الموسيقار برعي قيثارة الزمن الجميل وزرياب السودان

مبدع من الزمن الجميل

"الموسيقار برعي قيثارة الزمن الجميل وزرياب السودان"

توثيقي للفن السوداني

سليمان عبد الله حمد

كنا حين نلمحه في حوش الإذاعة السودانية أو في حي بانت بإمدرمان ، ندرك أنه صنو الصمت الرزين الذي يتجول في جوانح تلك الأمكنة التي كان يرتادها ، إلى ذلك كانت قدماه تترفقان بسطح الأرض حين يغدو ويروح ، وحاله هكذا تميزه سرعة معقولة في السير ، فيما يخفض رأسه ولا يرفعه إلا ليتحسس صحة طريقة ، كان على المستوى العام متواضعاً بامتياز بينما الكبرياء الفني يجلله ، ويكاد الخجل أن يكون سمته وشهدت في عيينه خجلاً دفيناً . والحقيقة أنه حق لموسيقارنا الوسيم الأنيق مظهراً ان يتواضع فقد ملك سمعة موسيقية نادرة بسبب نضارة الميلوديات الطروبة التي منحها للفنانين أولاً ثم لكل الناس ، وما ناله صاحب مقطوعة (فرحة شعب) الشجية من تقدير وتقييم رفيع واعتراف عظيم بما أنتج من ألحان لم يتأت لأحد من مجاليه من الموسيقيين ، إذن كان تواضعه ذاك معبراً لما ملك من عطاء موسيقي مشحون بالسودان .

والجدير بالذكر أنه لم يقف الخيال اللحني لمؤلف (المروج الخضراء) عند إنتاجه وإنما فتح الخيال لكل الأجيال المتعاقبة ليفردوا أشرعة التفنين وإسعاد السامعين ، وإذ إن اعماله بهذه المتانة التركيبية فإنها تتجلى تناصاً في المآثر اللحنية للذين أتوا بعده من كبار الملحنين ، منهم حسن بابكر ، وبشير عباس ، وعبد اللطيف خضر ، ومحمد سراج الدين ، والفاتح كسلاوي ، وعمر الشاعر ، وهناك بعض كثير .

والحال هكذا ، لا يمتلئ المرء بالتعجب حين يرى بعض أران الجيل الجديد من المغنواتية ، وهم يدخلون خشبة المسرح الغنائي محمولين على كراسي فخيمة مملوكية الطابع ولا يزداد تعجبنا أيضاً حين تتأثر إعلامية معروفة وظيفتها تعليم وإعلام الأجيال وحثهم على التواضع مثل تواضع استاذنا عبد الرحمن زياد فقد ظل يقدم بصوته الدافئ عبر إذاعة صوت أميركا ولا يزال يعد البرامج ويقدمها بصوته الآسر ويلفه التواضع النبيل .

لقد كان السر قدور موفقاً حين قال " إن برعي محمد دفع أول من أعاد الاعتبار لقيمة الملحن وجعله في مصاف لا يقل عن الفنان " وحق لأستاذنا قدور ان يصفه بشيخ الملحنين فهو الذي قدم لإبراهيم الكاشف الأغنية التي صاغ كلمتها السر بنفسه وهي (أنا أفريقي أنا سوداني) ولحن برعي غالبية أغاني المبدع عبد العزيز محمد داود ، التي تقف (أنت معي  أجراس المعبد ) في قمتها ، وقدم لسيد خليفة (كأس وخمر وشفاه) وقد لعثمان الشفيع (أيامنا) كما قدم لوردي (الوصية) ، كما قدم ا لكثير لفنانين آخرين ولعل هذا مختصر لمئات الأغنيات التي تقف شاهدة على موهبته العظيمة .

