أنتِ الحُلمُ والهَدَفُ

لقد أعجبني هذا البيت من الشعر من قصيدة على صفحة أحد الأصدقاء في الفيسبوك :

( إن كان في صُدفِ الأيامِ رائعة   فإنّكِ خيرُ من جادَتْ بهِ الصُّدَفُ )

فنظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا وَمُعارضة لتلك القصيدة :

أنتِ   الحياةُ وأنتِ الحلمُ والهَدفُ  إنٍّي   بحُبِّكِ   طولَ   الدَّهرِ أعترفُ

أنتِ المُنى خيرُ مَن جادَ الزَّمانُ بهِ  الدرُّ أنتِ   وفيهِ   يفخرُ   الصَّدَفُ

لقاؤُنا     كانَ     بالأنوارِ مُتَّشِحًا   وأجملُ الوصلِ ما جادَتْ بهِ الصُّدَفُ

إنَّ   الحياةَ  بدون   الحُبِّ مهزلة   لا طابَ عيشٌ ولا لهوٌ   ولا ترفُ

يا جنة الخُلدِ طولَ الدهرِ وارفة     وردُ   الجنائِن   من   خدَّيكِ   يُقتطفُ

وخمرة الروحِ أنتِ الروح بهجتًها     مِن ثغرِكِ الشَّهدُ والترياقُ يُغترَفُ

مهما ابتعدتُ ففي الوجدانِ ساكنة     فيكِ   الفؤادُ   عليلٌ   هائمٌ     دَنِفُ

كلُّ الدروبِ إلى عينيكِ تُوصلني   وفي انطلاقي تلاشى العَتْمُ والسّجُفُ

طابَ الوصالُ وَفيهِ كلُّ   مُؤتمَلِي     وَحِضنُكِ   الدَّافىءُ الوَسنانُ ألتحِفُ

كلُّ   الينابيعِ   بعدَ   اليومِ   آسِنةُ   ونبعُكِ العذبُ منهُ الروحُ   ترتشِفُ

وأنتِ أنتِ مدى الأزمانِ فاتنتي     لأجلِكِ   الفنُّ   والإبداعُ   والتُّحفُ

يبلى الزَّمانُ ولا   تفنى   روائعُنا     لنا   الخُلودُ   بنا   الأجيالُ   تحتلِفُ

وإنَّ   شعريَ   يسبي الغيدَ رونقهُ     وأينما   كنتُ   كلُّ   الغيدِ   تصطفِفُ

" أنامُ   ملءَ   جفوني دونما أرق   والكونُ   يسهرُ   مذهولا   وَيختلفُ

أزلتُ صيتَ نبيَّ الشّعرِ وارتسَمتْ     إمارةُ الشعرِ لي   والكونُ يعترفُ

وكلُّ   ما   جئتُهُ   فالخلدُ   موطنُهُ     والغيرُ   أشعارُهُ   النسيانُ   والتلفُ

النقدُ   أضحى هزيلا   عندنا   نتنًا     كُتّابُهُ عندهُمْ من   بخسِهِ   قُفَفُ

مثلُ   البهائمِ في نهج وفي خلق ٍ     لا شيءَ   ينقصُ إلا التّبنُ والعلفُ

الشعرُ والفنُّ   مُنحطّ   بلا   هدفٍ لا الحِسُّ فيهِ ولا الإبداعُ لا خزَفُ

أما   نوادي   الخنا يرتادُهَا   لمَمٌ     والإمَّعاتُ   دعاةُ     الشّعرِ   تلتفِفُ

كلُّ   القطاريزِ فيها   كُرِّمُوا وَغدا     حتى المهابيلُ بالإبداعِ قد وُصِفُوا

فيها نرى كلَّ   مَدسُوس وَمُرتزَق     وَمَن   تطفَّلَ على   الإبداعِ   تكتنِفُ

شعري هُوَ النورُ والتّجديدُ واكبَهُ     والإمَّعاتُ من الإسفافِ   ما أسفُوا

للسلمِ جئتُ.. لنشرِ الحُبِّ   مُنطلقي     وفي صلاتي طوال   الليلِ مُعتكِفُ

وحيث أمضي يكونُ الخيرُ مُندقِقًا       والشرُّ يهربُ   والأوغادُ   ترتجفُ

إنَّ   الكرامة   للأحرارِ   دَيدنُهُمْ       يبغون   حريّةً     والحقُّ   يُنتصَفُ

