قصص منوعة 947

تزوج "القاضي شريح" بامرأة من تميم يقال لها "زينب بنت جرير"، فيقول عنها:

(( فلما خطبتها من عمها ندمت!، وذكرت غلظة قلوب نساء بني تميم، فأردت أن أطلقها قبل أن أدخل عليها، ولكني قلت لن أطلقها الآن وإنما أتزوجها وإذا رأيت منها ما أكره أطلقها .. ))

فيحكي القاضي شريح قصة دخوله على زينب، ويقول:

.

(( فلما دخلت عليها صليت ركعتين فسألت الله خيرها وعذتُ به من شرها، فلما سلمت وجدتها خلفي تصلي معي .. فلما انتهينا من الصلاة، دنوت منها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، ابق كما أنت! ، ثم قالت:

.

"الحمدلله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله؛ وبعد:

إني امرأةٌ غريبة عنك، لا عِلم لي بأخلاقك، فبيِّن لي ما تُحب فآتيه، وما تكره فأزدجر عنه ..

وقالت:

وقد ملكتني فاصنع ما أمرك الله به: {{ إمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان }} ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك"

.

فيقول شريح: فقلت لها:

.

(( الحمدلله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وأسلم، وبعد:

فإنكِ قد قلتِ كلاماً إن تثبتي عليه يكن ذلك حظّكِ، وإن تدعيه يكن حجة عليكِ، فإني أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا، وما رأيتِ من حسنة فانشريها، وما رأيتِ من سيئة فاستريها ))

.

فيقول القاضي شريح: (( فمكثتْ زينب معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء! إلا مرة واحدة، وكنت أنا لها ظالماً !! ))

.

ويقول: كان لي جارٌ يضرب امرأته، فقلت عن ذلك:

.

رأيتُ رجالاً يضربون نساءهم

فشُلّت يميني حين أضرب زينبا

فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكب

إذا طلعت لم تُبدِ منهُنَّ كوكباً

***********************************************

ذهبت إلى المسجد ذات يومٍ لأصلي العصر ، صليت خلف الإمام وعندما إنتهت الصلاة ذهبتُ إلى رُكنٍ في المسجد لأردد أذكار المساء ..

وضعت هاتفي أمامي وأخذت أقرأ منه،،

وقعت عيني على طفلٍ في عُمر العشر سنوات ، يدخل من باب المسجد ويلتفت يمينًا ويسارًا

ثم جاء إليّ وقال بصوت يرتعد ..

هل جاء الشيخ ؟!

- أي شيخ

لم أكن أعلم أن هناك مُعلم هنا ، فهمست له وأنا أبتسم لأنتزع الخوف الذي يسكن وجهه :

لا لم يأتي بعد .. إجلس بجانبي

جلس الطفل ، وفتح مُصحفهُ وأخذ يُقلب في صفحاته  ، فـ همّمتُ لأقول له في أي سورة تحفظ يافتى ؟!

فقطع ذلك صوته الذي كان يرتعد من الخوف وهو يقول :

يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قله تركيزي وضعف حيلتي.. ودائمًا يشتكي من ذلك حتى أصبحت أستحي أن أطلب منه أن يُحفظّني القُرآن ..

وعندما أذهب إلى شيخي واخطئ في التلاوة يغضب مني..وأنا لا أُجيد القراءة جيدًا فبعض الكلمات تشُق عليّ ..

إبتسمت للطفل وأخذت منه المصحف وهمست له :

إقترب يا حبيب عمك .. وبدأت أُرتل وهو يرتل خلفي ،،

وبعد ربع ساعة طلبت منهُ أن يُسَمِع ذلك بمفرده فلم يستطع ، تذكرت شيخي عندما قال لي ذات يومٍ :

إذا وجدت صعوبة في الحفظ فـ إفهم الآيات أولًا ثم حاول الحفظ ثانية.. فـ حفظ الآيات بمثابة قفلٍ لباب ضخم يفصل بينك وبين الجنة

حاول فتح هذا القفل بأي مفتاح على قدر إستطاعتك.. وسيُفتح الباب

نظرت إلى الطفل ثانية وهو يضغط على إصبعهِ من الخجل فـ تبسمت وهمست له :

دعك من الحفظ يا فتى .. هل تعرف ماذا تعني هذه الآيات وماذا يقصد بها الله !

أخذتُ أشرح للفتى الآيات حتى انتهيت من الشرح

ورددت السورة مرتين وهو يردد خلفي

ثم طلبت منه أن يقولها بمفردهِ .. فقال بعض الآيات وعندما يشق عليه قول آية أو لا يتذكرها

يبتسم ويقول لي : هل أخبرك بقصتها؟

وبعد عدة محاولات حفظ الطفل السورة ، حفظها ك حفظه لسورة الإخلاص ..

