كتاب : الجامع الأموي الكبير بحلب تاريخه ومعالمه الأثرية

المؤلف : محمد كامل فارس

- شكلت المساجد الجامعة في العهد الإسلامي الوسيط محور الحياة ، واستقطبت الحركة الاجتماعية والسياسية والعلمية ، فلم تكن مجرد دور للعبادة أو طرازات معمارية فنية ، بل عبرت مركزية خاصة بها جعلت الخلفاء والسلاطين والأمراء يهتمون بتنظيم وظائفها .

- يعتبر الجامع الأموي في دمشق ونظيره في حلب نموذجين مهمين لآلية الاهتمام بالمساجد الجامعة ، أقيم الجامع الأموي بحلب مكان حديقة لكنيسة الروم القديمة ، بناه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ليضاهي به جامع دمشق الذي بناه أخوه الوليد ، وكان مليئاً بزخارف الفسيفساء والرخام ، ولكن بعد سقوط الحكم الأموي خرّب العباسيون زخارفه ، ونقلوا ما سلم منها إلى جامع الأنبار ، أموي حلب كان عرضة للنوازل خلال مراحل التاريخ ، في سنة 926 م أحرقه نقفور ملك الروم عندما اجتاح حلب ، وأصلحه بعد ذلك الأمير سيف الدولة ، وفي عام 1169 م أحرقه الاسماعيليون مع الأسواق المجاورة التي تحيط به .

- أعاد بناءه السلطان نور الدين محمود الزنكي ، وعندما اجتاح التتار بقيادة هولاكو حلب ، أحرق جزءاً من الجامع ، وأعيدت عمارته سنة 1285 م زمن نائب حلب المملوكي ، والجامع له أربعة أبواب ، وتنتصب ثلاثة أروقة حوله من الجهات الشمالية والشرقية والغربية ، ومئذنة الجامع الأموي في حلب أقيمت عوضاً عن تلك التي تهدمت وكانت موجودة على الحائط الغربي ، تم تجديد بناء المئذنة في عهد السلطان السلجوقي ملكشاه وهي مؤلفة من خمسة طوابق ومزخرفة على طولها بكتابات كوفية جميلة .

- أموي حلب ، يتعارف الحلبية عليه ويقولون ( جامع سيدنا زكريا ) أصابته الأقدار بالهدم ، وسيعود منارة نور وهداية وجمال بإذن الله . وأسمع ابتهالات يتردد صداها في الأفق .. آمين .. آمين . 

وسوم: العدد 674