أماااه

عذراً أماه كنت قد كذبت عليك مرةً وقلت لك أننا سننتصر يوماً ما وسنجتمع عندك في تلك الديار الواسعه وسيأتي خالي ذاك الرجل المغترب منذ سنين وسيأتي حاملاً معه ثمرات ذاك الصبر والحنين والحب الباقي في قلبه المسكين سيعوداً شيخاً مسنناً قوياًأقوى مما كان عليه لأنه ولد الآن من جديد وسنلف حوله ويقص علينا تعب العمر والسنين الطويله التي عاشها منفردا منعزلاً عن الجميع وكيف كون لنفسه حياةً سعيده وكيف صنع بنفسه الحظ السعيد وكيف لم يقطع الأمل بالعوده طيلة هذه السنين... أماه ما كنت أقصد الكذب كنت أظن أنه سيحصل وسنعود ولكن ما أخر النصر الذي كلنا نحلم به وكلنا بتنا نعلم أنه طويل المدى من نفوسنا التي لم تسترجع الندم نفوسنا التي لم تسأل نفسها مرةً لماذا حل هذا بنا ولماذا لم ولن نسامح بعضنا ولماذا دفنا أمواتنا ولم نعتبر بها!!!!

أماه سامحيني لست كاخالي يبدو أنني قطعت الأمل وها أنا أعترف وأخبرك بأننا أفترقنا وأغتربناولن نعود كما كنا لم نأتي إلى بلادنا وستصير الغربة تابوتاً لنا 

أماه أتزكر كلامك عندما ترددين خلص أنتهى كل شي وندعوا الله بأن نجتمع في الآخره في جنة الفردوس إن صبرناعلى ما حلّ بنا

أماااااه .... يا أمااااه

يامن تعلمنا منك الصبر 

سامحينا أرجوك وتعال لنعيش كما كنا نحلم ولابد بأن يتحقق الحلم ويصبح حقيقه وسنعود يوماً ما ولو بعد حين ولنتزكر قوله تعالى ( لاتقنطوا من رحمة الله) ....... أمااااه كم إشتقت إليك ياحبيتي 

ربااااااه أسألك أن تجمعني بها الآن وليس غداااا

أغلقوا الحدود عليها وهي الراكعه الساجده رباااه يسر لها أمر سفرها 

رباااه استودعك أمي أستودك أمي يامن لاتضيع عنده الودائع 

رباه ذهب كل شي عندنا ولم يبقا إلااااك ياأمي ظمئاااانةٌأنا هاتي أمي أرتوي بها حب وعشق والوطن..... 

وسوم: العدد 628