ما نضيفه أن غياب ملحن مثل برعي محمد دفع الله ترك فراغاً عريضاً ليس على مستوى إبداع الألحان فحسب ، وإنما على مستوى الإشراف الموسيقي عبر الأجهزة الرسمية أيضاً ، فقد كانت لبرعي إسهامات ثرة في قيادة أوركسترا الإذاعة السودانية والمساهمة أيضاً بالنصح والرأي بالنسبة للتسجيلات التي تبث للفنانين كما أن عضويته في لجان النصوص كان لها التأثير الكبير في ضبط العمل الموسيقي ، بداية بكتابة النوتة الموسيقية ثم مراجعتها فتنفيذها ، كما كان له القدح المعلى في اكتشاف المواهب ونصحها وترقية الجمل اللحنية للأعمال المقدمة للجنة الألحان بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون ، وبالإضافة لذلك كانت للموسيقار برعي مجهودات عظيمة من خلال ما كانت تعرف بالورش الموسيقية التي ضمت كبار المغنيين والعازفين واستغلت على تشذيب الألحان واقتراح اللزمات المناسبة ، ولعل وظيفة هذه الورشة لم تكن فقط ترقية العمل الغنائي وإنما هي فرصة للعارفين والمغنيين للاستفادة من الخبرات الكبيرة للملحنين وموسيقيين آخرين أمثال عبد الله عربي ، وعلي ميرغني ، وعلاء الدين حمزة، ومحمدية الذي يخبرنا ( بأن جهود العازفين في الأغنيات القديمة جهود كبيرة ومقدره ، وحقيقة هناك كثير من الأسماء التي ساهمت وصاغت ألحان عدد من الأغنيات الجميلة  من بينهم ، موسى محمد إبراهيم والخواض وعبد الفتاح الله جابو ومصطفى حمزة وغيرهم وضعوا بصمات عفوية وأضافوا وحذفوا وهذا لم يكن خصماً على مقدرة الفنان لنه صاحب الفكرة الأساسية ضربة البداية ) .

ومن النواحي الأخرى كانت لبرعي إسهامات  كبيرة في الزيارات الفنية لخارج السودان وكان يقود الأوركسترا وتجده من خلال العزف على العود يصاحب الفنانين في تسجيلاتهم للإذاعات الخارجية ، ولقد استضيف في عدد من هذه الإذاعات ومن بينها إذاعة لندن ، حيث تقبع في أرشيفها أعمال كبيرة لبرعي ، وتوجد ثلاث أغنيات لبرعي أداها حين بدأ مفنيا كما أفادنا أبنه زرياب ، وهو من العازفين ا لأساسيين في فرقة الفنان محمد الأمين ، ونأمل أن يسعى العاملون السودانيون بهذه الإذاعة العريقة لنسخ الأعمال وإضافتها لأرشيف الفنان الكبير الذي لم نجد توثيقاً مناسباً لإرثه الموسيقي وهو الذي طور الوجدان وأوصل إليه أجمل أحاسيس الملحنين والعازفين والمطربين .

وإن كان عبد الرحمن الريح قد أقام جسراً بين الذائقة اللحنية لجيل الحقيبة والجيل الذي نضجت تجربته في الستينيات حتى النصف الأول من السبعينيات فإن برعي محمد دفع الله كان المجسر بين زمان الملحن المحترف غير الدارس والملحن الذي اكتسب علوماً موسيقية جديدة مهدت له توسيع آفاق التفكير والإحاطة بموازير المدارس اللحنية الشرقية والغربية وذلك عبر المعاهد الموسيقية التي درس فيها الموسيقار .

أما إذا كان عبد الرحمن الريح أكثر حرصاً على الاحتفاظ بثراء الجملة الموسيقية سمة اساسية في تفكيره اللحني فإن برعي طفق يجدد ثيمات التطريب إلى مستوى متقدم جداً ، وحقاً يعتبر الملحن ود الريح وبرعي رائدين لمدرسة التطريب الكثيف ، وهما وجهان لعملة التحديث اللحني الحريص على إعطاء اعتبار كبير لخصوصية الميلودية السودانية .

