صدى الصياح

نبيلة عزوزي

يُعرَض مقيدا منبطحا على الأرض..

يصيح بأعلى صوته.. يحتج.. يحرك جناحيه..

يصيح ثانية.. يتردد الصدى.. تصيح كل الديكة المقيدة..

نظرت إليه بإعجاب.. خاطبني:

ـ رغم أني مقيد .. ها صوتي يصل إلى أبعد مدى!

تحتج الديكة المقيدة:

ـ ونحن أيضا نصيح...!

همستُ:

ـ لكنه أجرِؤكم.. لو لم يصح لما صحتم!

صاحوا جميعهم... همسوا لي:

ـ رغم أننا نعلم أن الذبح في انتظارنا ، سنملأ الكون صياحا !

قلت متأسفة:

ـ أإذا ذُبحتم جميعا سنُحْرَم من صياحكم؟!

أجابني الديك الأول ساخرا:

ـ كتاكيتنا تخلفنا.. لن ينقطع الصياح!

حدّق فيّ الشيخ البائع.. حوقل.. وقال لي:

ـ شفاك الله يا بنتي.. الله يستر.. في عاشوراء يظهر الحمق أكثر.. ظننتك زبونة سخية فإذا بك حمقاء تحدثين الديكة...!

تحتج الديكة.. تصيح.. تنتفض.. أرفع لها شارة النصر..