حول "فتاوى" عودة إخوان سورية
حول "فتاوى" عودة إخوان سورية
أيمن حمدون
لا يخفى على احد من ابناء الامة الحال الذي تعيشه سورية من استهداف خارجي – لم يكن وليد السنوات القليلة الماضية فقط - ومن استبداد وقمع واضطهاد داخلي تم تغطيته دوليا بفعل ذاك الاستهداف الخارجي. اذن هو حال بائس ومحزن يشعر بخطورة مايراد لسورية . سمعنا في الفترة الماضية كلاما صدر من الغيورين على امتهم من اكثر من مكان حول ضرورة ان يبادر الاخوان السوريين الى المصالحة والى التفاوض والى العودة الى سورية رغم معرفة الجميع ان الحوار والمصالحة مطلب قديم للجماعة لم يتوقف اما بالنسبة للعودة فهذا مطلب متسرع وانفعالي يغفل اصحابه عن حقيقة الوضع في سورية وهنا امور ارى من الواجب التذكير بها :
1 - لم يبقي النظام مجال لاي معارض او مواطن ممارسة عمل سياسي سلمي وهنا لا اقصد ان الحل هو بغير العمل السلمي مع ان تعامل النظام مع ابناء وطنه قد يجر فعلا الى سورية الانفجار الشعبي الذي قد لا يكون مسيطرا عليه .
2- هذه الحالة المعقدة من الاستبداد والقمع لم تستثني احد من الشعب سواء كانوا من المعارضة او ممن تركوا المعارضة ولم تبقي حكم للقانون وانما الحكم فيه لميليشيات امنية متعددة وكثيرة تمارس القتل والاعتقال .
3- ان النظام لايأبه باحد ولا يأبه بما يقوله الاصدقاء او الجيران ولا يقيم وزنا لوسيط اردني او مصري رغم كل الوساطات والمناشدات .
4- لم يأبه النظام بنزول ابو غدة رحمه الله ثم خروجه خالي الوفاض .
5- لم يابه بقتل العالم معشوق الخزنوي وهو الذي يقيم في سورية لمجرد انه التقى المراقب العام في الخارج .
6- النظام له اسلوب الخاص في التعامل السياسي ليس فقط مع معارضيه وانما مع حلفاؤه ومؤيديه وهو التصفية والاغتيال كالذي حصل مع رئيس الوزراء محمود الزعبي و غازي كنعان و قولا غاصي وعماد مغنية وليس اخرهم مستشار بشارالاسد محمد سليمان وهو نفس الاسلوب مع وسطائه مثل امين يكن ومحسن هويدي ثم ان الذي قتل رفيق الحريري ليس صعبا عليه ان يقتل حسن هويدي اوعصام العطار او غيره.
على الذين يتسرعون في الدعوة لمثل هذه الامور التبصر في عواقب ذلك حفاظا على وحدة الصف والتماسك الاخوي . ان اشتياقنا لسورية الحبيبة وطول الفراق عن الاهل والاحباب والاصحاب والاخوان يجب ان لاينسينا اجر الصبر والمجاهدة كي ننال رضى الله عزوجل الذي هو الغاية التي يتوق لها الصالحين . " ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايهدي الظالمين " ولقد ذهب الكثير ولم يبقى الا القليل ان شاء الله .