صبراً شعب وأبطال سورية.. فإنكم تدفعون أثمان الحرّية والإنعتاق وسياسات وتخاذل النظام

صبراً شعب وأبطال سورية..

فإنكم تدفعون أثمان الحرّية والإنعتاق وسياسات وتخاذل النظام

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

ومثلما يقولون : ضربني وبكى وسبقني واشتكى وحكاية البطّة العرجاء

وبدلاً من قيام النظام السوري بواجبه نحو المُعتدي على أقل تقدير سلمياً ، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أمريكا إثر الهجوم الغاشم على البوكمال ، والذي ذهب ضحيته كما ذُكر رسمياً ثمانية شهداء من أبناء الشعب السوري ، وغير رسمي تسعة بمن فيهم ممول الإرهابيين في العراق الإستخباراتي أبو الغاديا خليفة أبو القعقاع الذي تمت تصفيته في السابق على يد الاستخبارات العسكرية السورية لكون ورد اسمه في التحقيقات الدولية ، تقوم أمريكا بمعاقبة النظام بالتهديد والتلويح بإغلاق سفارتها بدمشق ، مما يُعطيها الشرعية بالهجوم والمصداقية بما ادعته لاستهدافها الإرهابي الخطير أو كما يقولون بالصيد الثمين ، ومما يُثبّت تورط النظام السوري من وراء هذا التخاذل في الدفاع عن حياض الوطن بدعم آلة القتل والإرهاب في العراق ، ومن المُلاحظ لمتابع الأحداث يجد أن النظام السوري لم يقم بأي عمل تصعيدي ضد أمريكا لسببين : الأول عجز ه عن فعل ذلك لأن قراره وبقائه واستمراره مُرتبط بالخارج ، ويخشى من أي فعل غير محسوب أن يُزعزع وجوده والثقة فيه إضافة إلى ما هي عليه من الانعدام ، ناهيك عن كون الضربة كما قيل بأنها وقائية ودرس للنظام الذي كان يطمح دخول طرابلس لبنان لمنعه وردعه من التفكير في ذلك تحت مُسمّى مكافحة الأصوليين واستغلال الفراغ الإنتخابي الأمريكي  ، والسبب الثاني لوجود أدّلة حقيقية ومادية لدى أمريكا عن الأسلحة والعتاد الثقيل الذي قُدّر بالأطنان والذي أُدخل مؤخرا وبكميات كبيرة إلى يد الإرهابيين في العراق ، هذا عدا عن اعترافات من أُلقي القبض عليهم ودور الاستخبارات السورية في تمويل آلة القتل في العراق وزرع الفتنة والشقاق لمزيد من سفك الدماء والتقاتل لعدم استقرار هذا البلد الذي سيكون خطراً على هذا النظام فيما لو هدأت الأمور عنده بزعم النظام ، لأنه حينها فقط ستفتح صفحات داعمي الإرهاب ، هذا عدا عن اعترافات العائدين إلى بلادهم من العرب ممن سُمّوا مُجاهدين وكانوا قد شاركوا من قبل في الحرب الأهلية والطائفية وتأجيج الصراع في العراق انطلاقاً من القواعد العسكرية الإستخباراتية السورية التي درّبت وسلحت ورعت كل هذه النشاطات ، بالإضافة إلى الإستخبارات الإيرانية ، ودفع العراقيين أثمانها غاليا

