قصص قصيرة جداً 951

جاشت في صدره أفراح انتصار طالبان على الأمريكان، وأخذتْهُ العزَّةُ بالسَّعد ؛فسمَّى بنته المولودة، قندهار!!

(فيتامينات)

سكنتُ في بلد عربي قبل أربعين سنة، وكنت أحتاج في بعض الأحايين لانجاز معاملة في دائرة حكومية، وربما تعقدت الأمور، أو وجدت نفسي أمام الحائط ، وأنا حيران لا ألوي على أحد، وبينا أنا كذلكم اذ بهامس في أذني :"ان المعاملة تحتاج لفيتامين واو"، ففغرت فاهي:"وما عساه يكون؟"فرد مستنكرا:"كأنك غريب، انها الواسطة"..... وبعد عقود مررت بهذه العاصمة المستعربة ، ولزمني قضاء معاملة في دائرة رسمية ، ومعي أكثر من وسيط، وتعقدت المعاملة ، ووجدت نفسي أمام سور الصين العظيم، وبينا أنا مشدوه لعدم صلاحية الوساطة ، اذ بوحي يلقي في روعي: "زمن فيتامين واو قد عفا عليه الزمن ، إنما يلزمك في عصر العولمة وما بعد الحداثة فيتامين راء"، فسقطتُ مغشيا عليَّ ، وبعد أن صحوتُ بفعل سطل الماء الذي أغرقوني به. سمعتهم يتلاغوْن:"ان العقود الأربعة التي عاشها هذا المتغرب في بلادنا العامرة لم تفقهه كُنْه التحور الذي يصيب الأحرف ، وأن الواو التي تحوّرت مستحاثياً لراء تعني: (رِشوة).....

محمَّدٌ

حكمت المحكمة الأسرية غيابياً على الكنَّة فدوى:

  1. بطردها من بيت زوجها
  2. حرمانها من بنتها وولدها الصغيرين
  3. مصادرة ممتلكاتها من مصاغ ونقود؛ لأنها تجاوزت أعراف أسرة زوجها، فقد شوهدت متلبِّسة بالجريمة النكراء؛ ألا وهي دوامها في الجامعة لتحصيل الدراسات العليا.

      خمس سنوات عجاف عاشتها فدوى بعيدة عن زوجها وولديها، وهي تثابر لتكون من أوائل دفعتها؛ وقد حصلت على ما تريد؛ شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز، ولكنْ في بيت أهلها، ولم يكن زوجها وولداها حاضرين يوم تخرجها المنتظر!

      .......أخيرا صدر عفو خاص عن الكنَّة من عمها أبي دحَّام، وعادت إلى عشِّ الزوجية، ورُزقت بشهادة أخرى بُعيد سنة: مولودها مُحَمَّدٍ.

عبد الكريم

-ألو: لماذا أرجعتَ معظم ما في الطرد الغذائي، فهو حق لك بالكامل؟

-عبد الكريم: إننا أسرة صغيرة جدا؛ أنا وزوجي، وحسبنا ما أخذنا.

-أول مرة في حياتي في العمل الإغاثي يُرجع لنا شخص ما شيئاً!!

-الحمد لله على نِعَم الكريم.

-ولماذا أرجعت الفراش، فهو يأتي مع السرير دائما، ومن حقك أن تأخذه؛ سيما وأنتَ جريح، وتُعالج من أثر الشظايا التي سكنت جسمك في الحرب السورية الآثمة عليكم؟!

-يا سيدي عندي فرشة اصطحبتها من مخيم الزعتري عندما غادرته، وأتيتُ إلى عمان المضيافة، أفيلزم الشخص فرشتان، أعطوها لمن لا فراشَ له.

- أنا لم أر في حياتي قطُّ مثلك!!

-بل ثمة كثيرون، أولم تسمع بقصة الجرحى الذين آثروا بعضهم بعضا بشربة ماء.... ثم إنهم لفظوا أنفاسهم جميعاً؟؟!!

- كنتُ أظن أن عجلة الإيثار توقفت عندهم........إنه الكريم الذي يولِّد كل زمان عظماء يخلِّدهم التاريخ.

sfhdjffhk9511.jpg

sfhdjffhk9512.jpg

  • ألو
  • من معي؟
  • أنا رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات
  • أهلا بك أبا عمّار
  • سمعت أنك متحفظ على اتفاقية ديتون؟!
  • إي، والله؛ فهي مجحفة جداً.
  • اقبل بها يا سيادة الرئيس، ولتكن لكم أية دويلة... فلا يُشرَّدُ شعبكم؛ كما شتاتنا

** عن مذكرات الرئيس علي عزة بيجوفيتكش/ رضي الله عنه

وسوم: العدد 951