صراع على حق العودة
عبد الله خليل شبيب
إجماع عالمي عليه وأصحابه متشبثون به،واليهود يرفضونه ويحاولون ( إخلاء ) فلسطين من بقية أهلها != وسقوطه يعني [الوطن البديل]!
الأردن من أهم المتمسكين بحق العودة والرافضين للوطن البديل
القنبلة الديمغرافية !:
اعتاد اليهود المغتصبون لفلسطين أن يطلقوا هذه التسمية = (القنبلة الديمغرافية ) على السكان العرب الذين ثبتوا في أرضهم ولم يهاجروا بالرغم من عشرات المذابح والمجازر وبالرغم من الوحشية اليهودية التي أجبرت أكثر أهل فلسطين على الهجرة منها فرارا بأنفسهم وأعراضهم وأطفالهم .. وأملاً في ان تعيدهم لأرضهم جيوش سبعة دول عربية كانت تدعى مستقلة!!
بعض دهاقنة اليهود انتبهوا منذ وقت مبكر إلى خطر ما أسموه ( بالقنبلة الديمغرافية ) على الكيان الصهيوني على المدى البعيد فالعجوز الشمطاء [ جولدا مئير ] كثيرا ما كانت [ تهذي ] بهذا [ الكابوس ]..؟!!... وغيرها كذلك .. وكانوا وما زالوا يرون أن الوجود الفلسطيني خطر كبير – مع النظر إلى ارتفاع نسبة المواليد والخصوبة فيهم وخصوصا قياسا لليهود .. يعني – على المدى البعيد – أن يتفوق عدد العرب على عدد اليهود .. فتزول الدولة العبرية أو تصبح [ عبرية الدولة ] أو يهوديتها [ الخالصة ]بلا معنى !
الترانسفير[التطهير العرقي ] والطرد الجماعي للفلسطينيين مطلب يهودي مُلِحّ !:
ولطالما تعالت الصيحات بوجوب طرد الفلسطينيين الذين بقوا في أرضهم أو حتى هاجروا من بلداتهم ومنعوا من العودة إليها ولكن ظلوا داخل الخط الأخضر أو ما يسمى 48 أي الدولة الصهيونية المغتصبة قبل توسعها واحتلال بقية فلسطين وغيرها في [ مهزلة 67]!
ومن أؤلئك المنادين [ بالترانسفير = أو الطرد الجماعي القسري =أو التطهير العرقي ] ذلك الهالك الذي أعدمه شاب مصري في أمريكا .. وهوالإرهابي النتن[ مئير كهانا] الذي نادى منذ زمان بوجوب التخلص القسري من الوجود العربي الفلسطيني داخل الدولة المغتصبة ..وألّف كتابا في السبيعينيات عن الموضوع ذاته أسماه [ شوكة في عيونكم ]! طالب فيه [ بمحو الفلسطينيين ] قبل أن يستفحل وجودهم ويباتوا يشكلون خطرا على الوجود اليهودي !
وكذلك الهالك الآخر وزير السياحة اليهودي [ رحبعام زئيفي]الذي قتله أبطال ( الجبهة الشعبية ) وأمثال هؤلاء وأؤلئك جميع المتطرفين من الليكود الصهيوني وأحزاب ما يسمى [ باليمين ] ومعظم الأحزاب والتجمعات الدينية اليهودية التي بات لها تأثير بالغ في القرار والسياسة [ اليهوديين ] في فلسطين المحتلة ... ما عدا جماعة ( ناطوري كارتا ) التي لا تؤمن ولا تؤيد أصلا قيام دولة ما يسمى [ بإسرائيل ] ! وتراها شؤما على جميع اليهود ونذيرا بفنائهم !
وظل ما سمي ب[ الترانسفير ] أي طرد الفلسطينيين جماعيا فيما يشبه[التطهير العرقي ] بشكل أو بآخر ..هو هاجس المتطرفين الإرهابيين من اليهود أجمعين .. داخل وخارج فلسطين !
