يا تفتناز روتْ ثراك دماء
14نيسان2012
محمد جميل جانودي
يا تفتناز روتْ ثراك دماء
محمد جميل جانودي
| يا تفتناز روَتْ ثَراكِ دماء وغدا أديْمُ الأرض أحْمرَ قانيًا يفترّ ثغر الأرض في نيسانِها تتراقص الأطيارُ في أجوائها لكنّ ثغْركِ يَا أُخيَّةُ واجمٌ أعرفتِ من بالغدر جاءك حاملاً حقدًا توارَثه على حِقبٍ مضت حقدًا بدا مذ أُخْمِدت نيرانهم حِقدًا على جِيل الصّحابة والألى هم باغتُوك وأنْت غافيةٌ على قتَلوا الربيع وروضه في نفْثةٍ ذرفَ الهلالُ على الورود بحسرة وأدُوا جَمالَك يا صبيّةُ خِسَّةً والطفل مذهولاً تسمّر شاخصًا حُزْنًا على أبَويه لمّا غُيّبَا مِئةٌ تواروا تحْتَ أطباق الثرى وُضِعُوا بجانب بعضهم في حُفرةٍ يا تَفْتناز علا صُراخُكَ إنّما هل تحسبين بأن معتصمًا يُرى ويُجيْبُ صرْختَك التي أطلقْتِها ما تَحسبيْن أُخَيّتي وهْم بَدا قد يَسْتَجيْبُ إلَيك قومٌ خُلّصٌ ما حكَّ جلْدَكِ مثلُ ظُفرِك فانظري تكفيك أحداقُ الشباب وقد بدت يمضون في دحر العدا بعزيمةٍ لا يظلِمُون وثأرهم ممن عدا يا تفتناز، تصبّري، لا تجْزعي ويعود من هجر الدّيارَ لساحها ويُداسُ ذاكَ القُرمُطيُّ فينمحي | وأصاب أهلك محنَةٌ وبلاءُ بدمائها جادت بها الشّهداءُ عن بسمةٍ تهفو لها الخضراء وتهيمُ فوق بساطهَا الميساءُ حزنًا على ما أفسد الجبناءُ حقدًا وقد ناءت به الغبراءُ وتكفَّلتْ في نقْلِه الأبْناءُ وتبددت في أرضكِ الظلماءُ ممن هم الأبطالُ والنّجَباء صدر الربيع كأنّكِ الْحوراءُ قد أطلقتْها حيَّةٌ رقطاءُ وبكت عليْها القبّة الزرقاءُ ذرفتْ دمًا من خوفها الْحسْناءُ من هول ما قد نكّلوا وأساؤوا عن نَاظرَيهِ وهدّه الإعْياءُ أجسادهم هي فَحمةٌ سوداء حبٌ يُؤلّف بينهم وإخاءُ مَن تندبينَ حجارةٌ صَمّاءُ قاد الجَحافل، كلُّهم أُمَناءُ ويكُون منْه شهامةٌ ووفاءُ في أَلْسُنٍ نطقت به الغُرَماءُ لكنّما هُم قِلّةٌ ضُعَفاءُ فيْما به قد قالت الحُكماءُ تعطيك عهدًا أنهم عُظماءُ لا تنثني، وسيوفُهم حمراءُ وقبيْلِه، وسواهُمُ بُرءاءُ عمّا قريبٍ يفْرحُ الغرباءُ ويطيبُ فيهَا ضمَّةٌ ولقاءُ ويزول عنكِ الشرُّ والأدواءُ |
