والليلِ إذا يغشى والنَّهارِ إذا تجلَّى

تَثَاءَبَ ليلُنَا ، ولهُ عيونُ

تَمَلْمَلُ، والنُّعاسُ بهِ ظُنُونُ

تمطَّى الليلُ حتَّى صارَ دهراً

كأنَّ غداً تُساورُهُ الشُّجُونُ

سَجَتْ ظُلمُ، وقد مدَّتْ ذراعاً

، وهيمنُ جَوْنُهَا ،، ولهُ فنونُ

تعشَّقَ ناسُنَا حُلكَ اللَّيالي

؛ فمنهم من تغشَّتْهُ الفتُونُ

يُسامرُ في اللَّيالي طيفَ ليلى

؛ وقد ضنَّتْ بوصلٍ؛ لا يكونُ

يهيمُ بوجْدِهَا شعراً بديعاً

يُرجِّي قربَها، ولهُ أنينُ

؛ليمسي مثلَ مجنونٍ لليلى

؛فترهَقُهُ الوساوسُ، والجنُونُ

(فَقَيْسَا) الحُبِّ – والهْفي- قتيلا

صُدودٍ،، والمحبُّ لهُ شؤونُ

؛فساعاتُ الجَوى بُؤسٌ،، وسُقْمٌ

بليلٍ عَسْعَسَتْ فيهُ الشُّجونُ

،، ومنهم ليلُهُ يحلُو قياماً

،،،و دمعُ العينِ مُنهملٌ ... هَتُونُ

يُرتِّلُ في الدُّجَى آياً لذكرِ

، وفي الأَسحارِ تنسكبُ العُيونُ

يُريدُ الليلَ سَرمَدَهُ؛ ليبقى

على صلةٍ بمولىً لا يبينُ

......و منهم شاربٌ خمراً لينسى

فُتونَ العيشِ؛ يركبُهُ المُجُونُ

يُغشِّي العقلَ بالصَّهباءِ حيناً

، وطوراً ، قد تُعاقرُهُ الحُزونُ

.... ومنهم بائتٌ ليلاً طويلاً

ثقيلاً بالضَّنَى ، ولهُ رنينُ

جليسُ السُّقمِ يهصِرُهُ بنُصْبٍ

؛ يرى موتاً،، وتحبسُهُ سنُونُ

، وحولَ سريرِهِ وقفتْ سَهَارَى

ملائكةٌ هي الأخرى تُعينُ

: ملائكةٌ توشَّحُ في بيَاضٍ

، وتسهرُ كلَّمَا لصِقَتْ عُيُونُ

... وفي الظَّلماءِ لصٌ قامَ يبغي

تأزَّرَ بالدُّجَى، ولهُ فُنُونُ

؛ تخفَّى تحتَ جُنْحِ الليلِ سراً

ليسرقَ إذْ غَفَتْ ليلاً عُيونُ

،،، وفي سجنِ الطُّغَاةِ قَعَى سجينٌ

يُجرجرُ سرَّهُ عِلْجٌ سمينُ

يُلملمُ جرحَهُ في ليلِ ظُلْمٍ

، وفي حَلَكِ الدُّجَى: جَوْرٌ، وهُوْنُ

،،و كم ليلٍ سقيمٍ بات يرجو

هلاكَاً، والمُقَامُ بِهِ قَميْنُ!

وما اكتشفوا له جُرْمَاً ، ولكنْ

: وشَايَاتُ جَرَتْ؛ فهو الظَّنيْنُ!!

تقضَّى عمرُهُ ما بينَ ضَنْكٍ

.... وما بينَ الضَّى: جيمٌ،،،و سينُ

.... وشُرطيٍ يرابطُ طوْلَ ليلٍ

خفيراً، حارساً ،، و هو الأمينُ

وآخرُ في سَوادِ الليلِ يصحو

؛ وقد نامَ الورَى؛؛ فهو العيونُ

يُراقبُ كلَّ ثغرِ في ثَرَاهَا

فلا يرقى لعلياها الخؤونُ

ليوثُ الليلِ حُرَّاسُ المعالي

؛ أولئكَ في الدُّجَى ؛ حصْنٌ ،،، حصيْنُ

.... وفي الأسحَارِ ديكٌ قامَ يتلُو

أذانَاً، والدُّنَا بدأتْ تلينُ

يُرتِّلُ في الدَّياجي صوتَ حقِّ

؛ يُنبِّهُ غافلين؛؛ لكيْ يكونوا

فمنْ يُدركْ سُويعةَ فجرِ أُنْسٍ

ينلْ سعداً، وتنسَاهُ الحُزُونُ

جُنُوبُهُمُ تجافتْ عن سريرٍ

؛ ليدعوا ربَّهُم،، وهو المُعينُ

؛؛ فطوراً يطمعون بما يُجازي

وحيناً خشيةً؛؛ فهو المُهينُ

فقمْ قَبِّلْ ثُغورَ الفجرِ سعداً

؛ فإنَّ لركعتيْ فجْرٍ فُتُونُ

تنفَّسَ صُبحُنَا أَلِقاَ بهيجاً

وولَّى الليلُ منهزماً.... يبيْنُ

فعاقرْ ما استطعتَ له مُداماً

ليخمرَ منه طَرْفُكَ، والبطونُ

نهارُ الكونِ مبتسماً ؛ تجلىَّ

؛ فقامَ الليلُ منتحراً يهونُ

تغشَّى ليلُنَا شطراً ليومٍ

،، وولَّى هارباً، ولهُ أنينُ

: هما ركنَا حياةٍ ليسَ تفنى

إلى أنْ يأتيَ الوعدُ المكيْنُ

وسوم: العدد 935