إلى طائر مهاجر

تجيئنا مهاجرًا

من موطن بعيد .

مفزَعاُ مشرداً

من قسوة الجليد .

تروم في بلادنا

حرية التغريد ،

والدفء  والأمان ،

والزاد والحنان .

أبشر ؛ فإن أرضنا

كنز لما تريد .

فنحن قلب عاشق

ليانع القصيد .

من شاعر أو طائر ،

أو عازف مجيد .

وشمسنا سخية

تجود في الشتاء

بالدفء للبريد  1

وزادنا وحبنا

نبع لمستزيد .

ثمارنا مباحة

للطائر الجوعان ،

والنفس منا واحة

للسائر الجهيد 2

لكننا يا طائري

لهفى على الأمان ؛

فخصمنا رصاصه

عاصٍ على التقييد .

تراه كل لحظة

يئز بالتهديد .

والجو منه ساحة

تموج بالصخب ،

والقتل واللهب .

إنا هنا في عالم

مشوه فريد .

فاحذر مواتاً خاطفاً

من قاتل عربيد .

لا بأس في مقالتي

يا أيها الغريد .

قصدت نصحاً خالصاً

من غمة التنكيد ؛

حتى تعود سالماً

للموطن البعيد ،

ولا تكون لقمة

للموت والتبديد .

1 : البريد : من أصابه البرد .

2 : الجهيد : المجهد .

وسوم: 642