ربيع... لم يصل!

صقر أبو عيدة

[email protected]

يمّمـتُ وجـهَ قصائـدي  لندائـكـمْ

لكنَّ شعـري يشتكـي، فقْـدَ  الأمـلْ

فربيعُ خلّـي كبّـلَ الخطـواتِ  بـي

حتى تراءتْ لـي هواجـسُ تشتعـلْ

ورأيتُها في خاطـري نبتـتْ  مُـدىً

وكأنّهـا شـوكُ القنافـذِ فـي المُقـلْ

ومنابـعُ الإلهـامِ جــفَّ معينُـهـا

وتجمدّتْ عندي المعاني فـي الغـزلْ

في البالِ نجـوى الياسميـنِ وبوحُـهُ

كيفَ القصيدُ يمـدُّ قلبـي،  يرتجـلْ؟

*****

*****

شكراً لكم شكراً لكـم، فأنـا المقـصّ

ر في المحبةِ، حيث أشقانـي  الزلـلْ

أرجو السماحـةَ منكُـمُ يـا  رفقتـي

فالصفـحُ فيكـم خَصلـةٌ لمّـا تـزلْ

لاتسألونـي عـن ربيـعٍ لـم  يكـنْ

فـي لونـهِ إلا خـصـامٌ  يُستـغـلْ

الشمـسُ فيـهِ تهرّبـتْ مـن دفئِهـا

والحلمُ قيَّـدَ خطـوَهُ صمـتُ الـدولْ

هي شقوةٌ نثرتْ مـن الوَيْـلاتِ فـي

حضنِ الأمومةِ وانتشتْ، لـم ترتحـلْ

*****

****

أختَ الرجالِ، هنا الرجـالُ  تظلّلـكْ

شدي الكفوفَ فلن تبيتي فـي الوجـلْ

ولمـن أتــاكِ مُـغـرداً بدمـائـهِ

هُبّـي لـه، فلعـلَّ جرحـكِ يندمـلْ

تتوكئيـنَ علـى جــدارٍ  نـاحـلٍ

اللبْنُ فيهِ يـذوبُ مـن وكـفِ القُلـلْ

لا تلجئينـي للهروبِ إلـى  الخصـا

م، لقد سئمتُ ولن ألـوذ بمـن  يـذلْ

أهلي هناكَ على الضفـافِ  تجمّـدوا

فلمَ الملامُ إذا اكتسى شعري  الأسـلْ؟

****

******

أنباؤنا صيغتْ بمـا يهـوى  الـرّدى

سمراءُ يفـزعُ مـن كآبتهـا  المثـلْ

فـي دمِّنـا ترتـيـلُ آيِ  كـرامـةٍ

ستزيلُ سربـالَ الخصومـةِ والعلـلْ

مـا عـدتُ أعلـمُ للربيـعِ  قصيـدةً

وصراخُنا فقدَ الطريـقَ ولـم يصـلْ

أدنـو مـن التعتيـمِ كــلَّ دقيـقـةٍ

والليلُ يأخذُني مـن الفجـرِ  المُطـلْ

لو تقدحينَ مـن الحصـاةِ  جمارَهـا

سترينَ لفحاً غاضباً يخـزي المضِـلْ

*****

*****

لنسيمنـا لـونُ الرصـاصِ  وجنـدهِ

وتعثّـرتْ خطواتُـهُ بيـنَ الـوحـلْ

لِمَ يختفي نجـمُ اللقـاءِ مـن الـدرو

بِ، وذي القلوبُ تُقدُّ من خصرِ الجبلْ؟

يا جـذوةَ التاريـخِ لا لـن  تُطفئـي

مـادام فـي أقوامِنـا صبـرُ النخـلْ

ولأنـتِ مـن ترنـو إليـه  خيولُنـا

ترجو الإيابَ إلى فـؤادكِ، لـمْ تكـلْ

لا تيأسـي ولـكِ الفـؤادُ  وســادةٌ

هيّا اسكبي فيهِ الكرَى، لـكِ كـلُّ دلْ