إن برعي بلا شك يمثل أيضاً ، كما هو حاله في ريادة اللحن ، رائداً من رواد الموسيقى البحتة ، فعبر مقطوعات برعي وزملاء آخرين له تطور تذوق الناس للموسيقى البحتة وبخلاف أن أعماله كانت تعلب دوراً في ترويح المستمعين للإذاعة والمشاهدين للتلفزيون اثناء لحظات الربط بين برنامج وآخر ، وإثناء تقديم شعارات البرامج فإن المقطوعات الموسيقية التي ألفها مثلت ركنا أساسياً في تجربته . وأعطت أعماله الشجية الفرصة للموسيقيين للتأليف على نسقها ، وإن ظلت مقطوعاته صعبة التجاوز نسبة لإبداعيتها العالية ، ولعل ذلك الإبداع يعود إلى سرعة استخدامه لريشة العود وضعف قدرته على الانتقال السريع من نغمة في أعلى السلم إلى واحدة منخفضة ، كما أن احتشاء ذاكرته السماعية بالتراث الغنائي السوداني جعلت نغماته أكثر سلاسة وتجانساً ورشاقة .

وإذا نظرنا للمقطوعات الموسيقية للجيل الذي جاء بعد جيل برعى لوجدناها ، على قلتها أقل من ناحية كثافتها الإبداعية وتجانس تنوعاتها بل إن الملاحظ أن المقطوعات الموسيقية لعازفي العود توقفت عند برعي وعلى مكي وبشير عباس ، فكل الذين تميزوا نسبياً في هذا الضرب من الموسيقيين الجدد يعتمدون في التأليف على آلات ليست من بينها آله العود التي استطاعت أن تنقل إحساس الملحنين القدامى ، والشيء المؤسف ان أجمل الأصوات التي ظهرت مؤخراً لا تجيد عزف العود ، الذى كان يمثل لجيل برعي والجيل الذي تلاه مصدراً أساسياً من مصادر استنباط الألحان والعود هو كذلك الآله التي يجود بها المفني ضبط صوت النعمة المعنية في السلم (التون) ، ومن الملاحظ ن الكثير من مطربي اليوم يخرج مرارا من التون مثل خروجه المتكرر من الزمن ، خصوصاً عند النغمات التي تتطلب جواباً خارج السلم وقراراً لمدى زمنى أطول ، وربما يعود ذلك لعدم عزفهم آله العود إن عازفي العود الماهرين يعدون على أصابع اليد  برغم تعدد المغنيين والعازفين في مسيرة الأغنية السودانية ، وإذا كانت هناك أسماء فرضت نفسها في إتقان آله العود فإن برعي يقف على مقدمتها بما لعب من دور ريادي في هذا المجال ، وقد يختلف الموسيقيون والذواقة حول مدى تقاطع مقدرة برعي في التعامل مع العود مع مقدرة محمد الأمين ، وبشير عباس وأبو عركي وأحمد شاويش وآخرين بوصفهم من أكثر المغنيين الملحنين الذين وظفوا العود ، ولكن يظل لكل عازف من هؤلاء المبدعين طريقته المميزة في استخراج النغمات الشجية والثرية من هذه الآله الساحرة ، وإذا كان ذلك كذلك ، فإنه لا يختلف اثنان في أن برعي محمد يتصدر حتى الآن قائمة العوادين المهرة الذين أنجزوا عدداً من الألحان والمقطوعات الموسيقية .

ولا ندري ما إذا كان هناك موسيقيون دارسون حللوا هذه الأعمال واعتمدوا عليها لصياغة نظرية سودانية في التلحين ، ويمكن أن يعتمد عليها دارسو الموسيقي للتعرف على نمط ثري من أنماط التأليف الموسيقي الذي عبر بقوة عن الوجدان السوداني .

