أردوغان يزور صربيا

فن ممارسة الرئاسة: 

قام أردوغان بزيارة صربيا! - صربيا التي أبادت مئات آلاف المسلمين قبل عشرين سنة، لكنها كانت جزءا من الدولة العثمانية لمئات السنين. نظر أردوغان للحكومة الديموقراطية الجديدة في صربيا، ولمصالح من تبقى بها من المسلمين ولتأثيرات الحكم العثماني الثقافية والعمرانية والتي ما تزال باقية إلى اليوم.

وقد أعد أردوغان لزيارته جيدا وأخذ معه وفدا مهما، فوقع اتفاقيات تجارية عديدة.

الجميل أنه أقاموا له وليمة كبيرة حضرتها زوجته والوفد المرافق، وأثناء الغذاء قام وزير الخارجية الصربي بزر جاكيته وأمسك بالميكروفون وغنى للضيف الكريم أغنية تركية نالت الاستحسان والتصفيق من الضيوف . وجاراه المتحدث باسم الرئيس التركي فغنى أغنية عثمانية شهيرة. وعند صلاة المغرب اعتمر أردوغان طاقيته البيضاء وصلى في المسجد الوحيد في بلغراد وأمسك بالميكروفون وجلس للتلاوة بادئا من قول الله عز وجل: ''لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله''.

في اليوم التالي زار أردوغان بلدة صربية مسلمة فيها نحو 10000 من السكان فخرجوا جميعا لاستقباله فقدم لهم ثلاثة هدايا: جسرا فوق النهر الذي يشق مدينتهم، وطريقا مباشرا لسراييفو أكبر عاصمة اسلامية في المنطقة، إضافة ﻹصلاح وترميم الحمام العثماني اﻷثري الموجود في بلدتهم. (وهو بهذا استعاد الدور الحضاري للدولة العثمانية وترك أثرا اقتصاديا ايجابيا في حياة مسلمي المنطقة وربطهم ببعض).

ليس صعبا ان تكون سلطانا لكنك تحتاج لبعض الخبرة والتوفيق فقط.

هذه الزيارة تصح ان تدرس كنموذج لفن الديبلوماسية الراقي.

وسوم: العدد 742