الخامس عشر من أيلول عام ...

مَن يمسحُ عن عيني مُرَّ الدّمعاتْ ؟

من يزرعُ في قلبي فرحا

و يطاردُ همَّ الآهاتْ ؟

من يمنحُني بعد الآن البسماتْ ؟

يا أحلى عُمْرٍ عشتُ به فوق النجماتْ

من يغسلُ أدراني وخطيئاتي

ويُغامرُ في قتلِ الهفواتْ ؟

إنّي أدركتُ وجودي الآنَ يلا معنى

و حياتي مِن دونِكِ موتٌ

يأنفُ منهُ الأمواتْ

فبحارٌ من حزنٍ تبكي

وغيومٌ تهزأُ بالأحزانِ وبالدمعاتْ

وسماءٌ تهربُ مِن وجعٍ

وتُسافرُ حيرى في قلبِ الأكوانْ

ورعودٌ تعصِفُ في صمتي

لُغتي هجرَتها أحرُفُها

موسيقاها صارت ضجرا يجتاحُ دمي

وجراحي تنزفُ لا شيئاً

لكنَّ دمائي أنهارٌ تسقي شاربَها ظمأً

مِن دونكِ يا أحلى أُنثى

لا توجدُ آمالٌ فيها نحيا أو غاياتْ

لا ليلٌ يعزفُ صمتي ألحانا

لا ضوءٌ يشبعُ أشجاراً

أو أقمارا

لا نجمٌ يسكرُ في خمرِ الشعراءِ

ويسترخي مِن دونكِ فوقَ قوافي الشعرِ

وفوقَ شفاهِ المعنى والكلماتْ

أنتِ الأنثى الأولى والسيّدةُ الأولى

والحبُّ الأوّلُ والآخرُ والقاهرُ

والخارجُ عن قانونِ الأرضِ

وعن قانونِ المعقولِ وقانون اللامعقولْ

لا معنى للحبِّ بدونكِ سيِّدتي

لا شيءَ يسامحُني أو يغفرُ لي

لو يوما يدفنُ إحساسي حبٌّ

أو أنسى أنّكِ ميلادي ووجودي

آمالي طُهري

أحلاماً تجرُفُني نحو المجهولِ

بعيدا عنكِ وعن ذكراكِ

و عن أسمى أنثى فاخرتُ بها

وتسامرتُ بها معها

يا حبّا يُحييني يُفرحُني

يأتيني في موعدِهِ

أو يأتيني من دونِ مواعيدٍ

سلطانا في يدهِ سيفٌ أو باقةُ وردٍ

أو بعضُ حنانْ

هذا تاريخٌ لن أنساهُ ولن ينساني

يا تاريخاً أصبحَ كُلّا في كُلّي

شمسي, قمري, ليلي

ونهارٌ يغرقُ في

أزمانِ الأزمانْ

وسوم: العدد 738