أبو صهيب

يا نصْرُ، قُل للعزم أن  يتكلّما

عَييَ  اللسانُ  فلا يُجيدُ  تكلّما

ماذا عليك لو ابتعثتَ وميضَهُ

فعسى الظّلامُ  بومضِه أن يبسما

ماذا عليك إذا تأرّج مِسْكه؟

دعْهُ   يهبّ،  فإنّ   فيه   البلسما

عجباً لعزم أبي صُهيبٍ إنّه

قد ضاق عنه الجسمُ فاحتسب الدّما

عزمٌ توقّد في العروق سجيَّةً

فأبَيْتَ   إلا أن   تظلَّ     الضّيغما

فإذا بعزمك رافضٌ هذا الخَنا

فهببتَ   صاروخاً   يَدُكُّ المجرما

لم يرض نصرٌ أن يرى نجسَورى

في  قُدْسنا   مُتغطْرِساً    مُتحكّما

كيف الرّضا بحياة ذلٍّ صاغرٍ

في  ظِلّ  محتلٍّ   أذاق   العلقما؟

كيف الرّضا بضياع مسرى الطفى

كيف الرّضا ويهودُ دنّست الحِمى؟

فاعجب لِنصرٍ حين لبّى دعوةً

لجهادِ   محتلٍّ   تعدّد      وانتمى

فتراهُ حقّاً كالجبال رسوخِها

لا   يتّقي   إلاّ   الإله    الأعظما

لم يثنهِ شُحُّ السّلاح عن الوغى

فمضى "يُصنّع" حارقاً أو راجما

لكنّما هو جهد فرْدٍ واحدٍ

يلقى  العدوّ  وقد   أعدّ  عرمرما

لا لن تزعزعه العواصفُ إنّه

مُتربصٌ حُسْنَ الشّهادةِ في السّما

أو عودةَ النّصر المبينِ مردّداً

"الله   أكبر"   ما أجلّ  وأعظما

لكنَّ هذا النّسرَ خرَّ محطَّما

منه  الجناحُ،  فمن  يردّ المُبْرَما

فبذا قضى ربّ العبادِ، فمالَنا

غيرُ القبولِ، أليس هذا العاصما؟

يا نصرُ، إنك في العرين مجاهدٌ

فلِواكَ  يبقى  في  الجهادِ  مقدّما

كم وقعةٍ قد كنتَ فارس ساحِها

كم  خِطَّةٍ  قد  كنت فيها المُلْهَما

عملٌ بلا قوْلٍ، فتلك شريعةٌ

نزلت بها الآياتُ من ربّ السّما

صبراً أُخَيّ، فإنّ أجرَك دائمٌ

صبراً أُخَيَّ، فأنتَ نلتَ المغْنما

أوليست الجناتُ غايةَ سعينا؟

أو ليس رضوان الإله  المعلَما؟

فلقد ظفرتَ أبا صُهيبٍ بالرّضا

بجهادِك  المحتلّ  ذاك المجرما

رِضوان ربّكَ غايةٌ نسعى لها

مهما  ألمّ   بنا  ومهما    أُبْرما

فاصبر كصبر السائرين على الهدى

مِن   قبلنا   كيما    تظلّ      الأحزم

وسوم: العدد 818