قصة قصيدة اسمها هل ترانا نلتقي

من جديد عدت إليكم بما هو شديد اللهجة من القصص التي أوجعت القلوب بكلماتها الشديدة . فكلما سمعت هذه الكلمات ظل قلبي يتوجع من لهجتها القوية ، وشدة معانيها التى تحرك الحجر الساكن بكل جسد يتلوى من فرقة الحبيب او المغترب ، أو الذي مات .

ومن هنا كان لي أن أذكر لكم القصة نقلا من احد المواقع باختصار شديد مع القصيدة مكتوبه .

فمن لا يعرف قصة هذه الأبيات ... فاته الكثير ، والكثير ولكني بتوفيق من الله تعالى أذكرها لكم في كليمات بسيطه .

الكلمات للشاعرة أمينة قطب ، شقيقة الشهيد سيد قطب عليهم رحمة الله

فقد تمت خطبتها لكمال السنانيري وهو محكوم عليه ب 25 عام ... ولم يتم منهم الا 5 اعوام فقط ... وطوال اعوام كثره كانت تزور حبيبها في مختلف معتقلات مصر ... كانت تخبئ كلماتها الصادقه وقصصها لتسردها لحبيبها ... عانت كثيراً ولكنها صبرت واحتسبت ... وبعد 17 عام خرج حبيبها لتعيش معه اسعد سنوات عمرها كما تقول وكان الزوجين في فرحة عارمة فلطالما طال الفراق 

ولكن في عامهما السادس جاء السجان ليأخذ قلبها وروحها ويضعه في السجون ثانياً ... ولم يحتمل كمال السنانيري كمية التعذيب التي لاقاها ... ومات في معتقله :( 

فقالت امينة قطب هذه الابيات

""هل ترانا نلتقي أم أنها

كانت اللقيا على أرض السراب

ثم ولت وتلاشى ظلها

و استحالت ذكريات للعذاب

هكذا يسأل قلبي كلما

طالت الأيام من بعد الغياب

فإذا طيفك يرنو باسماً

و كأني في استماع للجواب

أولم نمضي على الحق معاً

كي يعود الخير للأرض اليباب

فمضينا في طريق شائك

نتخلى فيه عن كل الرغاب

و دفنا الشوق في أعماقنا

و مضينا في رضاء واحتساب

قد تعاهدنا على السير معاً

ثم آجلت مجيباً للذهاب

حين نادني رب منعم

لي حياتي في جنان و رحاب

و لقاء في نعيم دائم

بجنود الله مرحا للصحاب

قدموا الأرواح و العمر فدا

مستجيبين على غير ارتياب

فليعد قلبك من غفلاته

فلقاء الخلد في تلك الرحاب

أيها الراحل عمراً في شكاتي

فإلى طيفك أنات عتاب

قد تركت القلب يدمي مثقلاً

تائهاً في الليل في عمق الضباب

وإذا أطوي وحيداً حائراً

أقطع الدرب طويلاً في اكتئاب

و إذا الليل خضم موحش

تتلاقى فيه أمواج العذاب

لم يعد يبرق في ليلي سنا

قد توارت كل أنوار الشهاب

غير أني سوف أمضي مثلما

كنت تلقاني في وجه الصعاب

سوف يمضي الرأس مرفوعاً فلا

يرتضي ضعفاً بقول أو جوابي

سوف تحدوني دماء عابقات

قد أنارت كل فج للذهاب ""

*************

ومن هنا كان لابد لي من وقفة مع هذه الكلمات الجميلة والمعبره عما بداخلنا جميعا ، فقد اثارت كثير مما نشعر به من آلام ، من فرقة الاحبه وإن كانت الكاتبه ذكرت هذه الكلمات في حبيب غاب عنها لظروف اعتقاله فكلنا لدينا احبة بين القبور وفي الاغتراب وغير ذلك .

ولكن قدمت الكاتبه عنوان خاصا للحب والصمود فيما كانت فيه من تحديات تقاتل بها في كل جهة وهي في الاصل امرأة لاتستطيع ان تنال من عدوها ، فالعدو في هذه القصة هو حاكم ظالم مستبد وقد نالت بصبرها ما أرادت أن تحكي للأجيال القادمه عنها صراحة بكلمات ذهبية قاتلة لكل ظالم ومهدئة لكل مضطهد ليكمل المسير بالصبر على البلاء .

وعدت من جديد لا استطيع نهاية لما كتبت فكلما تذكرت الكلمات الذهبيه عرفت انني قزم يتحدث عن عمالقة وجبال راسخة ، فلم اتمكن من نهاية كلماتي فيهم وسأترك لكم النهاية .

وسوم: العدد 782