فلسطين وإعادة تقويم الموقف

فلسطين وإعادة تقويم الموقف

على ضوء ثورات الربيع العربي ومعطياتها

زهير سالم*

[email protected]

عدوان قادة المشروع الصهيوني على غزة  اليوم هو حلقة في سلسلة العدوانات التي يشنها أدوات هذا المشروع على  دمشق و حمص وحلب و على الفلوجة وتكريت . وحدة مشروع قادة العدوان وأدواتهم هو النقطة المفتاحية في فهم حقيقة ما يجري في منطقتنا اليوم . وفي التعامل معه . ليس لصدق شعبنا  صديق . وكل الذين يقفون بالظاهر معنا هم في الحقيقة ضدنا وهذا الذي لا يجوز لنا أن ننساه أونتناساه .  

كرامة أمتنا المنتهكة على مدى قرن من الزمان ؛ ودم أبنائها المسفوك عدوانا وبغيا على مدار سبعة عقود ،  كان كل ذلك  تمهيدا  للمشروع الصهيوني أولا واستمرّ تمكينا له ثانيا ، وتمادى حماية لمصالحه ثالثا . وسنستمر في دفع ضريبة كل ذلك في بغداد وفي دمشق وفي القاهرة وفي  صنعاء وفي القدس هوانا ودما على السواء

اليد الإسرائيلية  الصهيونية  التي تقتل في القدس  هي  نفسها اليد الصهيونية التي تقتل في  المدن العربية وتقصف ببراميلها المتفجرة في دمشق وحمص وحلب أو في الفلوجة وفي تكريت . والدم الذي يسفك في غزة والذي يسفك في حلب أو في تكريت هو دم بعضه من بعض .

بات هذا الأمر اليوم  حقيقة  لا شك فيها . وإزاء ما يحدث في العراق وفي سورية وأمام ما يحدث في غزة  نظن أن الوقت قد فات على لغة الإدانة والشجب والندب والاستغاثة . قدر هذه الشعوب  أن تختار بين كأس الذلة أو كأس الدم .

لم يعد يجدي التعويل على الأمم المتحدة او مجلس الأمن أو الجامعة العربية أوأنظمتها المهترئة بل والغارقة في معظمها حتى أذانها في التغطية على المشروع الصهيوني والمهادنة لتوأمه الصفوي ...

والمطلوب اليوم من الأخوة الفلسطينين بشكل خاص أن يعيدوا  تقويم موقفهم على ضوء هذه المعطيات  ، وأن يندمجوا في ثورات الربيع العربي . وإذا كنا نتفق أن رأس الأفعى هو في تل أبيب فإننا لا يجوز أن نختلف أبدا أن أذرعها الأكثر قذارة وتوحشا هي في طهران وفي الضاحية الجنوبية وفي دمشق وفي المنطقة الخضراء في بغداد .

 لقد أثبتت تجارب ثورات الربيع العربي  في سورية والعراق أن مقاومة العدو الصهيوني هي الأقل كلفة ، وعلى الرغم من كل ما يبديه هذا العدو من شراسة وقسوة فهو لم يبلغ في أي لحظة قسوة وشراسة وقذارة بشار الأسد أو نوري المالكي أو قاسم سليماني أو حسن نصر الله .

إن الرقم الأكبر من التضحيات الجسام التي قدمها الشعب السوري والتي كانت الأعلى في تاريخ  معركة الحرية والتحرر في المنطقة العربية يجب أن تكون قدوة وأسوة لكل أبناء الأمة المتمسكين بحريتهم وكرامتهم والمؤمنين بوجودية المعركة التي يشنها كل أشرار العالم على أمتهم .

لا شيء يغلو أو يعلو على إرادة الحرية والتحرر والعيش الكريم . وإن شعوبنا العربية  في سورية وفي العراق  وفي اليمن وفي فلسطين وفي مصر وهي تعيش معركة تحررها الواحدة تدرك أن معركتها هي خطوة على طريق الحفاظ  والوجود والبقاء . ويجب أن تخوضها موحدة كلٌ على جبهته .

لقد مضت عهود الندب والشجب والإدانة ، فلن نقول نشجب العدوان الصهيوني على غزة ، ولن نقول نندد أو ندين ... بل سنقول نبارك  صيحات الله أكبر وقد علت  وحي على الجهاد وقد انطلقت على كل شبر من الأرض العربية ويا فلاح المستجيبين ..

" وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون .."

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية