أطفال الغوطتين

د. عبد الرزاق حسين

د. عبد الرزاق حسين

[email protected]

هُمُ الأطفالُ أحبابٌ

لربِّ الكونِ ـ إنْ عاشوا ـ

هُمُ الأحبابُ يا ربّي

 إليكَ مسبِّبَ الأسباب

وأَطيارُ الجنانِ هُمُ

وإِنْ قُتِلوا .. وإِنْ ماتوا

على الأغصانِ والأحواضِ والأبواب

هُمُ أحداقُ دنيانا إذا ابتسموا

وضِحكةُ وردنا الجوريِّ إنْ عبسوا

وشدوُ الطيرِ إنْ فاهوا وإنْ هَمسوا

ووجْهُ بدورِ فرحتنا إذا هلُّوا

إذا ما أقبلوا هَبَّت

نسائمُ منْ جنانِ الخُلْدِ تُمتِعُنا

 وتُنعشُنا ، ترفُّ بنا على آفاقِ فرحتِنا

فذي خُطُواتُهُمْ تَمْضي

على دقَّاتِ أشواقٍ

وفي أَحْداقِ آماقٍ

حنايا الصَّدْرِ ملعبُها

شغافُ القلبِ مرماها

هُمُ الدُّنيا بهم تَزْهو

هُمُ الدُّنيا بهمْ تَحْلو

**

فكيفَ بنا إذا غابوا ؟!

وكانَ غيابُهم يُرْدي

بريحٍ مُهلكٍ عاتي

وقاتلُهم كما زعموا

هُوَ الراعي هوَ الحامي

لحوضِ الموتِ أورَدَهُمْ

وسيفِ الغدرِ أسلمَهُمْ

هُو الساقي لهمْ سُمًّا

هُو الماحي لهمْ رسمًا

فذي حَلْواؤُهمْ شهدَتْ

بِجُرْمِ القاتلِ الغدّار

وذي ألعابُهُمْ تبقى

تقولُ بغدرهِ بشّار

**

هُمُ الأطفالُ يا بشارُ قدْ ماتوا

وجوفُ الأرضِ مأواهُمْ بهِ باتوا

فلا تفرَحْ ، وإنْ قُتِلوا ، وإنْ بادوا

سيبقى ثأرُهمْ يغلي

كبركانٍ بوقدِ النار

يُنادي كلَّ مَنْ شهدوا

جريمةَ عصرِنا الكُبْرى

جريمةَ قاتلِ الأَغْمار

وإنْ لم يُقْضَ ثأرُهُمُ

سيأتي منهُمُ طفلٌ

يُعلِّقُ في عذاريكَ

حِبالَ الموتِ في يومٍ

أراهُ المقبلَ الآتي .