والحقيقة أن تجربة برعي محمد دفع الله في تلحين الأشعار ، وتأليف المقطوعات تستحق الدرس والبحث والتأويل ، كما ان كفاحه منذ الأربعينيات لتطوير الغناء والموسيقي في السودان ينبغي أن يصنف ويعرف لمصلحة الأجيال المتعاقبة التي تصبوا بجدية إلى ترك بصماتها المختلفة الت تمنحها الصيت والكثير من التقدير ، كما أن تدريس (منهج برعي في التأليف الموسيقي) يعتبر بمثابة تكريم له ، ورد اعتبار حقيقي ومثمن لما بذله في إسعاد جيله والجيلين الحالي والقادم وعلى هذا الأساس يبقى برعي هرماً من أهرامات الثقافة السودانية التي عبرت عن هويتنا الثقافية وحافظت في الوقت نفسه عليها .

ونظن أن المؤلفين الموسيقيين يعتبرون من أكثر المبدعين الذين عبروا عن هويتنا الثقافية وربما يتجاوز أعمالهم عمق التنظير الأدبي والإبداعي حول الهوية ، غير أن انشغال الموسيقيين بتطبيق أفكارهم حول الهوية السودانية أو عدم ميلهم للتعبير النظري المدون حول علاقة الموسيقي بالهوية أحدث نحوهم ظلماً ، فكثيراً ما تخطتهم محاولات نقاد الأدب والتشكيل لإبراز ونقد تفكير المبدعين السودانيين عموماً حول الهوية ، والثابت أن مساهمات موسيقي واحد مثل برعي لا تقل إطلاقاً عن مساهمات المدارس الأدبية والتشكيلية مثل الغابة والصحراء ومدرسة الخرطوم التشكيلية وربما يستبين الوضوح النظرى في مدرية برعي اللحنية أكثر لما هاتين المدرستين من وضوح نظرى في شأن التعبير عن الهوية السودانية .

 

وما ينبغي قوله في هذا الجانب هو أن مساهمات المؤلفين الموسيقيين في تمثيل هويتنا الثقافية السودانية كان اكثر معقولية وأعمق أثراً في التعبير عن الوجدان السوداني وتوحيده على مقدرات وذوائق جمالية مشتركة ، ولو أن المدارس الغنائية قد اجتهدت في إيجاد القواسم المشتركة لثقافة أهل السودان فإنها بتنوعاتها النغمية والإيقاعية والشعرية الفصيحة والعامية وجدت قبولاً متعاظماً في معظم مناطق السودان ، ونعتقد أن لا شيء يمكن أن يوجد السودانيين أكثر من الذوق الغنائي الذي يملكونه ، فضلاً عن هذه التفردات التي عرف بها الموسيقيون ، فإن رموزهم حققوا صيتا للوجدان الغنائي السوداني في كثير من دول الجوار وأكدوا أيضاً القاسم المشترك بيننا والشعوب التي تقاسم وجودنا القاري .

وصحيح أن فرص انتشار غناء وموسيقي برعي أفضل من فرص انتشار لوحة الصلحي ، أو شبرين ، أو قصيدة محمد المكي إبراهيم ، ولكن يظل الغناء بوصفه الحاضن للوجدان أكثر تمثيلا للذات السودانية التي قبلت الخماسي الذي حافظ عليه برعي في كل أعماله ، وهي ذات الذات السودانية التي لم تقبل السلم السباعي الآتي من الخارج ، كما أن المقامات السباعية السودانية خرجت بطابع سوداني منحها القبول في كل بيئات السودان .

والسؤال المحوري هو ( لماذا انتشرت الفكرة التي أتت من المركز ا لعربي بينما فشلت النغمة العربية في أن تجد مكاناً في الذائقة السمعية السودانية ؟ ) ولعل في الإجابة يكمن حقيقة ارتباط مؤلفي الغناء بجذر سودانوي صرف ولعلهم هم الأكثر وعياً بمكنونات الذات المتلقية لإبداعات الصوت واللحون والإيقاعات المصاحبة له .

للموسيقار الكبير الرحمه ويبقى أن أجمل ما قيل عن برعي قد أبرزه مداد المبدع يحي فضل الله ( وتر ينتمى الآن لعزلة في الصمت ، يشتهي بمقدار من لوعة وحنين تلك الأنامل وهي تعطيه حياة في الرنين وخلوداً في محراب النغم ، وتر يستدعى إلفته في احتمالات الروح وهي تبني مركبات اللحن ، وتر يكاد ينطق دون ضغط تلك الأنامل ويعلن عن غلظة صوته العذبة ويكاد ان ينتمي إلى قدرة ربابة فتضج وحدها بالرنين دون لمس ويسيل منها عسل النغمات ( ...