جاء الشيخ وجاءت الأطفال فـ استأذن الطفل مني ليذهب إليه ، فـ قولت له يا فتى هل أخبرك بشيء تضعه نصب عينيك!؟

إبتسم وقال لي أجل ..

مسكت يّد الطفل وقبلتها ثم قُلت :

سيأتي يومًا يُقال لك : يافلان هلُمَ ..

فـ تذهب ، فـ تسمع ضجيج حفظه القرآن ..

ويُطلب منك أن تُرتل ، والله وملائكتهُ سيستمعون إليك..

ألا تشتاق لترتل أمام الله ويقول لك رتل سورة كذا!!!

ثم ربت على كتفه وهمست له بعبارات وددتُ لو قالها أحد لي منذُ الصغر ..

-‏ أنت الآن تُعدُ وتُجهز لتُرتل أمام الله فلا تمل ولا تكل ولا تيأس ولا تشتكي من ضعف حيلتك ..

فكل عالم تاركًا للقرآن جاهل..

ستكبر وتكون حاملًا لكتاب الله وستكون مميزًا في الدنيا عندما تكون إمامًا بالناس .. يرتعد صوتك خشوعًا أثناء تلاوتك

وستجد نفسك في الآخرة مميزًا ومُكرمًا أمام السفرة الكرام البررة

وحق القرآن ليكرمنّ الله أهل القرآن ، فـ القرآن كلامه ، و ما أحب الله أحدًا كحبه لأهل القرآن..

وواللهِ لن يُعذّب الله بالنار لسانًا تلا القرآن ، ولا قلبًا وعاه، ولا أذنًا سَمِعته، ولا عينًا نظرت إلى آياته ..

هنيئًا لك زهرة شبابك التي نشأت في ظل آيات الله...

وقبّلت رأسه ثم قلت له :

الآن إذهب إلى شيخك ورتل وكأنك تُرتل في ظل عرش الرحمٰن والله يستمع إليك .. أنا أثق أنك تستطيع .

- ذهب الطفلُ إلى شيخه ، وكنت آراه كل يومٍ وأُحَفِظّه في المسجد حتى يأتي شيخه ، وبعد شهرين ودعتهُ

لإنني إنتقلت إلى سكنٍ أخر ، ولم أره منذ هذا اليوم وعلمتُ بعدها أن شيخه أيضًا إنتقل ليُحفظ في مسجدٍ أخر ..

- ‏وبعد سبع سنواتٍ خرجت من عملي وركبت السيارة فوقف السائق أمام مسجد لنُصلي المغرب  ..

دخلت المسجد وذهبت لأصلي حتىٰ رأيت شابًا وجههُ ك قطعة من القمر يُردد :

( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ, فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ)

كانت ملامح الشاب ملامحٌ أعرفها جيدًا لكنني لا أتذكر أين رأيته.. كان صوته ك صوت الكروان ،صوتُ يتنفس في صدر يعقوب ليعطيه الأمل ، ويبثُ البشرىٰ في قلب أم موسى بعودة طفلها .. صوتٌ يبُشر زكريا بيحيى ..

لو كنا خارج الصلاة لطلبتُ منه أن يكثر في التلاوة لأسمعه فتلاوتهِ كانت بمثابة الدواء إلى قلبي .. ف اكتفيت أن أذكر إسمه في سجودي وقلت اللهم زدهُ ..

انتهت الصلاة وجلست لأردد أذكار ما بعد الصلاة حتى رأيت الشاب يجلس أمامي ويُقبّل رأسي ويقول :

سأشهد لك يوم القيامة أمام الله أنك كُنت سبب ما أنا عليه الآن ..

فـ هممتُ لأقول له من أنت يا فتىٰ!؟

فقطع ذلك صوته الذي كان يبتسم من شدة الفرحة وهو يقول :

يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قلة تركيزي وضعف حيلتي..

وابتسم وعيناه تذرف الدمع ، ثم قال هل تذكرتني الآن ! ثم قام وأحتضنني .. وقال:

لقد ختمت القُرآن وأخذتُ الإجازة والآن أصبحت أنا المُحفظ ..

هنيئًا لك يا عمي تاج الكرامة ، عاملتني بحبٍ وإحتضنت قلبي بلطف قلبك ،وجعلت القُرآن أحب الأشياء إلي دون أن تشعر بذلك ، كنت آتي إليك ضعيفًا فترمم ضعف حيلتي ..

فهنيئًا لك الجنان بأجر ما حفظت وأجر من أُحفظ

ياعمي ..

شكرًا لأنك وثقت بي عندما أقر الجميع أنني لا أستطيع "))

وقبّل الشاب رأسي وذهب إلى الأطفال ليُحفّظهم "))

اللهم اجعلنى وذريتى واياكم من اهل القرآن.