وقد حصلت عدة أحداث واستفزازات ومذابح كمجزرة كفر قاسم سنة 1956، وأحداث يوم الأرض سنة 1976، وكذلك سنة 2000 حيث قتلت الشرطة اليهودية 12 فلسطينيا في مظاهرة سلمية .. وحتى الآن يطالب الفلسطينيون بالتحقيق ومعاقبة القتلة .. ولا يستجاب لهم في مع أنهم يُعتَبَرون مواطنين في [ الدولة الديمقراطية ] بل التي يراد أن يوهم أنها واحة الديمقراطية في المنطقة ..وهي تقتل منهم ويفترض أنهم مواطنون ..ولا تأخذ لهم بحقوقهم .. ! كيف لو كان القتلى من اليهود ..خصوصا لوكان القاتلون عربا ؟؟!!
.. وفي سنة 2000 عُقِد [ مؤتمر هرتزليا ] الأول ( الذي أصبح يعقد كل عام لمراجعة السياسات والخطط الاستراتيجية والمخاطر المحيقة بالدولة اليهودية ) والذي حضره ويحضره [ حكماء صهيون] من الخبراء من كافة الفعاليات من الجامعات والاستخبارات والجيش والأحزاب والقطاع الخاص ..إلخ .. وقد أجمعوا على أن [ إسرائيلهم ] في خطر ! وهوالخطر الديمغرافي الفلسطيني وأن الحل هو في التخلص من الفلسطينيين وطردهم خارج [الدولة الديمقراطيةالوحيدة ] في المنطقة !! ..
وعُقد مؤخرا [ المؤتمر العنصري اليهودي الأول ] في مدينة الرملة الفلسطينية بمبادرة من العضو الإرهابي المتطرف في الكنيست [ أوري إرئييل ]بهدف تهجير الفلسطينيين الباقين – خصوصا في المدن الساحلية والكبرى .. كعكا وحيفا ويافا واللد والرملة ..إلخ وباقي فلسطين .. وقال إرئيل – خلال المؤتمر : إن المدن المختلطة تشهد هجرة سلبية لليهود.. ولا بد من وقف تلك الهجرة اليهودية من تلك المدن وتطويرها – في الجانب اليهودي خاصة بالطبع- من خلال مشروعات اقتصادية وإيجاد مساكن للأزواج الشباب والطلاب ، بهدف تثبيت اليهود فيها من خلال تقويتهم ودعمهم ؛ وطالب الحكومة بتخصيص الميزانية اللازمة لذلك .
. وكان النائب العنصري نفسه قد صعّد حملته ضد فلسطينيي 48 و طالب بوجوب وضع برناج تفصيلي وخطط كفيلة بدفعهم للهجرة خارج تلك المدن والتجمعات .. كاستفزازهم ..وإيذائهم ..وجعل الحياة عليهم صعبة .. بل جحيما ..إلخ!
أحداث عكا الأخيرة .. إحدى الإشارات الخطيرة !:
.. وليس ما حصل في عكا مؤخرا ببعيد عن مثل ذلك !
..ولكن الفلسطينيين مصرون على الثبات – مهما كانت الظروف والنتائج .. – كما أكد لنا أحد القادمين من قلب عكا ..( وهو النائب عباس زكور ) والذي كان قد حُوصر مع أحد العائلات الفلسطينية العكاوية داخل منزلهم حيث تجمع قطعان اليهود المتزمتين خارجه مهددين أهله بحرقه عليهم ..كماأحرقوا عدة منازل لعرب عكاويين .. وقال زكور إن الشرطة لم تأبه لنداءاته واستغاثاته – مع أنه نائب -! وانشغلت بمحاولة تفريق المتظاهرين العرب الذين تجمعوا خارج المنزل بعد أن سمعوا نداءات الاستغاثة بمكبرات الصوت من داخل المنزل !
يقول الأستاذ عباس : إنا ثابتون متمسكون ببيوتنا وأرضنا .. وقد فت ذلك في عضد أعدائنا فأخذ كثير منهم يهرب ويهاجر !.. وسنظل ثابتين حتى يغربوا جميعا عن وجوهنا وعن أرضنا !
من المنتظر أن يشهد الفلسطينيون ألوانا من الاستفزازات والتحديات والصعوبات والتصعيدات المختلفة.. وحتى حملات التصفية .. لتهجيرهم من أرضهم..- حتى في بئر السبع وباديتها...
