تَحِيَّةُ تَقديرٍ وإكبارٍ إلى مُؤتَمَرِ الدِّيَانَةِ في أنْقِرَةَ

لِتَرجَمَةِ مَعَانِي كِتَابِنا الخالِدِ إلى اللُّغَةِ التُّرْكِيَّةِ

1- تَرْجَمْتُ عَنْ قَلبِي لَكُمْ, وشُعُورِي

لِمَحَبَّتِي ، مَعَ خالِصِ التَّقْدِيرِ

2- ترجمت إخلاصي وإعجابي بِكُمْ

     فسَكَبْتُ هذا الحِسَّ فِي تَعبيرِي

3- و سَبَكْتُهُ ؛ بِقَصِيدَةٍ  مَوْضُونَةٍ

     مِن فَيْضِ إحْسَاسِي ووَحْيِ ضَمِيرِي

4- و نَظمتُه - كالعِقْدِ- يَزهُو مُشْرِقًا

   في صَدْرِ حَسْنَا - أزْهَرَتْ- كَبُدُورِ

**********

5- طِبْتُمْ وطابَ مَجِيئُكُمْ يا إخوَتِي

   و حَماكُمُ الرَّحمنُ   مِن تَعْثِيرِ

6- يا إخوَةَ الإسلامِ في حَفْلٍ لنا

   جِئتمْ لِأمرٍ رائِعٍ ،  و خَطِيرِ

7- لِبَيَانِ تَرْجَمَةِ القُرَانِ مَعَانِيًا

   لِلُغَاتٍ اخْرَى في قُرَى المَعْمُورِ

8- لِبيانِ تَرجَمةِ العَزيزِ ؛  كِتَابِنا

   وَ جَلاءِ هذا البَحْثِ , بِالتَّطوِيرِ

9- فِي ظِلِّ مُؤْتَمَرٍ ؛ أنِيقٍ  باذِخٍ

   بِالعِلمِ و الإعلامِ و التَّصْوِيرِ

10- قد ضَمَّ إخْوانًا كِرَامًا جِلَّةً

   مِن تُرْكِيَا ؛ بَلدِ العُلَى و النُّورِ

11- ومِنَ الشَّآمِ، ومِصْرِنا، سُودانِنا

خَفُّوا لِأنْقِرَةٍ ,  مَعَ التَّشْمِيرِ

12- عُلَمَا نُجُومٌ ؛ حَلَّقُوا بِبُحُوثِهِم

و مُنَاقَشَاتٍ ثَرَّةٍ ؛   كَنَمِيرِ

13- بِمَجَالِسٍ عِلمِيَّةٍ      بَحْثِيَّةٍ

حَفَلَتْ بِعِلمٍ غامِرٍ و غَزِيرِ

14- قَدْ أُتْرِعَتْ نَدَوَاتُهَا بِمَعَارِفٍ

   أحْلَى  من المَاذِيِّ و المَنْثُورِ

**********

15- وامْتَدَّتَ - ايَّامًا ثلاثًا - ساعُهَا

   كانَتْ كَرَوضٍ مُثْمِرٍ و نَضِيرِ

16- مَيْدانُها آيُ الكِتابِ و نَظْمُهُ

   و بَيَانُهُ الدَّاعِي  إلى التَّنْوِيرِ

17- كَرٌّ و فَرٌّ - لِلعُقُولِ - بِسَاحِهَا

وسِلَاحُهَا حُجَجُ النُّهَى والنُّورِ

18- بِمَجَالِ ذِكْرٍ ؛  أُحْكِمَتْ آياتُه

و مُنَوِّرٍ  فِي ظُلْمَةِ  الدَّيْجُورِ

19- و مُهَذِّبٍ لِنُفُوسِنَا , و عُقُولِنا

في نَهْجِهِ الداعِي إلى التَّحْرِيرِ

**********

20- يا رَبِّ فاجْزِ الخَيْرَ أهْلَ دِيَانَةٍ

و شُؤونِهَا ؛  بِمُوَظَّفٍ و مُدِيرِ

21- مَن أكْرَمُونَا بِالحَفَاوَةِ في اللِّقَا

   و مَوَدَّةٍ ، و مَسَرَّةٍ , و حُبُورِ

22- لِلشَّيخِ أرْبَشَ قُطْبِهَا و رِجَالِهِ

   الخادِمِينَ  لِدِينِنَا المَبْرُورِ

23- والشُّكْرُ مَوْصُولٌ لِكُلِّ مُشَارِكٍ

و مُتَرْجِمٍ ، ومُصَوِّرٍ، و حُضُورِ

**********

*غريب القصيدة:

*ملاحظة: قد يتساءل بعض الإخوة العرب لماذا أشرح أكثر الألفاظ وليس الغريب منها فقط؟ الجواب: أني أتَعَمّدُ ذلك ليستفيد الإخوة - الأتراك وغيرهم, والطلاب وسواهم من غير العرب- من هذا الشرح والتوضيح.

