انا وابي في بيت " عبدالواحد المنان " الذي كان احد اعمامنا و صديق الطفولة لأبي و بعدها رجعنا الى الاحواز....!

ولعيد الفطر المبارك فوائد كثيرة منها صلة الارحام و رفع الضغائن و حل الخلافات بالبسمة والمودة ولكن اكثر ما يمتاز به العيد في الاونة الاخيرة من تاريخ الاحواز هو ابقاء روح التحدي جياشة عند الثوار والثورة مستمرة ضد الاحتلال الايراني البغيض عن جد!!!!!!!

فعيد الفطر وصلاة العيد ليس مناسبة دينية و عيدا وطنيا لنا فحسب بل انه اليوم يوم نستطيع ان نتنفس به الصعداء و " نتحسس فيه الحرية " و نعبر عن هويتنا المسلوبة بأفضل شكل ممكن امام العدو والة قمعه و جلاوزته وارهابه!!!!!

و ايضاعيد الفطر هو احلى ذكرياتنا ليس من الطفولة فحسب بل انه " مفخرة شعبية "نتحسسها حین ?برنا، تتوالى علينا في كل سنة لكي تذكر الاحتلال بأننا " صامدون " رغم الضغوط الرامية الى محو هويتنا و سلب ارادتنا، و اننا " منتصرون في النهاية " على الغزاة المحتلون !!!!

واخيرا عيد الفطر و" المظاهرات التي تليه " اصبحن رمزا لكفاحنا المرير وساحة للنزال مع العدو و موعدا "لابراز العضلات امام قوى الشر" الحاكمة في طهران و وسيلة " لقذف الرعب" في قلوب السلطات الايرانية المحتلة و جلاوزتهم في الاحواز فيا مرحبا بالعيد و" الكوفية الحمراء " ويا مرحبا بالتحدي والشموخ....!