إعصار درعا

إعصارُ ثورتِنا قــدْ ثــارَ في دَرعـا

مهـد الكرامـةِ وازدانــتْ لهـا دِرعـا

كالنــارِ هبتْ إلى العليــاءِ عاتيةً

كأنَّ جيشَ العدا أُلقوا بها شمعا

جاؤوا حشوداً ونيلُ النصرِ يحملهمْ

فـرّوا فـرادى وخـلّوا نصفَـهمْ صرعى

جاؤوا وثوبٌ مِــنَ الأحقـــاد يغمرهمْ

فاستلَّ قومي الردى فاغتالهمْ جمْعا

خسئتَ أنْ تُبتلى من دون محرقةٍ

يا جيشَ ناعسةٍ يا حيّـــةً تسعى

يا أهل حورانَ رأسُ المجدِ منخفضٌ

يرعى المنــايا كمَنْ يُلقي لها سمعا

يـا مَـنْ زرعتمْ ذرا الأمجـــادِ ألويــةً

لبّــتْ وكــمْ دفعـتْ أرواحَــها دفـــعا

فاستأسدتْ ومشتْ في كل ناحيةٍ

تستأصلُ الرأس للجرذان والأفعى

وأحرقتْ بجحورٍ كلّ عَقْربةٍ

لم تبقِ مِنْ رجسها أصلاً ولا فرعا

دكتْ حصونَ نُصَيْرِ اللاتِ واندفعتْ

تردي الفلولَ كشهمٍ يَحصــدُ الزرعـا

يا أَهْلَ حورانَ مِنْ أبنائكمْ وُلدتْ

تلك الشرارةُ فانسقْنا لها طَوْعا

واليومَ عادتْ إلى الأحضانِ زاهيةً

مِنْ برّها صفعتْ قطعــانَهمْ صفعا

هـــاقــدْ أعــدْتِ لنـا الأفراحَ دافقةً

فـاحتْ فأسْبَلتِ الثكلى لها دمعا

حتى الحرائـرُ بِعْنَ الْيَــوْمَ أمتعةً

ما عدنَ يَلقَيْن في الدنيا بها نفعا

فتلك صاغتْ من البارودِ زينتها

وتلك رشاشها أحنى لها جذعـا

لكنَّ جمعاً من الأنذال قد جَنحوا

ثعالبٌ تَخِـذوا دَرْبَ الفــدا مرعى

بــانــتْ سرائــرهمْ لٰكنَّـــهمْ خَسِئــوا

أن يُحْدِثوا في شذا حورانِنا صَدعا

هذي حصونك يا بشار داميةٌ

نصرُ الجبانِ روسٌ أمعنوا قمعا

قصفٌ جبـــانٌ لأطفالٍ بملجئهم

جريمةٌ ما رعتْ عهداً ولا شرعا

في لؤمهمْ زاحموا الأكوانَ وانتزعوا

سبقَ السيادةِ ، فاقوا عقرباً طبعا

من جورهمْ جرتِ الأنهارُ في مدنٍ

سُماً مقيتاً وَهُمْ كانوا له نبعا

حتى النظامُ غدا في النبحِ بعضَ صدًى

بوتين يعوي وبشّارٌ غدا رجعا 

فإن تقيأ روسيّ بضاحيةٍ

وترا، تقيأ جرذان الصدى شِفعا

يا أَهْلَ حورانَ إنَّ الروحَ نازفةٌ 

تشكو جحافلهم ضاقَتْ بهم ذرعا

لكنّ لي ثقةً فاقتْ جحافلَهمْ 

بأنكمْ غضبٌ ينوي لهم قَطعا

هذي الشدائدُ إزكاءٌ لشوكتكم

إن يُحرَقِ العود فاحتْ ريحُهُ ضَوْعا

وسوم: العدد 779