[ إفناء الفلسطينيين ] أمنية وخطة يهودية ؛ حتى لا يبقى مُطالب بالعودة؛ وألوان معاناتهم –في اي مكان – ليست بعيدة عن ذلك! :
وليس هذا ولا ذاك ببعيد عن الأماني والأحلام والنوايا والتخطيطات اليهودية .. فلقد سبق أن تمنى [الهالك رابين] أن يستيقظ من النوم فيجد غزة قد ابتلعها البحر .. بمن فيها من المشاغبين المشاكسين الذين هم من أحرج الأشواك في حلق الاحتلال البغيض !
ولطالما تمنى كثير من اليهود وبعض حاخاماتهم ( فناء الفلسطينيين ) ..ودعا بعضهم إليه وللعمل على تنفيذه !
وليست ألوان المعاناة والمقاساة المرة والمشاكل والصعوبات المتنوعة التي تواجه الفلسطينيين في كثير من أنحاء الأرض .. وخصوصا العراق والمهجرين منها .. وفي معظم المخيمات في أكثر من مكان ..وخصوصا في لبنان .. وفي غير ذلك من الأماكن والأوطان ببعيد عن ذلك أبدا !! بل إنه يبدو في كثير من الأحيان متساوقا مع [ الرغبة اليهودية ] – أو منصاعا إليها خاضعا لها - في تحويل حياة الفسطينيين إلى [ جحيم لا يطاق ] لإجبارهم على الموافقة على التنازل عن وطنهم وعن حق العودة إليه .. وتركه للغاصبين ..!
ولكن الفلسطينيين ( في مناطق 48 خاصة) أهل البلاد الأصليين باقون ثابتون كالأطواد متجذرون في أرضهم كشجر الزيتون الراسخ فيها منذ ألاف السنين ..ولئن اقتلع اليهود كثيرا من شجرة الزيتون [ عدوهم اللدود – لأنها شجرة مباركة بخلاف الغرقد شجرهم اللعين ! ] فإن اقتلاع هذه ( ألأطواد الشامخة) .. ليس باليسير !
أين { حق العودة } من كل هذا ؟؟!!:
إذا كان اليهود لا يطيقون نحو مليون ونصف مليون فلسطيني كتب لهم القدر – بالرغم من كل الظروف – أن يظلوا يعيشون بينهم .. ..وهاهم يضيقون الخناق – هم وعملاؤهم – على نحو ضعف ذلك العدد ممن بقي في بقية فلسطين (الضفة)...ويخنقون مثلهم في قطاع غزة ....
.. هل يقبل هؤلاء بعودة أكثر من ( 5 ملايين ) فلسطيني في الشتات ..ليعيدوا إعمار بلادهم وليغمروا اليهود فيعودون أقلية وسط نحو ( 10 ملايين فلسطيني )؟!
.. مستحيل أن يرضى اليهود بذلك ..وهاهي وزيرة خارجيتهم – وربما رئيستهم المقبلة .. تصر وتصرخ بأعلى صوتها ) لا ..ولا لعودة لاجئ واحد )!
حتى عباس [المتنازل عن كل شيء] صرح أخيرا أكثر من مرة بالتعاطف مع اليهود في إسقاط ذلك (الحق المقدس) وبعذر أقبح من ذنب .. بحجة [ الخوف على مستقبل ومصير الدولة اليهودية ]!!! كما صرح لجريدة هاآرتس الصهيونية – بدون حياء - ..وكما سبق أن ذكر وأشار في مقابلة مع فضائية ( العربية ) ! .. ومعروف أن محمود عباس – منذ أوسلو وجنيف وشرم الشيخ وغيرها من اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات العلنية والسرية .. من المتنازلين عن حق العودة ..والمتهاونين فيه – مما يشكك في فلسطينيته وعروبته وإسلامه –ولعله يراه أمرا [ غير واقعي .. وعقبة في طريق الحل السلمي والدولة الفلسطينية [ الممسوخة ] الموعودة – إن سمح بها العدو وأمريكته وأعوانه !!]