وقلنا في السابق ونقول في اللاحق بأن النظام السوري لا يمت إلينا بصلة كشعب ومواطنين ولا يعنينا بشيء ، وكذلك أفعاله لسنا مسئولين عنها ويتحمل تبعاتها لوحده ، وأنّ هناك فرق مابين النظام الذي يُسيطر عليه أفراد مُنبتين عن الشعب وبيدها مُقدرات البلاد وما بين سورية الدولة والأمّة والشعب ، والدليل على ذلك مُعاقبة الأحرار بدلاً من  المتهاونين بأمن البلد والبائعين لكرامتها وشرفها ، والحكم على الرموز السياسية والوطنية روّاد الحرية من قادة إعلان دمشق بمدد متفاوتة بتهمة  إضعاف الشعور القوميّ، وتوهين نفسية الأمة، والنيل من هيبة الدولة،وهو ما يعني انفصالاً حقيقياً مابين النظام الجائر والشعب المغلوب على أمره ، لأنّ هؤلاء حذّروا في السابق لما ستؤول إليه الأمور إن استمرّ النظام في هذا النهج مع لبنان والدول العربية ولا سيّما العراق ، ولم يُقدموا إلا مشاريع إصلاحية لتصحيح المسارات  وكشف الفساد ، كما فعل ميشيل كيلو ، الذي كشف أكبر جريمة فساد اقتصادية تُرتكب بحق البلد ، وهي مُناقصة الخليوي ، التي أعطيت لرامي مخلوف ابن خال بشار ، والتي منعت وصول 300 مليار ليرة سوري لخزينة الدولة وذهابها لصالح مخلوف ، والذب لُفقت إليه تهمة إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمّة بسببها (     )، وكذلك حُكم رفقائه من إعلان بيروت دمشق ظُلماً ممن وقعوا على وثيقة تصحيح المسار ما بين سورية ولبنان ، فإن كانت مثل هذه الأعمال الوطنية البحتة خيانة وتواطؤ ، والتي لو اُستجيب لها لحمت البلاد من الانزلاق لهذا المستوى الخطير ، فماذا نستطيع إذاً أن نُسمّي تخاذل النظام في الرد على المعتدين والمُنتهكين لحرمة البلد وأجواءها وسيادتها وكرامتها ، ومن أولى بالحكم عليه بهذه التهم ، للذي يُطالب بإعادة اللحمة الوطنية وكشف الفساد وإعادة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية ، أم ذلك الذي يتخاذل في الدفاع عن الأوطان ، ولا يقوم حتّى بإطلاق رصاصة باتجاه المُعتدي ، ويعترف بتورطه في جريمة الهجوم الأخيرة ، عندما يعد بالرد في المرّات القادمة ، دون أن يُشير إلى وعوده عن المرّات السابقة ،أو لماذا لم تُدافع قواتنا المُسلحة المُرابطة هناك عن أراضينا وأبناءنا وأملاكنا ،  ولكن كأننا صرنا الآن في لعبة مكشوفة عنوانها " التيئيس والتخاذل لبقاء هذا النظام رغم كُل تجاوزاته وجرائمه

وعوداً  للحديث عن أسباب الضربة العسكرية الأمريكية ، والتي يتحمّل مسؤوليتها النظام كاملاً بأسبابها التي دفعت إليها ، ونتائجها بأعداد الضحايا الأبرياء الذين لم يجدوا من يحميهم من الاعتداء  ، وقلنا ونقول وجميعنا يعلم وفي كل أصقاع الأرض  وخاصة الأقطار العربية ،  عن تورط زمرة النظام السوري في أعمال الإرهاب والقتل في العراق ، الذي كان يُباهي بها في السابق وعلى العلن ، هذا عدا عن اعترافات العائدين إلى بلدانهم ممن ورطهم هذا النظام وشجعهم للالتحاق بالمجموعات الإرهابية في العراق وكذلك في لبنان ، تحت مُسميات الجهاد ، والذين كان لهم في حلب لوحدها ست مُعسكرات ، وفي أنحاء سورية العشرات منها للتدريب على التفجير واستخدام كافة الأدوات الفتّاكة ، لتُستخدم في قتل الأبرياء ، كما دُربت في السابق سرايا الدفاع والصراع والوحدات الخاصة والأجهزة الإستخباراتية على أعمال القتل والإجرام بحق أبناء الشعب السوري ، الذين تجاوزت ضحاياهم فيها عن المئة ألف شهيد

