هواجس

clip_image002_25845.jpg

مجدّدا إلى سريري المهترئة أقدامه وإلى السقف أسلط نظري وأعلق عينيّ فيه ...أشعر بدوّار أرى الكثير من خصلات الشعر الشقراء تتدلى من السقف، الأبواب والنوافذ تتصارع على إصدار الضجيج، قلبي يعدو نبضه، يكاد يخرج من بين أضلعي، أنفاسي ترفع صدري، ليصبح بحجم جبل يحجب النظر، ومن ثم يرجع مستواه الى أسفل الأرض ...أظنّ أنّ الخوف تمكّن منّي، أصبحت أتنفس بصعوبة بالغة، هناك ما يقيد حركتي، إنّها خصلات الشّعر الشّقراء تلتفّ حول عنقي بشدة، أشعر أنّ عينيّ ستخرج من حجريهما، وروحي تغادر جسدي كمن سقط من فوق السّحاب الى أسفل الأرض، أستيقظت لأجد نفسي متعبة،هزيلة، بالكاد استطعت رفع رأسي؛ لأتفحص هذا المكان، فإذا بجمعٍ من الناس يسيرون بنفس الحركة والنسق نفسه، يتّجهون نحوي، إن لم أكن ميّتة، فمن المؤكد أنّني سأموت تحت أقدامهم، استجمعت كلّ قواي ووقفت مجهّزة نفسي لأبدو مثلهم ...ما إن وصلوني حتى مشيت معهم وتهت وانصهرت فيما بينهم، نظرت إلى أين نتّجه، فإذا به طريق لا أريده، ولا تبدو ملامحه واضحة، نفضت رأسي وعدت إلى طبيعتي، مرّ بي بقية الجمع، ولم يعيروني أيّ انتباه، صفعت نفسي ممّا كنت خائفا أين مبادئي؟!عدت أسير في الطريق الصّواب وحدي، وبدأت أشعر بعافيتي تعود شيئا فشيء،وإذا  صوت ينتشلني من كل هذا، ودق جدران رأسي، التفتّ لأرى... أغلقت ساعة المنبه واستعدّيت لهذا اليوم ."قالت أمّي " أنا في سريري والأبواب مغلقة والسّقف بلا شعر.

وسوم: العدد 851