وخيمةُ الخير طول الدّهر صامدةٌ     وهيكلُ   الشرِّ   لا   لا   بُدَّ   يُنتسَفُ

سيفي على الشَّرِّ والطغيانِ أشهرُهُ     للنورِ.. للحقِّ طول الدَّهرِ مُنعَطِفُ

وإنَّني   شاعرُ   الأحرار   قاطبة     وفيَّ كم يزدهي الإعلامُ والصُّحُفُ

وفوق   رأسيَ   تاجُ   العزِّ مُؤتلقٌ  إكليليَ   الغارُ   والأزهارُ   والسُّعُفُ

المجدُ   كلّلني   والرَّبُّ     باركني    والطهرُ   عمَّدني ... للنورِ   مُلتهِفُ

من رامَ ذمِّي قميىءٌ سافلٌ نتِنٌ     وتحتَ نعلي قريبا   سوفَ ينخسفُ

كلُّ الألى في جحورِالخزيِ موقعُهٌم     وَمن سُمُومًا على الأبرار قد قذفوا

عاثوا الفسادَ همُ الطاعونُ ما برحُوا    وكرُ     النذالةِ     والأقذارُ     تُلتقفُ

خيلي لها في ثنايا الجودِ مُنطلقٌ     لي للمدى في ظهورِ المجدِ مُرتدَفُ

إنِّي أنا البلبلُ الغرِّيدُ   في وطني     حولي الأباةُ   وكلُّ   الشَّعبِ   يلتففُ

مهما   يطلْ   ليلنا   لا   بُدَّ   مُنقشعٌ      إنَّ الظلامَ   ومهما   طالَ   مُنكشِفُ

ما هزَّ عزميَ   يأسٌ لا ولا مللٌ     ولن   يُؤَثِّرَ عَسفٌ   لا   ولا   عُنُفُ

كلُّ   الرَّزايا   أتتني   وهي   عاتية     ولن تهزَّ   جَناني الريحُ   والعُصُفُ

سلمتُ أمري لربّ العرشِ خالقنا     وحُكمُهُ العدلُ ما في حُكمِهِ جنفُ

أظلُّ   مثلَ   الدراري   في   تألُّقِهَا     كم من   بدور بُعَيدَ المجدِ تنكسفُ

أحيي المكارمَ من بعدَ الألى رحلوا     وكم بنى المجدَ أجدادٌ هُمُ   السَّلفُ

قومي الأفاضلُ كم أعطوا وكم وَهبُوا  كلُّ الدُّروبِ لهم بالخيرِ قد رصَفُوا

تاريخُهُمْ   بضياءِ الفجرِ قد   كتبُوا   همُ الشّموسُ   صناديدُ   الحِمى أنُفُ

وفي طريق ِ العُلا والمجدِ مُنطلقٌ   كم من رفاق هناعن نُصرتي انصرفُوا

في معمعان اللظى ما زلتُ مُقتحِمًا   وليسَ لي عن طريق الحقِّ مُنصَرَفُ

كم سرتُ وحديَ في بيداءَ مُقفرةٍ   والهولُ حولي فلا سيفٌ ولا زَغَفُ

وهامتي   ما انحَنتْ   إلّا   لخالِقِهَا   وعانقتْ   قامتي   الأطوادُ   والشعَفُ

سرباليَ الطهرُ والأنوارُ تغمُرُني   ثيابيَ   العزُّ   والأمجادُ     والشَّرفُ

إنَّ الأشاوسَ بالآسادِ قد وُصِفُوا   وَإنَّني خيرُ من في المدحِ قد وَصَفُوا

إنّي   تحدَّيتُ   أهلَ الشَّرِّ   قاطبة     وما اكترثتُ   بهم   لو كلهم   زخفوا

وَهبتُ عُمري لأجلِ العلم في زمن     ماتَ   الضميرُ   وفيهِ   تكثرُ الجيَفُ

كم جهبذٍ من يراعي صارَ مُشتهِرًا     لكلِّ       فذ ٍّ       وفنانٍ     لمُكتَشِفُ