.. يقال إن أقصى ما يمكن أن يرضى به اليهود .. وما تحاور معهم عباس حوله ..و يبدي له قبولا يسميه ( حق عودة ) هو الموافقة على عودة بضع مئات أو آلاف من العجائز الفلسطينيين (الختيارية = فوق سن الستين والسبعين )على أن يعودوا وحدهم بدون أولاد أو أحفاد ..وبدون حق في أي ( جمع شمل )!.. يُعادون خلال عشر سنين .. يكون معظمهم فيها قد عاد ولكن ( إلى ربه ) ومن بقي منهم – إن عادوا فعلا - يموتون في أوطانهم خلال سنوات قلائل !!.. حقا إنه [حل يهودي] مصداقا لقوله تعالى :" أم لهم نصيب من الملك؟! فإذن لا يؤتون الناس نقيراً" صدق الله العظيم .
ولا ندري إن كانت لقاءات(عباس ) السرية – وغيره – هنا وهناك – تدور كثيرا حول هذا الموضوع(تجاوز حق العودة ) ..[ويدندنون] حوله ويتبادلون الآراء حول [ الإغراءات والضغوط والأثمان والرشوات ..إلخ ] الكفيلة بتضييع هذا الحق المقدس .. وإجبار أصحابه على التنازل أو السكوت عنه .. ولا نستبعد أن تصبح المطالبة بحق العودة – يوما – نوعا من الإرهاب .. لأنها تعني ( نسف الدولة العبرية المعتدية المغتصبة )!!!
حق العودة حق مقدس لا يقبل التنازل ولا التفريط وغير قابل للإنابة أو التفويض .. بل هو واجب وفريضة .. وإهماله وحرمان أصحابه منه ولو بأثمان باهظة أو تحت ضغوط هائلة ! هو أساس المشكلة ..وبذرة للعنف والصراع –مهما طال الأمد أو قست الظروف !!:
قد يوجد هنالك بعض الفلسطينيين الذين فت اليأس في أعضادهم ..واستسلموا للضغوط و[ التنكيلات المتنوعة ] ورضوا بالتنازل عن حق العودة – وخصوصا ممن ليس لهم في فلسطين شيء – أو شيء يُذكر أو ذو قيمة – أو ممن لا خلاق لهم ولا وزن ولا مبدأ أو باعوا وتنازلوا – سلفا – عن حقوقهم هناك ! وإن كان الوطن في حد ذاته ..لا يقدر بقيمة . ولا يعوض بكل الدنيا – مع أنه جزء من الدنيا !
ومع كل ذلك تظل الأكثرية الساحقة من الفلسطينيين متمسكين كل التمسك بحقهم في وطنهم وعودتهم إليه عاضين على ذلك الحق بالنواجذ ! ومصرين عليه وكذلك على تعويضهم عن كل معاناتهم ورد الكيل لكل من آذاهم وتآمر عليهم ..لا ينسون ولا يغفرون!
يؤيدهم في ذلك الأغلبية الساحقة كذلك من العرب والمسلمين وأهل الحق والعدالة والإنسانية في الأرض كلها .
.. ولو لم يبق من الفلسطينيين أحد إلا ( جنين في بطن أمه ) فسوف يشتد عوده ويطالب بحقوقه .. ويؤلب له وللحق أنصارا حتى يغلب الحق على الباطل ..ولو أدى الأمر إلى صراع متنوع متفاوت مدى الدهر ..وإلى ثورة أو ثورات دائمة ومتواصلة .. ضد المعتدين ..ومن يقف معهم ..ويحول بين الحق وأصحابه ..سواء سموا ذلك إرهابا أو أية تسمية فالحق يعلى ..والحق أحق أن يتبع " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" و( البادي أظلم ) كما يقال .." والكافرون هم الظالمون "!!
رفض حق العودة = والوطن البديل .. متلازمان ..وجهان لعملة واحدة !والأردن وجميع سكانه .. أول وأولى من يرفض التنازل عن حق العودة ويرفض الوطن البديل لأنه سيكون على حسابه بالتأكيد!!
قلنا إن حق العودة واجب يصر عليه جميع الفلسطينيين – ولا عبرة بمن سقط من عين الله –وأول وأولى من يؤيدهم فيه العرب والمسلمون .. وأولى أؤلئك جميعا : الأردن والأردنيون..ليس فقط لأنه واجب وطني وقومي وديني و إنساني .. ولكن لأن إسقاط حق العودة.. يعني بكل بساطة :[ خطر على الكيان الأردني]..لا يقبله أحد ولا يمكن تجاهل خطره !
