في الصيف ضيعت اللبن

لا تشكُ  من  جَورِ الجوارِ ، أو الزمنْ

  أنت الطَّريدُ ، وقد غدوتَ  بلا وطنْ

قد  أبعدوكَ... ، ومَثَّلوكَ ... ،

وشَوَّهوكَ ، ...وشرَّدوكَ ...

وعرَّضوكَ  إلى المحنْ

ركبَ السفينةَ  قادةٌ

كي يغرقوها بالخيانةِ  ... شوهوا ... 

ُطهرَ الشريعةِ ، والسننْ

هدروا  دماءَ شبابنا

بفعالهم

وبغدرهم 

زرعوا الخصومةَ ، والفتنْ

باعوكَِ ،

أو باعوا الدماءَ

، مع الرجالِ ، مع الوطنْ

وهناكَ قد قبضوا الثمنْ

  أرأيتَ كيف استفحلَ الأشرار ُ في أوطاننا ؟!ِ ا

  في الصيف ضيعت اللبنْ ١

----------------------------

  ١- هذا المثل يضرب فيمن  يضيع خيراً أتاه  بسبب طمعه  ، وعدم رضاه .

في الصيف ضيعتِ اللبن --

هذا المثل قيل في الجاهلية يروى  أن بطل القصة هو أحد سُراة الجاهلية ووجهائها وهو ” عمرو بن عمرو بن عُداسٍ”، الذي تزوج ابنة عمه وكان  شيخاً كبيراً، ”. وكان سخياً كريماً عليها، يحبها ويحنو عليها، لكنها لم تقنع بحالها، فقد كرهت كبره وشيخوخته. كانت دوماً تقارن حالها بحال صويحباتها اللاتي تزوجن من شباب يقاربونهن في العُمر، وكانت تندب حظها الأعثر الذي جعلها تتزوج من شيخ مسن مثله، وتضيع جمالها وشبابها في ظله. نسيت ما يتمتع به زوجها من خصال طيبة ووجاهة وغنى وكيف أنه يحبها ويكرمها، وظلت تتأفف من كبره وشكله. فسألها :“أيسرك أن أفارقك وأطلقك ؟”

قالت: “نعم”

فَطلقها وكان ذَلِكَ في الصيف.

و تزوجت بعده شاباً جميل المُحيا من ” آل زُرارة” ، لكنه لم يكن بنفس وجاهة وشجاعة وكرم زوجها الأول، ففي يوم أغارت عليهم قبيلة ” بكر بن وائل” فنبهت زوجها وكان نائماً، حتى يدافع عنها وعن عرضها، إلا أنه خاف واستعظم القتال، فقد كان مدللاً، فأصابه الفزع ومات في مكانه. وسباها قوم ” بكر بن وائل” ، وتزوجت بعد ذلك من شاب آخر، إلا أنه كان فقيراً لدرجة أنها كانت تشتهي شرب الحليب الذي لا تجده . وفي يوم من الأيام كانت تقف هي وجاريتها على باب خيمتها، ومرت أمامهم قافلة تسد الأفق من بضائعها وإبلها. فطلبت من جاريتها أن تسأل صاحب القافلة بعض اللبن من إبله. وحينما ذهبت الجارية لصاحب القافلة، إذا به عمرو بن عمرو، الزوج الأول. فطلب من الجارية أن تشير له على سيدتها، وحينما رآها وتعرف عليها، قال للجارية : قولي لسيدتك ” في الصيف ضيعتِ اللبن” ،

وسوم: العدد 912