ما أكرم الرجولة والعزة

أغار جماعة من بني ذهل بن شيبان على الشاعر (قريط بن أنيف) واستاقوا ثلاثين بعيراً
فاستنجد قومَه فهابوا ، وامتنعوا.
فاستصرخ بني مازن التميميين ، فركب معه نفر ، فاستاقوا من إبل بني ذهلٍ مئة بعير ، فدفعوها إليه، ثم خرجوا معه حتى أوصلوه إلى قومه معززاً مكرماً ..
وكم يحزَن الإنسانُ حين يخذُله قومه ، ويُنجده غيرُهم ،فيكاد ينسلخ ممن خذلوه وأسلموه
يمدح الشاعر صنيع بني مازن الرائع ، ويُعَيِّر قومه بضعفهم وذلهم!! فيُنشد قصيدته الشهيرة التي طبّقت الآفاق قائلاً :

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي = بنو اللّقيطة من ذُهل بن شيبانا

إذن لقام بنصري معشر خشنٌ = عند الكريهة إن ذو لوثةٍ لانا

قومٌ إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم = طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا

لكنّ قومي وإن كانوا ذوي عدد = ليسوا من الشرّ في شيء وإنْ هانا

يَجزون من ظلم أهل الظلم مغفرةً = ومن إساءة أهل السَّوء إحسانا

كأنّ ربّك لم يخلق لخشيته = سواهُمُ من جميع الناس إنسانا

فليت لي بهِمُ قوماً إذا ركبوا = شنّوا الإغارةَ فرسانا وركبانا

لا يسألون أخاهم حين يندُبهم = في النائبات على ما قال برهانا

لكنْ يطيرون أشتاتاً إذا فزعوا = وينفرون إلى الغارات وحدانا

  • أعتز بقومي وأنتمي إليهم حين يُشعرونني أنني منهم ، ويعينونني بالحق على الوصول إلى الحق، والحفاظ على الحق ،فلا أظلِم ولا أُظلَم،
    وأترككم تقرأون ما وراء السطور، من ألم الخذلان، وضعف الإحساس بالعمل الجماعي الذي يورث تفكك النسيج ، وانفراط السُّبحة، وعدم تحمل المسؤولية.

وسوم: العدد 931