البُرْتُقَالَةْ

محسن عبد المعطي عبد ربه

محسن عبد المعطي عبد ربه

[email protected]

قَذَفَ مُحَمَّدٌ بِبُرْتُقَالَةٍ كَبِيرَةٍ إِلَى أَبِيهِ وَنَادَى حَنَانَ:أَيْنَ السِّكِّينَةُ؟ أَجَابَتْ حَنَانُ: السِّكِّينَةُ فِي الْحَوْضِ ذَهَبَ مُحَمَّدٌ إِلَى حَوْضِ الغَسِيلِ وَأَحْضَرَ السِّكِّينَةَ وَأَخَذَ يُقَشِّرُ الْبُرْتُقَالَةَ وَالسِّكِّينَةُ تُؤْلِمُ يَدَهُ وَهُوَ يَقُولُ لِحَنَانَ:هَذِهِ السِّكِّينَةُ(توْجَعُ يَدِي) قَالَتْ حَنَانُ:هَاتِ البرْتقالةَ أَقَشِّرُهَا لَكَ أَعْطَى مُحَمَّّدٌ البرْتقالةَ لِحَنَانَ فَقَشَّرَتهَا لَهُ وَأَكَلَهَا وَقَالَ لَهُ أَبُوهُ:هَلْ تَعْلَمُ يَا مُحَمَّّدُ مَا لِلْبُرْتُقَالِ مِنْ فَوَائِدَ؟!قَالَ مُحَمَّّدٌ:لاَ قَالَ أَبُوهُ: البُرْتُقَالُ نِعْمَة ٌكَبِيرَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فَفِيهَا صِحَّة ٌوَعَافِيَة ٌلِلْإِنْسَانِ حَيْثُ أَنَّهُ يَقِي الإِنسَانَ مِنَ البَرْدِ وَجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْأُنْفُلْوَنْزَا كَانْفُلْوَنْزَا الطُّيُورِ وَانْفُلْوَنْزَا الخَنازِيرِ وَفِي الْبُرْتُقَالِ نِسْبَة ٌ مِنَ السُّكرِيَّاتِ تَمُدُّ الجِسْمَ بِالطَّاقَةِ قَالَ مُحَمَّّدٌ:وَهَلْ لِقِشْرِ البُرْتُقَالِ فَائِدَة ٌ؟!قَالَ الأَبُ:أَجَلْ يَا مُحَمَّّدُ فَالقِشْرَة ُ لِلْبُرْتُقَالَةِ كَالْجِلدِ لِجِسْمِ الْإِنْسَانِ يَحْمِيهِ مِنَ التَّلَوُّثِ,وَرُبمَا يَسْتمِيلُ  قِشْرُ الْبُرْتُقَالِ بَعْضَ الناسِ لِأَكْلِهِ,تَعَجَّّبَ مُحَمَّّدٌ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الأَبُ:عِنْدَمَا يَأْكُلُ بَعْضُ الناسِ قِشْرَ الْبُرْتُقَالِ بِمَا فِيهِ مِنْ طَعْمٍ غَيْرِ مُسْتَسَاغٍ فَرُبمَا يُحْدِثُ تَوَازُناً لِلسُّكَّرِ فِي الْجِسْمِ مَثَلاً,كَالدَّوَاءِ,فَالعُلَمَاءُ وَالمُخْترِعُونَ يَسْتخْلِصُونَ الأَدْوِيَة َمِنْ مِثلِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الَّتِي لاَ يَسْتَسِيغُهَا الْإِنْسَانُ, قَالَ مُحَمَّّدٌ:سُبْحَانَ اللهِ,قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ, قَالَ الأَبُ:هَلْ لاَحَظْتَ يَا مُحَمَّّدُ أَنَّ مُعْظَمَ النَّاسِ يَحْمِلونَ الْبُرْتُقَالَ كَهَدَايَا لِلْمَرْضَى؟! قَالَ مُحَمَّّدٌ:نعَمْ يَا أَبِي فَلِمَاذَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟! قالَ الأَبُ:كثِيرٌ مِنَ المَرْضَى يَا بُنَيَّ تكُونُ أَنْفُسُهُمْ مَسْدُودَة ٌ عَنِ الطَّعَامِ لأَسْبَابٍ كَثِيرَةٍ وَرُبمَا تُتْعِبُهُمْ بَعْضُ الأَطْعِمةِ الْمُعَقَّدَةِ وَالْمُسَبَّكَةِ فَيَلْجَئُونَ إِلَى الْبُرْتُقَالِ كَغِذَاءٍ يُسَاعِدُهُمْ عَلَى العَيْشِ حَتَّى الشِّفاءِ و الْبُرْتُقَالُ سَهْلُ الهَضمِ وَمُقوٍّ للدَّوْرَةِ الدَّمَوِيَّةِ وَيُعْطِي الْمَرِيضَ رَاحَة ًنفسِيَّةً كمَا أَنَّ الْمَرْضَى الَّذِينَ لاَ يَسْتطِيعُونَ الْمَضغَ يَشْرَبونَ عَصِيرَ الْبُرْتُقَالِ فيُنعِشُهُمْ وَيُقوِّي عَزَائِمَهُمْ (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فأَرُوني مَاذَا خَلقَ الذِينَ مِنْ دُونهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ؟!) {سُورَةُ لُقْمَانَ الآيَةُ11} قَالَ مُحَمَّدٌ: سُبحَانَ اللَّهِ إِنَّ الْبُرْتُقَالَ نِعْمةٌ لَوْ ظَلَلْنَا نَشْكُرُُ اللَّهَ عَليْهَا لَيْلاً وَنَهَاراً مَا وَفَّيْنَاهُ حَقَّهُ, قَالَ الأَبُ:أَجَلْ يَا مُحَمَّّدُ,أَنْتَ مُحِقٌ فِي كَلاَمِكْ فَسُبْحَانَ الْقَائِلِ):وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة َ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) سُورَةُ إِبرَاهِيمَ الْآيَةُ ُ34