سيكونُ ليلٌ

سيكونُ ليلٌ آخرٌ 

يرتاحُ فيهِ الأنبياءُ من المزاميرِ الخفيفةِ والتأمُّلِ

مثلما يرتاحُ راعي الريحِ من سَفَرِ البراري

سيكونُ بحرٌ آخرٌ في حبَّةِ الرملِ الفقيرةِ

كيْ أعلِّقَهُ على حُزنِ الضحايا 

ثُمَّ أسندَ أغنياتي في المساءِ على ثراهُ 

لكيْ أضيءَ بكلِّ أعقابِ الدموعِ رذاذَ ناري

سيكونُ قلبٌ للمزاجيِّينَ منتصفَ الطريقِ

محلِّقٌ ينشقُّ من صرخاتهِ طيرانِ

من صلصالهِ قمرانِ في وضَحِ النهارِ

سيكونُ صوتٌ غيرُ مسموعٍ

لقدِّيسٍ كجان جينيه

يضيءُ بقبرهِ الجيريِّ وجهَ الليلِ

أو يمشي إلى صبرا وشاتيلا على قدميهِ

من أقصى الشمالِ الأطلسيِّ

لكيْ يُعيدَ إلى الحقيقةِ طفلةً

ويُعيدَ زنبقةً بغيرِ دمٍ لأضلاعِ الصواري

وسوم: العدد 653