قراءة في عمل – 11 - نحت - ( فن تشكيلي )

clip_image002_50df4.jpg

التقديم : مجسم نحت بعنوان ( ها أنذا  )  .

العمل : مادة الخزف الطبيعي بجميع عناصرها ، مشوية بدرجة حرارة

(1040)مئوية في فرن خاص بالخزف .

الفكرة والتنفيذ : د. أسعد بن أحمد السعود

الإحاطة بالمجسم :

الأبعاد الثلاثية :    50 X 55 X 15سم .

الكتلة المجسمة: صماء غير مفرغة ( غير معتمدة على قالب ) .

المرجعية الفنية للعمل : مجسم فراغي التعبير ، رمزي الدلائل .

الإحاطة بالموضوع :

فكرة المجسم مستوحاة من مفردات الشطر الثاني للبيت الشعري

الجميل العميق بالتركيبة الجبلّيّة لنفس الشاعرالعربي الفذ أبو الطيب

المتنبي ..  :

الخيل والليل والبيداء تعرفني ..والسيف والرمح والقرطاس والقلم

مفردات الإيحاءات   :

لعل المجسم النحتي الماثل أمام عيوننا يأتي بما اعتمل في نفس المتنبي

لحظة تلك الفلتة الأدبية الفنية الابداعية ، التي رسمها على أفواه الناس

وفي أذهانهم وذاكرتهم ، منذ تلك اللحظة وإلى اليوم ،  وكلنا عَلِمَ فيما

بعد، ما الذي أخرج تلك الماسة من أعماق بحرها ، ومعها أخواتها في

القصيدة السيمفونية الخالدة  : وا حرّ قلباه ...!!

  يأتي هذا ( المجسم) برمزيته وتعبيريته الفنية   ، وبما حملته تلك 

الصورة من الشعر ، ويتقدم للناس ويقول لهم ( ها أنذا) ، وما يظهر

للعين ،هو ما استطاعت الكتلة الطينية من حمله من الايحاءات ، فأين

التقتا بالفكرة ، وأين أضافت كل منهما للأخرى اتحاداً أو تجاوزاً  أو

تألقاً......هذا مايريد المجسم البوح به....؟ !

المفردات التعبيرية والرمزية  :

إن  البعد التعبيري والصور العديدة التي ازدحمت ، في ذلك الشطرمن

البيت ، هوالذي أوقع الشاعر ، في موقف صادم قاسي ، في لحظة

اغتنمها شذاذ الآفاق ، ليجيّروا الإبداع إلى حضيض مآربهم ، ولقد

التقط الفنان بعمل النحت هذا ، هذه اللحظة المأساوية ، وقدمها بتعبيرها

ورمزيتها الوضاءة ، وأخرجها كما لو كان متمنياً أن يكون حاضراً

ذلك الموقف ، ليضع حداً ويتدارك المواجهة ، ويوقف  التدهور السريع ،

وما كانت لتحدث تلك النهاية المخزية ، والتي نراها اليوم تتكرر

هنا وهناك بذات العناصر ، وبذات التصادمية الشيطانية الخبيثة .

-        أنت لست للسيف أبا الطيب ، بل السيف الرمز لك ، أنت

لاتشهره في وجه  أبناء أمتك ، بل سيف الغدر اغتال إبداعك  .

-        ألست أنت قائلها أبا الطيب ؟

-        نعم قلتها : وسيفي والرمح والقلم للحق ، حق أمتي وتمجيد

بطولاتها وليس للغدر وقتل أبنائها   .. هذا ما رمزت إليه ..وها

  أنذا لا أجيد قتلكم ولن يكون ذلك أبداّ .....!!

وسوم: العدد 730