الدعاء على الظالمين !

يحيى بشير حاج يحيى

قرأت لزميل مصري كلاماً غاضباً انصب على المقرئ محمد جبريل ؛ لأنه دعا ليلة السابع والعشرين من رمضان على الظالمين !؟ فعجبت أشد العجب أن يعتبره دعاء على مصر !؟ 

عزيزي وزميلي الأستاذ وليد : 

أولا ً : نسأل الله أن يحفظ مصر ،وأهلها ، وأن يولي عليها خيار أبنائها ! 

ثانياً : لم أسمع ، أو أقرأ في حياتي منذ عهد الحجاج إلى يومنا هذا أن أحداً اعترض على الدعاء على الظالمين إلا من أحسّ أنهم منهم ، كما حدث مع أحد الخطباء في زمن البائس بشار أسد القرداحة ، بمدينة حلب في جامع التوحيد ، فاستدعي للتحقيق ، وسئل ماذا ومن المقصود بالدعاء ؟ 

ثالثاً : إذا كان المقصود بدعاء محمد جبريل ( اللي في بالك ) فالمدعو عليه أمامه أمور ثلاث : 

١- إما أن يكون ظالماً ( والظلم ظلمات يوم القيامة ) فليتراجع عن ظلمه ؛ ولا يغتر بفتاوى عمائم السوء ، فإنه لو وقف أمام القاضي وحكم عليه بالإعدام ، وعلموا أن هذه أوامر ورغبة جهات عليا لأفتوا بذلك !؟ 

٢- وإما أنه غير ظالم ، فلماذا تخاف عليه ؟! والله يعلم المفسد من المصلح ، والظالم من العادل ، والتقي من الشقي !؟ وهو العدل ، وأحكم الحاكمين! 

٣- أو أن الدعاء لا يخصه ، وأنه ليس المقصود !؟ ولكن الحملة والإجراءات ( من الأوقاف والإعلام ) أفهمت الناس تصريحاً وتلميحاً أنه المعني ! 

عزيزي وليد ! 

إني داعٍ ، فقل : آمين . فلن أضيف شيئاً إلى ماكنت أقوله وأؤكد عليه ، غير أني صغته بدعاء ! 

{ اللهم ! ردّ العسكر إلى ثكناتهم ، ليتقنوا عملهم تدريباً وإعداداً ! وإلى الحدود ليحافظوا على أوطانهم ، فقد انكشف ظهر الأمة لأعدائها ، اللهم إنك تعلم أن شعوبنا ذاقت الويلات والهزائم منذ أكثر من ستين عاماً ؛ لأن الأمر وُسّد إلى غير أهله ، ورحم الله امرأً عرف حدّه فوقف عنده !؟ ولكن عسكرنا المغرمين بالحكم والتسلط لايريدون أن يعرفوا أو يعتبروا !؟ 

عزيزي وليد : 

أهنئك بالعودة إلى مصر ، وأقدّر مشاعرك وأشواقك ، وأنت لم تغب عنها سوى بضع سنين ! وأرجو أن تقدر مشاعري وأشواقي لأهلي في سورية ، وقد حصد الموت أكثرهم في رحلة تهجيري عنها وعنهم ، وقد دخل اغترابي عامه الخامس والثلاثين !؟ 

لك ولأهلنا في مصر الحبيبة عاطر التحية ، وتقبل سلامي ! 

       أخوكم : أبو بشر ( أحد ضحايا حكم العسكر ) 

وسوم: العدد 624