.. ولا نريد أن نعيد تصريحات وتلميحات كثير من المسؤولين اليهود .. ومن لف لفهم .. حول موضوع الوطن البديل .. وتأكيداتهم أن الحل يجب أن يكون على حساب الأردن [ أبديا ] .. فلا مطمح أو مطمع لأحد في العودة إلى فلسطين .. ومن آخر من صرح بذلك – خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة .. أحد ألسنة المرشح الجمهوري[ الساقط جون ماكين ] ..
إن أعداءنا لا عهد لهم ولا ذمة ولا يثنيهم أي اعتبار قانوني أو أخلاقي أو إنساني أو دولي أو غيره عن تحطيمه في سبيل مصالحهم وأحقادهم ومطامعهم – تشهد على ذلك وقائع التاريخ وأحداث الواقع وتصرفات الدولة اليهودية إزاء القرارات الدولية والحقوق والمواثيق الإنسانية .. واستخفافها بها.. تماما كما هو واضح للعيان في قضية حصار غزة ..حيث يُعَرّضون نحو مليون ونصف إنسان للموت البطيء والفناء – بمختلف الوسائل – ويخنقونهم جميعا ..في سبيل الانتقام من فئة معينة ..وطمعا في إزالتها .. لتستسلم غزة – بعد تحررها (مكررا) ولتدخل [بيت الطاعة ] تحت ولاية وإمارة [ دايتون وشِلَلِه الدولية والصهيونية والمحلية المستأجرة !] ضاربين – في سبيل ذلك – عرض الحائط بكل المبادئ والقيم .. والاعتبارات الإنسانية أو غيرها .. وكذلك بكل النداءات والمناشدات والرجاءات ( والضراعات ) حتى لو جاءت من الأمم المتحدة التي أوجدت دولتهم باطلا في باطل !! مؤكدين [ موقفهم ومعتقدهم الصهيوني اليهودي التلمودي ] بوجوب [ إفناء الشعب الفلسطيني ] وبالاستخفاف [بالأغيار]عموما لأنهم في نظر [ تلمودهم ]ليسوا بشرا وليسوا أكثر من حيوانات ..حتى مناصروهم الأوروبيون والأمريكان وغيرهم .. هم في نظرهم كذلك ..ولو لم يصرحوا لهم بهذا مؤقتا ..لحاجتهم الآنية إليهم!!..
.. كما أن هذه [ المأساة المخزية المرة ] في غزة بالذات ..وعموم فلسطين ..وفي غيرها .. دليل دامغ على [ زيف الضمير الأوروبي ..والحضارة ] التي يتشدقون بها !!
..واهِمٌ كل الوَهم من يظن أن معاهدة ما أو صداقة أو تطبيعا أو مجاملة ..أو [مطاوعة]أو غيرها يمكن أن ( تثني ) المطامع اليهودية التي لاتتوقف عند حد .. والتي – كما نرى ونشهد عيانا –كذلك- في الساحة الفلسطينية . .. ولسان حالها – أي الصهيونية –كجهنم ! كلما حازت مكسبا أو حققت تقدما وتمكنا [ وبلعت حقا ]..قالت ( هل من مزيد)؟ ..و( هل ) هنا للأمر والتحضيض والدحر والتصعيد !!
حذار من التصرفات [ المقلوبة ]!ولوم الضحايا بدل الجناة !
كل الجهود توجه ضد العدو ؛ لا ضد بعضنا البعض !:
.. لا نظن أن هناك أردني واحد – سواء كان من أصل فلسطيني أو غيره .. يرضى بإسقاط حق العودة ..حرصا على فلسطين وتمسكا بالحقوق التاريخية ..وإيمانا بالمباديء الدينية والقومية والوطنية والإنسانية .. وكذلك حرصا على الكيان الأردني من أن يجعل [ الصهاينة وأعوانهم ] مصيره ومصائر ساكنيه ومقوماته في مهب الريح ..!
