أَوَّاهُ

أبو مصطفى أستاذ في مدرسة الصناعة _استشهدت ابنته مع زوجها في مواجهة بطولية مع أذناب المخابرات كما ذكر أبي في مذكراته_ كان جاري في السكن قبل السجن, ويشاء القدر أن يكون جاري في المهجع, إذ كان نصيبنا أن نكون سوية في المهجع رقم 30....

أخي صلاح الدين - طالب الطب في السنة الأخيرة - كان معي أيضاً في نفس المهجع, وكان أبو مصطفى من المُحبين له, لما غَلَبَ على صلاح من حسن الخلق وطيب المعشر وكرم الإيثار, والشجاعة.. ولقبه أبو مصطفى ب "النمر"..

شهد أبو مصطفى المواقف العصيبة والشدائد التي نزلت بصلاح الدين (فقده لإحدى عينيه بسوط مجرم.. ألا لعنة الله على الظالمين), وكان حاضراً ساعة استشهاده... فنظم هذه الأبيات البسيطة العفوية الصادقة المعبرة عن عمق المحبة وشديد التأثر.. ونلاحظ أنه كرر اسم صلاح الدين كثيراً, ومن المعروف أن تكرار الاسم يدل على فرط المحبة... وهذا الأمر معروف في الشعر القديم مثل:

نلاحظ هنا أن الشاعر يتحبب بمنطقة "الغضا" حيث حبيبتُهُ فأكثر من ذكرها..

وسوم: العدد 672