كتاب الاختراق الإسرائيلي لأفريقيا

الطبعة الاولى 2015م

الناشر:  منتدى العلاقات العربية والدولية 

عدد الصفحات 124

*أهداف إسرائيل تجاه إفريقيا:*

انطلاقا من طبيعة نشأتها الاستعمارية في المنطقة ومحاولاتها لتقويض أسس ودعائم الأمن القومي العربي؛ يرى الباحث أن إسرائيل حاولت تحقيق جملة من الأهداف في بناء علاقاتها الإفريقية. 

وباعتبار الحقائق الجيوسياسية والاستراتيجية والاقتصادية المميزة للقارة الإفريقية حدد المؤلف خمسة أهداف أساسية للوجود الإسرائيلي في إفريقيا :

1- كسر حدة العزلة الدولية التي فرضتها عليها الدول العربية ومن سار في فلكها.

2- كسب تأييد الدول الإفريقية من أجل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي.

3- العمل على تحقيق أهداف أيديولوجية توراتية خاصة بتقديم إسرائيل على أنها دولة "نموذج" لشعب الله المختار. يفسر ذلك أن إسرائيل اعتمدت دائما على تقديم المساعدات التقنية والتنموية للدول الإفريقية حتى في حالة عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية معها.

4- السعي لتحقيق متطلبات الأمن الإسرائيلي من حيث تأمين كيان الدولة العبرية وضمان هجرة اليهود الأفارقة إلى إسرائيل وفقا لقانون العودة، والحيلولة دون أن يصبح البحر الأحمر بحيرة عربية.

5 - بناء قاعدة استراتيجية لتحقيق الهيمنة الإقليمية Hegemony لإسرائيل وذلك من خلال ما يمكن تسميته مبدأ شد الأطراف حيث تعتمد إسرائيل على النيل من أطراف نظام الأمن العربي باعتباره المستهدف في الاستراتيجية الإسرائيلية.

التطبيع وإعادة التأسيس:

بنهاية عام 1993 كانت سبع دول إفريقية قد أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل". 

وفي العام التالي تبعتها عشرة دول أفريقية أخرى.

وبنهاية عقد التسعينيات وصل عدد الدول الإفريقية التي أعادت علاقاتها أو أسست علاقات جديدة مع إسرائيل أربعين دولة، وهو ما يتجاوز العدد الذي تحقق في الستينيات. 

والملفت هنا أن دولاً إفريقية جديدة لم يكن لها علاقات من قبل بالكيان الإسرائيلي قد أضيفت إلى القائمة

*الثابت والمتغير في السياسة الإسرائيلية:*

خمسة عوامل شهدها النظام الإقليمي ساعدت، بشكل أو بآخر، علي التمكين من عودة قوية للسياسة الإسرائيلية، وفقا لما يراه المؤلف الذي يلخصها في:

1- توقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979. وباستكمال الانسحاب الإسرائيلي، بدأت عملية عودة العلاقات الإفريقية مع إسرائيل.

2- خيبة أمل الأفارقة من العون العربي، فكثيرا ما اشتكي الأفارقة من الوعود العربية بتقديم المساعدات التنموية التي لم تتحقق.

3- الخوف من السياسات الليبية المثيرة للقلق في إفريقيا، وكان التضامن العربي معها أحيانا مصدرا للقلق، كما حدث في النزاع الليبي - التشادي.

4- التغيرات الإقليمية والدولية في جنوب إفريقيا، وتفكك الاتحاد السوفيتي.

5- تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا منذ نهاية السبعينيات.

وفي ظل تلك المتغيرات، اعتمدت السياسة الإسرائيلية علي برامج التعاون الفني لتوفير العودة الملائمة لإسرائيل للقارة الإفريقية.

يبحث الكتاب في وسائل الاختراق الإسرائيلي، فيرى أن دولة الاحتلال تستخدم برنامج التعاون الدولي لتحقيق أهداف سياستها الخارجية تجاه أفريقيا. ويعني ذلك أن سياسة المساعدات التنموية التي تقدمها "إسرائيل" للدول الأفريقية تمثل تطبيقاً عملياً لمفهوم القوة الناعمة.

ومما يزيد فاعلية هذه السياسة أن إسرائيل تضفي عليها بُعداً ثقافياً وأخلاقياً من خلال:

    التأكيد على أن إسرائيل -وهي دولة محدودة الموارد- ترسل ما لديها من خبراء وفنيين بدلاً من الأموال التي تفتقر إليها، من أجل مساعدة الدول الأفريقية في مجالات تنموية متعددة، مثل الري والزراعة والصحة العامة وتنمية المجتمعات المحلية وما إلى ذلك.

    طرح المفهوم الرسالي للشعب اليهودي وفكرة الخلاص، وهو ما يتضح في كتابات الجيل المؤسس للدولة العبرية.

    تقديم المساعدات التنموية باعتبارها تمثل منظومة "قيم الشعب اليهودي" في مختلف أنحاء العالم. 

وقد احتلت الزراعة الأهمية القصوى في مجالات المساعدات الإسرائيلية لأفريقيا، حيث دأب الخبراء الإسرائيليون على:

    إنشاء مشروعات زراعية متخصصة تقوم على التكنولوجيا الملائمة وتبني محاصيل جديدة.

    إنشاء مزارع ومراكز تدريبية.

    تنظيم المؤسسات الريفية.

    تخطيط مشروعات التنمية الريفية الشاملة.

وسوم: العدد 792