وأخيراً لا يسعنا إلا ان نُعلن عن استغرابنا ودهشتنا لهذه الأحكام الجائرة بحق قادة إعلان دمشق وتجريمهم  بدلاً من الاعتذار منهم وتكريمهم ، وتقديم التعويضات المُناسبة لهم ، مما لحقهم من أضرار مادّية ومعنوية ، نراهم يُدانون ، بينما أولئك الموكلة اليهم مهمة الدفاع عن الوطن وحمايته وصيانته يُكرمون ويُعززون ، وعلى شاشات التلفاز يتبجحون ، أيعقل مثل هذا يجري في بلاد الأمويين وصلاح الدين ؟ أيُعقل أن تصل المسخرة بالقيم الوطنية الى هذا الحد ؟ أيُعقل أن يكون لهذا النظام الذي من المُفترض ان يكون ابوي لجميع السوريين لا سيّما للأحرار وأصحاب الرأي من التأييد 99% وهو يُعاقب خيرة أبناء الشعب على مدار سنين تسلطه ؟ وهل من تفسير لكل ما يدور سوى التوهين لعزيمة الأمة وتيئيسها لرهن قرارها من قبل هذا النظام، ولكننا أبدا لن نيأس ولن نكل ولن نمل ولن تخور عزائمنا ، ولن تُرهبنا سياط الجلاّد ورصاص حقده وغدره ولا أحكامه الجائرة ، وإنّا لماضون كما جاء في بيان الإخوان المسلمين السوريين " في سبيل الحرية.. وصبراً أبطال سورية.. فإن لنا مع الحرية موعداً"  مع تأكيد المُعارضة السورية ، والقوى الحيّة والفاعلة لشعبنا الحبيب لشجبها واستنكارها للأحكام الجائرة بحق رواد الحرية من قادة إعلان دمشق، بالتهمة الظالمة في إضعاف الشعور القوميّ، وتوهين نفسية الأمة، والنيل من هيبة الدولة!..مع تضامنا الكامل مع كافة ضحايا الظلم والطغيان في أعماق الزنازين وقضايا مئات الآلاف المنفيين من المواطنين قسراً عن حبيبتهم سورية

خلفية الموضوع والإعتقال والإتهام :

اجتمع مجلس إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي في 1/12/2007 وانتخب أمانة عامة وقيادة للإعلان، وبعد ذلك بأيام بدأت مخابرات أمن الدولة بحملة من الاعتقالات طالت العشرات، ونقتصر هنا على ذكر الذين صدرت بحقهم  أحكام في هذا اليوم:

1-  أحمد طعمة الخضر- دير الزور– مواليد 1965– طبيب أسنان– اعتقل في 9/12/2007.

2- أكرم البني– حماة– مواليد 1956– كاتب وصحافي– اعتقل في 9/12/2007– معتقل سابق لمدة 17 سنة.

3- علي العبد الله– دير الزور– مواليد 1950– كاتب وصحافي– اعتقل في 17/12/2007– اعتقل 3 مرات قبل ذلك.

4- ياسر العيتي– دمشق– مواليد 1968– طبيب أخصائي بالأمراض الباطنية وكاتب وشاعر- اعتقل في 17/12/2007.

5-  جبر الشوفي– السويداء– مواليد 1947- ناقد أدبي– اعتقل في 9/12/2007.

6- فداء أكرم الحوراني– حماة –مواليد 1956 –طبيبة نسائية ومديرة مستشفى الحوراني بحماة– اعتقلت في 16/12/2007.

7- وليد البني– التل/ريف دمشق– مواليد 1964– طبيب أخصائي في الأنف والأذن والحنجرة– اعتقل في 17/12/2007.

8- فايز سارة– ريف دمشق– مواليد 1950– صحافي ومراسل وكاتب– اعتقل في 2/1/2008.

9- محمد حجي درويش– جسر الشغور/إدلب– مواليد 1960– كيميائي مدير معمل أدوية بحلب- اعتقل في 7/1/2008.

10- مروان العش– الزبداني/ ريف دمشق– مواليد 1956– مهندس جيولوجي– اعتقل في 15/1/2008.

11- رياض سيف– دمشق–  مواليد 1946–  صناعي– اعتقل في 28/1/2008.

12- طلال أبو دان– حلب–  مواليد 1953–  فنان تشكيلي ونحات– اعتقل في 30/1/2008.