***********************************************

حادثة جرت منذ سنوات ..

اثنان تشاجرا في سوق من أسواق دمشق ، أحدهما معه سلاح فأطلق رصاصة فأخطأت خصمه . وهناك من سمع الشجار فمدّ رأسه من دكانه ، فجاءت الرصاصة في عنقه وقريباً من عموده الفقري فشلّ فوراً !!!

فاستوقف الشيخ راتب النابلسي رجلا ًيعرف المصاب من السوق ،

فقال له : ياأستاذ أنت تحدثنا عن عدالة الله عز وجل فما صنع هذا الرجل ؟؟؟ إنه رجل تاجر فتح دكانه ليسترزق ويسعى على عياله ، وهو يبيع الأقمشة ولاذنب له سمع شجاراً فمد رأسه فأصابته رصاصة طائشة في عنقه فشلّ الرجل !!! فأين عدالة الله ؟؟؟

فقال الشيخ النابلسي : والله انا أعرف أن الله عادل ، ولكنك أطلعتني على فصل من فصول حياة هذا الإنسان ، ولعل له فصولا ً لا نعرفها أنا ولا أنت . وأنا أسلم بعدالة الله الحق .

سبحان الله ... بعد عشرين يوماً التقى الشيخ النابلسي بصديق له في حي الميدان ، فقال له : ياشيخ جرت عندنا حادثة غريبة ؛ لنا جار كان وصياً على أموال أولاد أخيه الأيتام ، وبقي لهم معه عشرون ألفاً ( ثمن بيت في ذاك الزمن ) فرفض أن يعطيهم المبلغ . فشكوه إلى أحد علماء الميدان الشيخ حسين خطّاب .

فاستدعاه واستدعى أولاد أخيه فأصر على عدم الدفع !!!

فقال الشيخ : يابٓنيّ هذا عمكم .. فإياكم أن تشكوه للقضاء ، هذه الشكوى لاتليق بكم ولكن اشكوه إلى الله رب الأرض والسماء .

هذه الواقعة تمت الساعة الثامنة مساءً . وفي اليوم التالي في الثامنة صباحاً ... مدّ الرجل رأسه من الدكان فأصابته رصاصة فشلّ الرجل !!!

يقول الشيخ راتب النابلسي حفظه الله :

لايوجد في الدنيا شيء اسمه رصاصة طائشة أو أمر طائش ، وإنما كله بحكمة من الله وعدل .

فهمه من فهم ... وجهله من جهل ... ولنا فيما يحصل في أحياءنا وحياتنا من قذائف وانفجارات وحوادث حكمة بالغة من رب حكيم عادل لايظلم عنده أحد مثقال ذرة إن خيراً فخير وإن شراً فشر ...

قال تعالى : ( ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ... ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )

إذا غفلنا عن عدالة الأرض فلا نغفل عن عدالة رب السماء والأرض

***********************************************

قصة القاضي ابن هبيرة من أعظم قصص تاريخنا الإسلامي*

"ومن يتقٍّ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه"

رجل من البادية نزل بغداد للعلم والتجارة، وٱستأجر غرفة ليسكن فيها...

بعد صلاة الفجر يخرج للعمل، وبعد صلاة الظهر يذهب إلى دروس العلم والمعرفة.

كان هذا الشاب يقسم أجر عمله إلى ثلاثة أقسام:

ثلث لأبيه ، وثلث لصاحب الغرفة ، وثلث لنفقته ....

مرت عليه ثلاثة أشهر لا يستطيع أن يدفع إيجار سكنه ، فقال له صاحب الغرفة:

أمامك ثلاثة أيام لدفع الإيجار وإلّا سجنتك لأني ما بنيت هذا البيت وقفاً للفقراء ...

خرج يبحث عن عمل في اليوم الأول فلم يجد ، ذهب إلى ديوان الخراج يسألهم عن عمل فلم يجد، إلى أن جاء اليوم الثالث يوم سجنه ، فخرج من بيته حاملاً الدنيا فوق رأسه، يقول:

أخذت في المشي إلى أن وجدت نفسي في أطراف بغداد، فوجدت بيتاً متهالكاً فقلت: أستريح، ووضعت يدي على الباب فإذا الباب مفتوح، وإذ بشيخ مسن مضطجع على سرير ، فنادى عليَّ وقال لي: ٱسمع يا بُنَيَّ: ووالله ما ساقك إليَّ إلّا الله ، وأنا الساعة أموت ، وأشتهي عنباً،،،،

فقلت له: أبشر، ووالله لتأكلنَّ اليوم عنبا ...