وَإنَّني الفارسُ الصّنديدُ في زمن     سادَ   الرَّعاديدُ   والأوباشُ   والجُلفُ

المؤمنونَ هُمُ الأسرى بموطِنِهِمْ     والمُترَفونُ   هُمُ     الكفارُ     والغُلُفُ

كم من بريءٍ يعيشُ العمرَ مُكتئِبًا     كم من أشاوس في أغلالِهِمْ رسَفُوا

للشَّمسِ قبلتُهُمْ   دومًا بهمْ   ظمأ     نالوا العذابَ وما ذنبًا همُ   اقترفُوا

لكنهم   في جنانِ الخلدِ   منزلهُمْ   حيثُ   العدالة   لا ظلمٌ   ولا   قرَفُ

وعالمُ الخلدِ   فيهِ   الكلُّ   مُبتهجٌ       وعالمُ   الروحِ لا   نسلٌ ولا خلفُ

تمضي الدُّهورُ وأعمالي مُخلَّدةٌ     كلُّ الشّعُوبِ   بما أبدعتُ قد شُغِفُوا

رمزُ الكفاحِ وربُّ المجدِ سُؤدُدُهُ     والفارسُ الشَّهمُ من في جودِهِ حَلفُوا

يقودُني الهَديُ   والإيمانُ مُبتهِجًا     والغيرُ قد   قادهُ   الطغيانُ   والخرَفُ

للسلمِ أشدُو لأجلِ الحُبِّ في وطن   ماتَ السَّلامُ ووردُ الرَّوض قد قصَفُوا

وإنَّما الحربُ   للأشرارِ هاجسُهُمْ     أداةُ   إبليس   في   أهوالِهَا   شغِفُ

فلتنتهي الحربُ قد طالتْ فضائِعُهَا   الكونُ   ينظرُ لا رفضٌ   ولا أسَفُ

نارُ الجحيمِ مصيرُ الظالمينَ غدًا     وكلُّ   باغ   وَمَن   بالشَّرِّ   يتَّصِفُ

اللهُ   أكبرُ   فوقَ   الكلِّ   قُدرتُهُ     لا يتركُ الشرَّ رزقَ الناسِ يُختطفُ

إنَّ   الغلابى إلى الرحمنِ   قِبلتُهُمْ     وكم   فقير   كئيبٍ     دمعُهُ     يكِفُ

طوبى لِمَنْ سارَ في دربِ الهُدى وَنمَا   إيمانُهُ   وبفعلِ     الخيرِ   مُحترِفُ

المُؤمنون   بحبلِ   اللهِ   فاعتصَمُوا     وَعَن متاعِ الدُّنى عن غيِّهَا عَزفُوا

ويعطفون على المسكين   لا سَندٌ     وبالغلابى   وبالأطفالِ   كم   رأفُوا

لعالمِ الروحِ لا للأرضِ   شوقُهُمُ     وفي الصَّلاةِ دموع العينِ قد ذرفُوا

إنَّ   المحبَّة   زادُ المُؤمنين ، بها     سيذهبُ   اليأسُ   والإحباط   ينحذفُ

غدًا   تقرُّ عيونٌ    بعدما   نزفتْ     كلُّ الذين أمامَ   الظلمِ   قد   ضعفُوا

وجنَّةُ   الخُلدِ     للـبرارِ   منزلُهُمْ     للأتقياءِ   لأهلِ     الخيرِ     تنكشفُ

كلُّ الملائكِ والأبرارِ قد   جَمَعَتْ     والمُؤمنينَ ... بها   الأرواحُ   تأتلِفُ

أمَّا   الذي  يبتغي   الآثامَ   دَيدَنهُ     غدًا   سَيَمْسَحُهُ   النسيانُ   والجَدَفُ

جُهنَّمٌ     للمَدى   أبوابُهَا     فُتِحَتْ     لكلِّ مَن في الخَنا والرِّجسِ ينجرفُ

مزابلُ الخزيِ والتّاريخ فهيَ غدًا     للظالمينَ وَعَنْ دربِ الهُدى انحَرَفُوا

وسوم: العدد 1058