(1) ترجمت: وَضَّحْتُ وعَبَّرْتُ ونَقَلْتُ. *شُعوري: إحساسي. *التقدير: الِاحتِرام. (2) إعجابي: حُبِّي المُدهش. *سكبت: صَبَبْتُ. *الحس: الإحساس و الشُّعُور.   (3) سبكته: صُغْتُهُ صِيَاغَةَ الذَّهَبِ. *موضونة: منسوجة بإحكام من الذهب؛ قال تعالى في سورة الواقعة عن أسِرَّةِ أهل الجنَّة: (على سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ). الآية 15, *موضونة: منسوجة بإحكام بخيوط الذهب.*"التفسير الوجيز"لشيخنا د. وهبة الزحيلي رحمه الله 535.

*فيضِ إحساسي: دَفْقِه. *وحي: إلهام. *ضميري: قلبي؛ قال الشاعر:

أفادتْكُمُ   النَّعْماءُ - مِنِّي-   ثلاثةً       يَدِي , ولِساني , والضَّمِيرَ المُحَجَّبَا

(4) نظمته: قلته شعرا, رتبته. *العقد: السلسلة الذهبية أو اللؤلؤية التي تلبسها المرأة في عنقها وتضعها على صدرها. *حسنا: حسناء؛ جميلة. *أزهرت: أنارت كالسراج.

(5) طبتم: كنتم طيبين, سلمتم من كل مكروه وآفة, جعلكم الله طيبين صالحين, طابت حالكم وحسُنتْ. *يُنظر: "التفسير الوجيز" للشيخ الزحيلي: 467, بتصرف. *طاب مجيئكم: كان طيبا حسنا مشروعا. *التعثير: العرقلة والسقوط والتعسير في الأمور.

(6) حفل: اجتماع.     *رائع: جميل جدا.     *خطير: مهم جدا.

(7) قرى: ج قرية, المدينة.   *المعمور والمعمورة: البيت المسكون, الدار المبنية, كل ما عُمِّرَ من الأرض؛ العالَم, الدنيا.*"معجم النفائس"لنخبة مؤلفين 1327, 1329.

(8) جلاء: توضيح.     *بالتطوير: بجعله مناسبا لعصره.

(9) مؤتمر: اجتماع, ندوة. *أنيق: جميل, حسن المظهر والشكل. *باذخ: عالٍ, سامٍ, راقٍ. *الإعلام: وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

(10) ضم: جمع. *جلة: كبار, عظماء. *العلى: ج علياء, شرف ومجد. *النور: العلم والإيمان.

(11) الشآم: بلاد الشام, سورية. *خفوا: جاؤوا مسرعين. *أنقِرة: مدينة أنقرة عاصمة تركيا, واسمها بالعربية بكسر القاف. *التشمير: الجِدُّ والنشاط.

(12) علما: علماء, ج عالم. نجوم: ج نجم, مشرقون بعلومهم ومعارفهم وبحوثهم وإسهاماتهم العلمية. *حلقوا: سَمَوا وعلوا. بحوث: ج بحث. *ثرة: غنية, كثيرة.   *النمير: الماء العذب.

(13) حفلت: امتلأت.   *غامر وغزير: كثير جدا.

(14) أترعت: مُلِئت. *ندواتها: ج ندوة, مؤتمر واجتماع. *الماذِيّ: العسل الرقيق الأبيض. *المعجم الوسيط 860. *المنثور: جنس زهر من الفصيلة الصليبية ذو رائحة ذكية, وهو كثير في مصر, واحدته منثورة. *المعجم الوسيط 900- 901. (15) امتدت: طالت واستمرَّت. *ساعها: ساعاتها؛ فساع: ج ساعة. *روض: أرض مخضرة بأنواع النبات, وهو جمع روضة, كشجر وشجرة, ولذا يوصف بالمذكر فيقال: روض أريض. *معجم النفائس 748.   *نضير: لامع, مُشرق.