إن أعداءنا اعتادوا أن يعيشواعلى الفتن والمؤامرات والدسائس ! وأن [ يركبوا ] ضعاف الأنفس وأصحاب المصالح ممن انعدمت ضمائرهم ..!! ولذا فهم يحاولون إثارة الفتن والنعرات المختلفة ..وإشعال فتائلها – كما فعلوا ويفعلون في العراق وفي كل مكان..ليتهدم [المتصارعون ] وتفنى قواهم وتتلاشى .. فيتمكن [اليهود ] في النهاية من رقابهم جميعا !
.. وإن المحافظة على حق العودة ..وإبطال مؤامرات [ الوطن البديل ] وغير ذلك .. يجب ألا يُتصرف إزاءه بشكل [ مغلوط مقلوب ] فبدلا من أن نتوجه بالمقاومة واللوم والعداء والمواجهة ..إلى العدوالحقيقي والمتسببين بالمشاكل من اليهود وأعوانهم.. يتساوق البعض مع [ أهوائهم ] في إلقاء اللوم [ على الضحايا ] وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية ..كما حصل في العراق ..ويحصل جزئيا في لبنان!
لقد كررناها مرارا : إن الفلسطيني لا ينسى وطنه ولا يتنازل عنه – تحت أي ظرف – من ترهيب أو ترغيب - .. فهاهم..مَن يعانون من أقسى الظروف في مخيمات مهجري العراق ..وفي لبنان..وغزة ..وحملة الوثائق ..وغيرهم ..مهما بلغت معاناتهم.. – سواء - هم ومن بلغوا أعلى المناصب ..وحازوا مختلف المكاسب ..وجمعوا الثروات الطائلة..واقتنوا القصور الباذخة – في أي مكان في الأرض- .. لا ينسون فلسطين ..ولا يتنازلون عنها أبدا!
ولذلك لا ينبغي لبلد مثل لبنان أن يستمر في [ خنق ]الفلسطينيين ..خوفا من التجنيس وتغيير [ الوضع الطائفي !] مثلا ..فلا يوجد فلسطيني واحد ..يريد أن يبقى على أرض لبنان أو غيرها ..إذا أتيحت له فرصة العودة إلى وطنه.
ولذا فإن الأسلوب اللبناني في معاملة اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم ..أسلوب خاطيء كل الخطأ .. وإن كانت حدثت بعض الانفراجات مؤخرا .ولكن يجب أن تتاح لهم الظروف الإنسانية الطبيعية .. وكذلك حملة الوثائق الفلسطينية ..والذين يعاملهم[ الجميع ] معاملة المنبوذين..بحجة المحافظة على القضية والهوية الفلسطينية !!
..ولقد ضربنا أكثر من مرة مثلا بالفلسطينيين في الأردن ..وما نالوه من حقوق مشروعة ومساواة – شبه تامة- واندماج اجتماعي .. ومع ذلك هم ينتظرون - على أحر من الجمر –العودة إلى قراهم ومدنهم ومواطن أجدادهم في فلسطين .
لا بد أن تتكاتف جميع الجهود العربية والإسلامية والإنسانية .. للتمسك بحق العودة وجميع الحقوق المهضومة للشعب الفلسطيني ..وأن نواجه المطامع الصهيونية والاستعمارية صفا واحدا .. بدلا من أن نبدد إمكاناتنا في صراعات داخلية عقيمة – يشعلها العدو ويؤججها ويقطف ثمارها – لابد أن ترتفع وتائر (الوعي ) لدينا حتى لا يسمح عاقل أن يكون ألعوبة في يد عدوه أيا كان ! ومهما كانت المغريات!
وإن من أهم ما يعزز جبهة التمسك بالعودة ورفض الأوطان البديلة – معا – أن تكون طليعة أؤلئك والمعنيون الأُوَل بتلك الحقوق ..وهم الفلسطينيون والأردنيون ..واعين لذلك تماما ..رافضين كل معوق له ..وأن يكونوا – قبل ذلك – متمتعين بكل حقوقهم الإنسانية – وحرياتهم في التعبير والعمل على التمسك بكل الحقوق المشروعة وبكل الوسائل المتاحة .. ولن يسقط أويضيع حق وراءه مطالب !