إني أحبك أيها الفاروق

إني أحبك أيها الفاروق

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

روى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:

استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنده نسوة من قريش يكلمنه، عالية أصواتُهن على صوته، فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن بالحجاب – وقفن خلف الحجاب – فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم  يضحك.

فقال عمر: أضحك الله سنّك يا رسول الله – يدعو له -.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك بادرن بالحجاب)).

فقال عمر: أنت أحق أن يهبْنَ يا رسول الله.

ثم قال: يا عدوات أنفسهن؛ أتهبنني ولا تهبْنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فقلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إيهاً يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك)).

روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول:

لما قُتل عمر بن الخطاب، وضع على سريره فالتفّ حوله الناس يدعون ويصلون عليه قبل أن يرفع فيدفن، وأنا فيهم، فلم يرُعني إلا رجل أخذ منكبي، فنظرت فإذا عليٌّ فترحم على عمر فقال:

ما خلفت أحداً أحبّ إليّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايمُ الله أني لأظنُّ أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كثيراً كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم  يقول:

((ذهبت أنا وأبو بكر وعمر))

((ودخلت أنا وأبو بكر وعمر))

((وخرجت أنا وأبو بكر وعمر)).

روى أبو هريرة رضي الله عنه قال:

بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم  إذ قال:

((بينما أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر، فذكرت غيرَتَه، فوليّتُ مدبراً))، فبكى عمر وقال: أعليك أغارُ يا رسول الله؟!

وروى حمزة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال:

((بينما أنا نائم شربت اللبن حتى أنظر إلى الريّ في أظفاري، ثم ناولت عمر)).

قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟

قال: ((العلم)).

أقول وقلبي يخفق سعادة بما اقرأ عن أمير المؤمنين عمر ، وبما شرُفتُ بكتابته عنه ( إني أحبك أيها الفاروق ، وأرجو ربي أن يحشرني معك تحتَ ظل عرش الرحمن في زمرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.)

البخاري مجلد 2 جزء 4 ص197-199