أنا الشَّعبُ..

رائد عبد اللطيف

[email protected]

أنا في رايةِ الثُّوارِ أنتصِبُ

أنا الحريةُ الحمراءُ، تَلتَهِبُ

.

أنا جَمْرٌ..

أنا البُركانُ

يَقذفُنِي، فألتَهبُ

.

أنا ماءٌ..

أنا الطُّوْفَانُ

يَعصِفُ بِي، فأَقَترِبُ

.

أنا يومٌ بلا زمنٍ

أنا مثلُ القيامَة ِ

فوقَ رأسِ الكُفرِ أَنقَلبُ

 

 (2)

أنا ما عُدْتُ جاريةً

لمَنْ سَلبُوا ومَنْ نَهبُوا

فما استَقْسَمْتُ بالأزلامِ

ما أغَرَتْ بيَ الكُتُبُ

تركتُ عبادةَ الأصنامِ

في عَقلِ الهَوى تَثِبُ

فلا  لاتٌ، ولا هُبَلٌ

ولا نَسْرٌ، ولا نُصُبُ

ولا فرعونُ يَسجنُنِي

 يعذِّبُنِي، فأنتحِبُ

فمنذُ الآن أعتَقنِي دَمُ الشَّهدا

وسَجَّلَ فوقَ ناصِيَتِي:

"هُنَا يحلو بيَ النَّسبُ"

 

 

 (3)

أنا الشَّعبُ..

أنا جيشٌ بلا هاروتْ

ولن يُهدى إليَّ النَّصْرُ

قبْلَ الموتْ

أنا شمسٌ بلا فَلَكٍ

سأُشرِقُ مِنْ دموعِ القُدْسِ

مِنْ ليلٍ على بَغدَادَ

مِنْ كَفنٍ بلا تابوتْ

وأصرخُ مِنْ صَميمِ الصَّوتْ:

ألَا تَبَّتْ يدُ الطَّاغُوتْ

وتَبَّتْ كلُّ أيْدي البَطْشِ

 من نجْدٍ.. إلى بيروتْ