كانَ حُلْماً

د. حيدر الغدير

بعض الأحلام تأتي بإذن ربها مثل فلق الصباح، ومنها هذا الحلم البهي الذي أسعدني، والذي أدعو الله عز وجل أن يعجل به.

كان حُلْماً عبقريّاً وبهيّاً من أمانيِّ الحسانْ

خِلْتُني فيه كما أرجو زماناً ومكانْ

أبصر الأمة فيه وهي مجد وأمانْ

مجدها الغالب نصر خالديُّ العنفوانْ

ورُواق الأمن فيها بسمة في مهرجانْ

والورى في هذه الأنعم تترى في سخاء فرحتانْ

فرحة النصر يؤديها فؤاد ولسانْ

وحبور الأمن في الناس من السعد دِنانْ

***

وعلى الناس إمام راشديٌّ زانه الدين فكانْ

عبقريّاً ألمعيّاً في يديه الصولجانْ

وله النصر نبيلاً ليس فيه ما يُشانْ

مجده تغرق فيه إن رأته المقلتانْ

عرشه شمس الضحى، والتاج عز لا جمانْ

وله في كل يوم سيبُ جودٍ وطعانْ

كفه من حاتم إحسانُها، والسيف قانْ

وله الجند الميامين مُناهم حُسْنيانْ

إنها النصر، وإلا ميتة ملءُ العِيانْ

مبتداها هاهنا، والمنتهى عُليا الجِنانْ

***

طُوِيَ الحلم فحُزْني في فؤادي أُفْعوانْ

فلقد أبصرت قومي في خصام وهوانْ

فاعتراني في عَيائي صمتُ مأسورٍ جبانْ

وإذا السمع أصمُّ، وإذا العين دخانْ

وإذا بي مثل غيري كلنا في الذلِّ عانْ

كلنا فيه سواء في خَفاء أو عِلانْ

***

فجأة أقبل نحوي فارس مثل السنانْ

فيه إقدامُ همامٍ حاز في السبق الرهانْ

فيه من بدرٍ شموخٌ، ومن الفتح إرانْ

ومن المشكاة زيتٌ، ومن الهديِ أذانْ

قال: لا تيأس فإن النصر مقدورٌ ودانْ

وهو وعد الله حقّاً ولقد آن الأوانْ

أمة الإسلام غيثٌ حيثما ترجوه كانْ

وغداً ينهلُّ نصراَ من غلابٍ ولَيانْ

وهو بالعزم سبوقٌ وهو بالحق معانْ

أعين الناس إليه وَهْيَ في شوق روانْ

إنه كالرأد في يوم ربيعيِّ ضُحاهُ أُرجوانْ

***

أمتي والنصر - مذ كانت وتبقى- توأمانْ

إنها الشمس التي ترجع إن غابت بآلاءٍ حِسانْ

وقضاء الله – جل الله – للرُّجعى ضمانْ

إنها الأقدار تبقى لا تحابي أو تُدانْ

وهي من أقداره نصرٌ مداه العاقبانْ

ألسن الناس له تشدو وسُكْناه الجِنانْ

وهو فيهم صرحُ عزٍّ دونه شُمُّ الرِّعانْ