يا ليتني خاتم

حسين سليمان العبد الله

"لو أمطرتْ ذهباً منْ بعدِ ما ذهبا ...

لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا.

يا ليتني ما تركتُ الموتَ يَسبِقُني...

ولكنهُ قَدَرٌ َغَالبتُهُ غَلَبا.

ما زال في جبهتي من عِطْرِقُبلًتِهِ ...

ما زال يُطعِمُني التفاح والعنبا.

مازلتُ في حِجرِهِ طفلاً يُلاعبني ...

تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا.

لم يَحنِ ظهرَ أبي ما كانَ يَحمِلُهُ ...

لكنْ ليحملني منْ أجليَ انحدبا.

وكنتُ أحجبُ في نفسي مطالبَها ...

فكانَ يكشفُ عما أشتهي الحُجُبا.

أغفو وأمنيتي سرٌّ ينامُ معي ...

أصحو وإذ بأبي ما رُمتُ قد جَلبا.

كفّاهُ غيمٌ وما غيمٌ ككفِّ أبي ...

لم أطلبِ الغيثَ إلا منهما انسكبا.

يا ليتني خَاتَمٌ في خُنْصِرٍ ...

وَكما قد شِئتَ يا أَبتي قَلَّبْتَهُ انْقَلَبَا.

يا ليتني الأرضُ تمشي فوقها ...

فأرى من تحتِ نعلكَ أني أبلغُ الشُهبا.

مهما كتبتُ بهِ شعراً فإنَّ أبي في القدرِ ...

فوقَ الذي في الشعرِ قد كُتبا.

يا من لديكً أَبٌ أهْمَلْتَ طاعَتَهُ ...

لا تنتظرْ طاعَةً إن صِرْتَ أنتَ أبَا.

فالبِرُّ قَرْضٌ إذا أَقْرَضْتَهُ لأَبٍ ...

يُْكفِيِكَهُ وَلَدٌ والبِرُّ مَا ذهَبَا.

لا تنتظرْ مَوْتَهُ صِلْ في الحَيَاةِ أَبَاً ...

لا ينفعُ الدَّمْعُ فَوْقَ القبْرِ إِنْ سُكِبَا"

وسوم: العدد 928