(16) ميدانها: ساحتها ومجالها. *آي: ج آية. *نظمه: نظم القرآن, أسلوب القرآن وصياغته.   *بيانه: توضيحه, عباراته.

(17) كر وفر: تقدم وتأخر, إقدام وإحجام.   *ساحها: ج ساحة, ميادينها. *حجج: ج حُجَّة الدليل والبرهان الواضح القوي. *النهى: ج نُهْيَة, العقل؛ قال تعالى: (إن في ذلك لآيات لأولي النهى*). طه 54, 128.

(18) المجال: الميدان. *الذكر: من أسماء القرآن الكريم. *أحكمت آياته: أي: صارت مُتقَنة لا نقص فيها ولا نقض لها, كالبناء المُحكم.

*التفسير الوجيز للزحيلي 222. والآية 1 من سورة هود؛ هي: (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير*).   *الديجور: شدة الظلام.

(19) مهذب لنفوسنا: مُرَبٍّ لها بتخليتها وتحليتها. نهجه: طريقه الواضح.

*التحرير: نيل الحرية بسببه؛ بالتخلص من العبودية لغير الله, ومن الجهل والذل ومن كل الأخلاق السيئة والرعونات البشرية.

(20) اجز الخير: كافئهم بكل شيء حسن حسي ومعنوي. *أهل الديانة: رئاسة الشؤون الدينية في تركية؛ "وزارة الأوقاف" التي أقامت هذا المؤتمر الفخيم.   *شؤون: ج شأن, الأمر.

(21) الحفاوة في اللقا: طيب اللقاء والترحيب, وحسنه وكرمه. *المودة: المحبة والألفة. *المسرة: السرور والفرح. *الحبور: السرور والنعمة.

(22) الشيخ أربش: هو الشيخ د. علي أربش رئيس الشؤون الدينية في تركية, - كوزير الأوقاف في البلاد الإسلامية الأخرى, وهو متخصص في علم دراسة الأديان وموازنتها.

*ملاحظة: قول الناس"علم مُقارنة الأديان"من الأخطاء الشائعة؛ لأنَّ قارَنَ: تعني: صاحَبَ وصادَقَ؛ قال الشاعرعدي بن زيد أو طرفة بن العبد:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه       فكل   قرين   بالمُقارَن   يقتدي

*يُنظر: ديوان طرفة بن العبد ص 153؛ لكن بلفظ: "وأبصر قرينه" بدل: وسل عن قرينه". و: ديوان عدي بن زيد العبادي 106 رقم البيت 32.

والصواب بدل"مقارنة" "مُوازنة, مُقايسة".*رَ: "عثرات الأقلام والألسنة". للشيخ محمد المنتصر الريسوني رحمه الله ص 134- 135, رقم المادة 36.

*قطبها: رئيسها. *رجاله: الموظفون العاملون معه في الشؤون الدينية.

*المبرور: المقبول, الصحيح.

(23) الشكر موصول: الشكر كائن أيضا ومُتَّصِل. *حضور: ج حاضر.

المراجع

1- الموسوعة القرآنية الميسرة معها التفسير الوجيز. للدكتور وهبة الزحيلي, رحمه الله, وآخرين. ط 11, دار الفكر دمشق - 2011م.

2- معجم النفائس. لنخبة مؤلفين بإشراف د. أحمد أبو حاقة, ط 1, دار النفائس - بيروت, 1428هـ - 2007م.

3- المعجم الوسيط. مجمع اللغة العربية - القاهرة, 1392هـ - 1972م.

4- ديوان طرفة بن العبد, شرح الأعلم الشنتمري. تح: درية الخطيب و لطفي الصقَّال, ط2, المؤسسة العربية - بيروت, إدارة الثقافة والفنون - البحرين, 2000م.

5- ديوان عدي بن زيد العِبَادِيِّ. حققه وجمعه الأستاذ محمد جبار المعيبد, وزارة الثقافة العراقية, سلسلة كتب التراث (2), شركة دار الجمهورية للنشر والطبع بغداد, 1385هـ - 1965م.

6- عثرات الأقلام والألسنة. للشيخ العلامة محمد المنتصر الريسوني رحمه الله. ط 1, دار ابن حزم - بيروت, 1431هـ.