قصة منبج ببساطة (لمن لا يعرفها ولا يعرف ماذا فعل بها أوباما)..

منبج مدينة عربية، شمال سورية، تحررت من نظام الإبادة الأسدي، ونظمت نفسها وحكمت نفسها، فهاجمتها داعش تحت سمع وبصر وتواطؤ وصمت العالم كله. بعد أن دخلتها داعش صار الأمريكي يريد تحريرها، ذهب أهلها إلى الأمريكي وقالوا له : نحن نحرر مدينتنا من داعش كما حررناها من النظام. قال الأمريكي : لا، من سيحررها هو حزب البككة الكردي التركي الستاليني الإرهابي (المغطى مرة بإسم الاتحاد الديمقراطي ومرة بإسم قوات سورية الديمقراطية). وأجبر مقاتلون من أبناء منبج على الخضوع والدخول تحت حكم البككة. بدأ هجوم الأمريكان وحلفاؤهم، وكان البككة يعمل مرشداً للطائرات الأمريكية والفرنسية، وكان يعطيهم إحداثيات الأماكن الأكثر كثافة بالمدنيين العرب على أنها مواقع لمقاتلي داعش، وقتل بهذه الطريقة الإجرامية الإبادية، ألوف العرب. بعد أن دمر الطيران الغربي منبج، خرج مقاتلو داعش من المدنية، ودخلتها البككة الكردية (٧٥٪ من عناصرها أكراد أتراك وإيرانيين وعراقيين) لتضمها إلى مشروع بناء كيان كردي في شمال سورية، تتجاوز مساحته كثيراً مساحة المناطق ذات الأغلبية السكانية الكردية، يقطع كل صلة برية بين سورية وبين تركيا وأوربا، ويسيطر بالقوة على منابع المياة ومنابع النفط وأهم المحاصيل الاستراتيجية في سورية، ويتحول إلى قاعدة لمحاربة تركيا وإلحاق كل أشكال الأذى بها. كثير من المثقفين السوريين والعرب يؤيدون ما حصل لأن الإرهابي البككة بنظرهم أفضل من الإرهابي الداعشي. نفس السيناريو تكرر عشرات المرات في سورية : مدينة يحررها السوريون من يد النظام بصعوبة وبتضحيات هائلة، تأخذ داعش المدينة برضا وصمت وتواطؤ دولي، وبعد سيطرة داعش على المدينة يقصف الأمريكي والغربي المدينة حتى يسويها بالأرض ويقتل ويهجر جزء كبير من سكانها، وخاصة السنة العرب والسنة التركمان، يدخل البككة متخفياً وراء أسماء جميلة، ونساء جميلات، تلتقط شركات دعاية هوليودية أجمل الصور للسيدات الجميلات وهن ينقذن المسلمين العرب من يد وحوش داعش، ويصفق الجمهور والمتفرجون. وتضيع مدينة عربية أخرى مثلما ضاعت القدس وعكا ويافا ......

وسوم: العدد 681