كان الحديث عن الزمن ا لجميل وكنت اتحدث عن الموت والرحيل خاصة رحيل على المك ومحمد عبد الحي وأبو ذكري وجيلي وصلاح احمد إبراهيم والحسين الحسن وكأن الجميع تواعدوا على الرحيل .

بعض الناس تواجهك في تعريفهم صعوبة تحديدهم ، فهم دائماً متمردون على التحديد ومن هؤلاء المبدع العبقري الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله قيثارة الزمن الجميل وزرياب أمة السودان والذي أنطفأ سراجه مخلفاً حسرة وغصة في نفوس أهل السودان قاطبة وعلى وجه الخصوص عشاق الموسيقي والألحان ا لراقية .

وظلت أعماله سراجاً وجسراً ، جسر يأخذنا إلى الجمال بأبعاده الحقة ، وإلى الوطن في احلى صوره ، وإلى القيم الانسانية في أعمق تجلياتها ، الموسيقار برعي محمد دفع الله هو الإبداع في واحدة من أورع تجلياته ، فإن برعي يخبر عن أخباراً غريبة عن أناس لا يكبرون وعن عالم تسوده العدالة ويعيش فيه الناس بمحبة وطيبة ، وهذه القيم جسدتها أعماله الفنية .

أعود الآن وأنظر بشيء من موضوعية إلى ما مضى من ا لزمن الجميل ، أعرف الآن أن التاريخ والفن فعل تراكم صباح ومساء ما كانت مثل هذه الألحان لتولد لو لا روح نقية مثل العصافير البيضاء التي كانت تعشق الوطن وتعزف الوتر وتصدح بالألحان الشجية ، فالحياة لبرعي هي مجموعة من الأسباب والنتائج ، لكن تراكم السنين المعرفة بعد ذلك جعل أغنية لحنها أو مقطوعة أبدعها رفيقة دائمة ، غريب كيف أن المقطوعات الموسيقية وألحان الأغنيات تؤرخ للحظات الإنسان !!!

تتعاقب السنين من دون رجوع الغائب الحاضر الموسيقار برعي محمد دفع الله ، والغائب بحسب الأغنية هنا هو ( شادي) الألحان ومؤلف أجمل المقطوعات ، قد يرمز شادي إلى برعي ذاك الشاب والكهل الذي تومض عيناه ببريق آمال مستقبلية لأبناء جيله يحتضنها وطن سعيد فيه كل أسباب العيش الطيب .

هذا هو برعي محمد دفع الله موسيقار رؤيوي مؤمن تواق إلى الكمال في مجال الفن الأصيل الجميل ، صقلته المعاناة وجوهرته التجارب ، أنه من أصحاب العقول الكبيرة التي تناقش المباديء ،  إن برعي تربي على مجموعة من القيم الروحية والفلسفية الصوفية والأخلاقية والوطنية ، فقد كان يرفض التساهل في مسائل أخلاقية محددة  ، كأن يكون الشاعر أو الموسيقي أو المفكر الحقيقي ميالاً لارتكاب المثالب ، صنوف الانحلال الخلقي ، وخصوصاً أن يكون ضعيف الإحساس بالشأن الوطني ، كما يقول الفنان برعي ( أن الفنان الحقيقي يجب أن يكون مترفعاً عن ارتكاب السيئات التي قد تؤثر على سمعته ، يجب أن يكون نموذجاً في أخلاقه ووطنيته ومشاعره الإنسانية ) ... الآ رحم الله برعي زرياب السودان ... وموسيقار الزمن الجميل . ..

سوف يكون لنا لقاء آخر مع مبدع وزمن من الفن السوداني الأصيل في الأيام القادمات ... مع صادق مودتى حتى يحين اللقاء...