إلى أنس الشبعان

إلى أنس الشبعان

طفل يسابق إلى الجنان

حازم الحريري

عضو رابطة الأدب الإسلامي

صحفي مقيم بالسويد

[email protected]

سبح بحمد الله حين تراه

متلألئا كالصبح ما أحلاه

هو من بعيد ذلك الحلم الجميل

قسمات وجه تبعث الضحكات في القلب العليل

وعلى جبين البدر تصدح نغمة الأشواق

للعهد العتيق

وترى الحنين جدائلا تصطف كالطيف الأليق

................................................

يلهو ويمرح ثم يحزن ثم يفرح تاركا تعب السنين

هو ذلك الذي يختط فجرا مفعما بالنور والضوء المبين

يغدو إلى الساحات يملؤها أزيز الموت يخترق الجبين

يعدو ليخطف من فم الموتى رغيف الخبز

يلتهم الشوارع والأزقة والبيوت

لكنه في غمرة النسيان والحرمان يسقط واقفا

جسدا رقيقا مفعما بالأوسمة

والسائرون على الرصيف كما الخريف

لا شيئ يسمع في المكان سوى هدير المدفع

قمر مسجى فوق أشرعة الأمل

إذ تبرق العينان في الوجه الصبوح

إذ تبسم الشفتان عن ثغر فضوح

وإلى الجنان نودع الشبعان

أنسٌ..

 وأنت الراحل المستعجل

أنسٌ ..

وأنت الراحل المتأمل

أنسٌ..

وأنت أنت الباسل

عن أرضنا تترحل

عن قهرنا تترجل

عن خزينا تتبتل

رفقا بنا يابطل ..رفقا بنا يا بطل

......................

أدرك فؤادك عند من زرعتك في الأحداق قنديلا

تبكيك أم ترقيك أم تهوي على قدميك تقبيلا

ترجوك أم تغفو على خديك ترتيلا

وأخوك من ألم الفراق المر يسبح فوق بركان من الألم

وسفائن الموتى  تشيع موكبا في إثر موكب

والواقفون على ضفاف الموت ينتظرون حزم الأمتعة

وتحلق الشطآن للسفر البعيد

........................................

يا أيها الملك المسجى في عيون البرق

في ألق الغياب

أترك وأنت الراحل الوسنان بعضا من سناك

فالأرض توشك أن تموت من الضجر

والشمس تمسح دمعها ألما وقهر

والباكيات على الطريق على فراقك يا صديق

يذرفن دمعا كالدم

يرسلن من جوف اللظى عبق التوجع والندم

شكوى التضرع والألم

نجوى المرارة والسأم

وتلوح من بين الضلوع شواطئ السفر الأخير

وعلى ضفاف الطهر تستلقي وتبدو من هنالك

ذلك القمر المنير ..

وملائك الرحمن تأنس بالبهاء وبالسمير

في جنة الخلد المقام الباذخ

وتظل أنت الشامخ

وتظل أنت الشامخ

وتظل أنت الشامخ