المقامات

ذ. سعيد عبيد / مكناس - المغرب

[email protected]

1- مقام الاعتراف

- وجهي وجهانْ

قلبي واحدْ

عذراً لم أنطق حقاً، فالوجه وجوهْ

فبأيِّ وجوهي ألقاكْ

عند المحشرْ؟

- لن تلقاني إلا بالقلب الواحدْ

- ... ... ...؟

- لما تأتيني اطْرح كل الأشكال مع الأوصافِ

مع المظهرْ

عند المطهرْ

لا يُقبل عندي إلا الجوهرْ.

2- مقام العروج

على أبهى من الأحلامِ

ينسُجها الصغارُ ضُحىً – وما كذب الفؤادُ – سفائناً

تَرْقى سماءَ المستحيلِ

بِلا رفيف جناحْ

على أشهى لذاذاً من عتيق الراحِ

تحملني صلاةُ الليلْ

تسابيحٌ تشِف لها نسائمُ شهقة الأسحارْ

يَودُّ لوَ ٱنّهُ ترنيمةٌ من لحنها العُلويِّ سِحرُ الناي والأوتارْ

يَغار البدرُ من لألائها

والنجمُ من إشراقها اللمَّاحْ

فطهرُ الدمع يغسلها

ويَضمخُها شَذا النُّوَّارْ

خيوط النُّور تُلْبسها ... تُمشِّطها

تصيرُ سبيبتيْ نَوْرٍ

تُتوِّجها

وحول الجيد عِقدَ أقاحْ

وصمتُ الليل من محرابه المتبتلِ الثَّملِ

بنجوى اللهْ

يُمسِّحها

يباركُ هودجَ الأفراحْ

ووفدُ الله في إبراقةِ المعراج يَصحبها

يزفُّ إلى السماء عروسةَ الأرواحْ

وإيقاعاتُ همسِ الريحِ ترجيعٌ وتوشيحُ

تميدُ له طيور الليلِ

والعشاقُ

والروحُ.

ويَطرُق لي

فأفتحُ للملائكِ صدريَ الوضَّاحْ

لتشهد حفلةَ الأضواءْ

قناديلي مُعلَّقةٌ بكل دروب وِجداني

فتيلُ شموعها ذنبٌ

وزيتُ ضيائها استغفارْ

وقلبي وسْطها مصباحْ

ألا فَلْتفتحوا لي إخوتي في اللهْ

وُرودُ التَّوْبِ إكليلي

وَآيُ الحمْدِ ترتيلي

ألا فلتفتحوا يا إخوتي في اللهْ

حَنانيْكمْ... شفيقٌ أن تكون بضاعتي مزجاهْ!

... فتفتحُ لي الملائكُ – لا أصدِّقُ! – كي أشاركَها مشاغلَها

وأشهدَ بهجةَ الأنوارِ بالأنوارِ في الأنوارِ

للسبّوحِ للسبوحِ

للقدّوسِ للقدوسِ

للْ... – قد خانني الشعرُ

ألا ما أعجزَ الكلِم المتاحْ! –

إلى أن يسفر الإصباحْ.

3 - مقام المحْو

بعد حديث الغَدَراتْ

قلتُ: وتلك الفَجَراتْ؟

قال: وهل يُعجزني محوُ جميع الآثارْ؟

أطرقتُ إذ أدركني مثلُ حياء الخفِرات الوجِلاتْ

وغبتُ في تسبيحةٍ  سبحان من...!

تسبيحةٍ  سبحان من...!

تسبيحةٍ  سبحان من...!

ما خلتُ مثلها لمثلي

سكِرتْ من دنِّها الروحُ بتلك الكلماتْ.