بأيّة حالٍ عُـدْتَ يا عـيـدُ ؟!!

ملاحظة : البيت الأوَل ( للمتنبي )

)

" عـيـدُ ، بأيّة حالٍ عُـدْتَ يا عِـيدُ؟!

بما مضى, أم بأمـرٍ فـيهِ تجديدُ"؟!

يا عيدُ، يا عيدُ، ها قد عُدْتَ مضطرباً

فقد حَللْتَ، وما في الرّوضِ تـغـريد

يا عـيدُ، يا عـيدُ، ماذا بَعـدُ يا عيدُ

مِن الهوانَ، وفي الأقصى طغى الهُـودُ؟!

لقد حللْتَ، وما في القلبِ مُنْتَجَعٌ

لـفَـرحةٍ، فَـفـؤادي، اليومَ، معمودُ

فَـقـلْ لدَهْرِكَ: هل أبْقى لنا جَلَداً

على النَّوائِبِ كي يحلو لنا العِيدُ؟!

كيفَ السُّرورُ، ونارٌ حرّقتْ كبدي؟!

كيفَ السُّرورُ، وفي الأجفانِ تَسْهيدُ؟!

كيفَ السُّرورُ، وهذا الرّوضُ محترقٌ

بنارِ حقـدِ العِـدا، والأَمْـنُ مفقود

ـ

فأينَ أينَ طيورٌ كنتُ أشهدها؟!

وأينَ منها أهازيجٌ وتَغْـريدُ؟!

فذا جريحٌ، رصاصُ الغَدْرِ مَزّقه

حتى غدا مُقْعَداً، والـغُصْنُ أُمْلـود

               

وذا أسيرٌ، وقَـيْدُ الـبَغْيِ يُؤْلِمهُ

وذا شهيدٌ بدارِ الخُلْدِ غِـرِّيدُ

أنّى حَللْتَ تجد همّاً يُزلزلنا

كلٌّ مُصَابٌ فهل مِن بَعدُ تَجديدُ؟!

*****

عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا فَتَغْمُرُنا

ببهجة النّصرِ، إذْ يُبْلي الصّناديدُ

عساكَ، يا عيدُ، تأتينا فتجمعنا

بَعدَ الشّتاتِ، وما للشّملِ تبديدُ

عساكَ، يا عيدُ، بالأحبابِ تَجمعُنا في ظلّ رَوضَتنا، والأَمْنُ ممْدودُ

تشفي الجراح بـإسلامٍ وعودتِهِ

فتصدحُ الطيرُ والأنغامُ تحميد

*****

أنتم، بَنيَّ، ربيعُ العمرِ مُزدهراً

لكنّني بقضاءِ الـلـهِ محدودُ

نسرينُ قلبي، وإسلامُ النُّهى بصري

وذا محمدُنا، في عمرنا عِـيـدُ

إنْ أنسَ لا أنْسَ أحفاداً لنا نُجباً

أحْيَوْا خَريفاً , فهم للعُمرِ تَجديدُ

عساكَ، يا عِيدُ، تأتي والشتاتُ غدا

في كلّ بيتٍ، جميعاً، وازدهى العُود

عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا، وقد كُشِفَتْ

هذي الكروبُ، وفي الأقصى لنا عِيدُ

ولن يُـفـرّجَ عـنّا كربَنا أبداً

إلاّ إلـهٌ عـظـيـمُ الشّأنِ معـبـودُ

وسوم: العدد 1076