فٱنطلقت إلى السوق وذهبت إلى بائع يبيع العنب وسألته:

بكم هذا العنب؟

فقال: بدرهم،

فقلت له:

خذ ثوبي هذا رهناً عندك إلى أن آتيك بالمال ،،،،،

وأخذت العنب وأنا أجري به حتى ألحق الرجل قبل موته، وقدَّمتُ إليه العنب، مع أنِّي في حاجةٍ إليه أكثر منه ،

وبعد أن أكل العنب قال لي:

إسمع يا بُنَيَّ:

هذا الركن في هذه الغرفة إحفر تحته وستجد شيئاً،

أخذت في الحفر إلى أن وجدت جرة مليئة بالمال والذهب ، وقدَّمتها له ، فسكبها في ملابسي ثم قال لي :

هي لك ،،،،،

لكن لهذا المال قصة يا بُنَي ، كنت أنا وأخي تاجرين كبيرين نذهب للهند والسند ، ونتاجر في الحرير والصوف، وكنا نخاف من اللصوص وقُطَّاع الطرق، وفي يوم من الأيام نزلنا منزلاً فقلت لأخي :

هذا المنزل يرتاده قطاع الطرق، وأنا أخشى على مالي ومالك، أعطني مالك كي أخفيه مع مالي في مكان آمن، ثم أرجع إليك، فإن أصبحنا وسلمنا أخذنا مالنا ومشينا....

يقول: وما كِدت أدخل في النوم مع أخي إلّا وجاء اللصوص وقتلوٱ من قتلوٱ، ونهبوٱ ما نهبوٱ، وما أفقت إلّا من حر الشمس في اليوم التالي ، وأخذت أبحث عن أخي فلم أجده لا بين الأحياء ولا بين الأموات، فدخلت بغداد وبنيتُ هذا البيت، وأخفيت هذا المال الذي هو مال أخي منذ عشرين عاما،

فإن متُّ فهو حلال لك، ثم نطق الرجل بالشهادتين ومات.

يقول: فأخفيت المال وخرجت على من يعينني على دفن هذا الشيخ، وبعد دفنه عدتُ لآخذ جرة المال، فبعد أن كنت فقيراً مُعدَماً أصبحت من أثرياء بغداد.

يقول: أخذت المال وذهبت إلى بائع الخضار وأعطيته ثمن العنب وأعطاني ثيابي ، ثم أردت أن أركب مركباً لأنتقل إلى الناحية الثانية من نهر دجلة ، فوجدت مراكب كثيرة، لكنني وجدت مركباً صاحبه يبدو عليه الفقر والعوز ، فركبت معه وقد أحزنني حاله، وقد هممت أن أعطيه من هذا المال الذي معي ، فبكى، ثم قال: والله ما كنت فقيراً في يومٍ من الأيام، فقد كنت تاجراً أذهب إلى الهند والسند ، وأتاجر في الحرير والصوف، وكان لي أخ لا بارك الله فيه قد إتفق مع اللصوص كي يقتلونني ويأخذوا مالي ، لكن الله نجَّاني ، إلى أن آل بي المآل إلى بغداد ...

يقول فٱسودَّت الدنيا في عيني مرة ثانية، لقد أصبحت الجرَّة من نصيب صاحبها، ولا بُدَّ للمالِ أن يعود إلى صاحبه ، تدخَّل الشيطان وقال لي: أعطه بعضه أو نصفه، إلى أن توقفت وقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقلت له: هذا المال مالك، فلم يُصدِّق الرجل، وحكيت له ما حدث بيني وبين أخيه، وأنني قد دفنته من ساعة فقط، فأخذ الرجل يبكي ويستغفر ربه لسوء ظنه بأخيه، ثم أراد أن يعطيني شيئاً من هذا المال فأبيت، لكنني طلبت منه أن يعذرني فى درهم العنب ..

يقول: فرجعتُ إلى بغداد مرة ثانية، فقيراً مُعدَماً كما خرجت منها من قبل.

وبينما أنا أسير إذ بالعسكر الذين يعملون في ديوان الخراج ينادون عليَّ ويقولون لي: نبحث عنك، فقلت:  سيسجنوننى لعدم دفعي إيجار الغرفة،ثم قالوا لي: لقد مات بالأمس أحد الكُتَّاب بالديوان ونبحث عنك كي تعمل بدلاً منه، فأدخلوني عندهم وأعطوني مُرتَّب شهر، فذهبت إلى صاحب الدار وأعطيته حقه في الإيجار إلى أن أصبحتُ وزيرا ...

إنه العالم الفقيه الوزير (ابن هُبَيْرة). المولود سنة 449 هجرية ، المتوفى 560هجرية.

قال عنه ابن الجوزي رحمه الله : خرج في جنازته ما لم يُرَ في جنازة غيره في عصره ...

" ومن يتقٍّ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه " ...

سبحان مغيرالأحوال... اللهم بدّل أحوالنا  إلى  أحسن حال.

وسوم: العدد 947