من برود الجنة

توالت أيام العزاء ، وعبدالقادر وأولاده يشكرون المعزين مواساتهم ، ويدعون لهم ، فقد رحل الجدُّ المجاهد إلى جِوار ربِّه ، فأعظمَ اللهُ الأجرَ ، وغفر للميت ، والسعيد مَن نال الفوز برضوان الله :

وما الدهرإلا هكذا فاصطبرْ له       رزيَّــةُ مالٍ أو فــــراقُ حبيبِ

وخلا البيتُ لأهله  إذ تفرق الناس  ، فهذه زوجتُه الصابرة المحتسبة ، وهذا ن ولداه عمار و حارثة ، وتلك ابنته عاتكة  ، وراح يحدثهم ، ويذكرهم قائلا : الحمد لله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرنا في مصيبتنا ، واخلف لنا خيرا . اللهم اغفر لأبي  ، ولا تحرمنا ثواب الصبر  والرضا بما قدَّرتَ  ، وتنهمر عينا عمار بالدموع ، وقد تذكَّرَ الليالي الحلوة التي كان يحدثهم فيها الجدُّ عن أيام زمان ، وعن جهاده عام /48/ م ، فقد كان قويا ذا شكيمة وبأس ، وتسرح عينا  حارثة وكأنها تعانق أطيافا تمرُّ ، وتغشاهما العبرات ، وتهدِّئُ أُمُّه من روعه ، فينطلق لسانُه يصف الجرحَ الذي أُصيب به جدُّه قرب القرية بعد هجوم المجاهدين على قافلة صهيونية ، وأما عاتكة طالبة الثانوية ، فكانت تعيد قراءة الرعب الصهيوني في قبية و دير ياسين وغيرهما من قرى فلسطين ،وتأخذ بمجامع فؤادها الطاهر لتنتقل إلى قراءة صفحات السفاحين الأشرار عام /67/م ، ثم عام /2003/م حيث شهدت بكامل وعيها مشاهد القتل والسحل والرفس ، والمقابر الجماعية ... وما يزال المشهد يتجدد رعبه ، وتزداد فظاعتُه ، وتُستأنف رسوماته الحضارية تحت وطأة التصفيات الجسدية المتطورة بالأساليب الأمريكية ، حسب تطورِ آلات الفتك والتدمير في ظل العولمة المشؤومة على أمتنا ، والتي اصطنعتها الصهيونية العالمية ... فأيقظتها من وجومها الصارخ ، كلماتُ أمِّها الصابرة التي فقدت أحد إخوتها في المسجد الإبراهيمي على يد الغادرين المجرمين . .. مالك ياعاتكة ؟! تصبَّري يابنيَّتي ، هذا قدرنا ولله الحمد على كل حال ، انتبهت عاتكة وكأنها عادت من رحلة مشحونة بالآلام ، وباليقين والإيمان بالله ، واشرأبت عيناها خلف تلك الإرهاصات والآمال ، ولعلها تلمح بيارق الفتح والنجدة . نعم يا أمي إنه يقيني بربي رغم كل قلقي وحيرتي ، وإنها شكوكي بقدرة هؤلاء المترهلين على موائدهم الدسمة على حمل الأمانة أمانة النجدة والثأر . هذا تاريخهم وهذا حاضرهم الذي آلَ بنا إلى ماترين من هوان واستكانة ، أين تاريخ الرجال !! آهِ يا أمي إن هذه الحقبة نشاز في تاريخ أمتنا ، صنعه تجار العداوة لديننا وقيمنا ، ولم نعد نتحمل ثقله وما فيه من وحشية اليهود التي فاقت وحشية المغول والتتار التي قرأناعنها في التاريخ . أجل يابُنَيَّتي قلقٌ واضطراب ، وجوع وحصار ، وعواصف من أنواع الأذى تجتاح نفوسنا وديارنا صباح مساء . وطعنات من الحقد الموجع تنهال على أكبادنا المدماة . ولذلك بتنا نستهجن همم الأهل والأرحام والجيران من أبناء العروبة والإسلام . تلك الهمم التي كنا نعتدُ بها ولكن ... ويقطعها الزوج : ويحك يا أم عمار والله تكاد تجف انشراحات صدورنا ، وتتلاشى أصداء النداءات الرخيمة في وديان المرارات التي تخيم فوقها غيوم القهر والإذلال وغلبة الظلم . ويعتدل أبو عمار في جلسته ، ويمسح أطراف لحيته التي مازالت ندية من دموع الفراق إذ ذرفها على والده المرحوم ـ بإذن الله ـ  ويرنو إلى مسافات بعيدة ... بعيدة ... ليرى وجه الأمة مشرقا في وجوه الأجيال التي تربت على منهاج النبوة ، وتنطلق العبارات الرخيَّة على لسانه ساحرةً حروفُها ، مضيئة رؤاها ... متى وكيف يعود لأمتنا زهوُ نضارتها ، وتلبس حلل مجدها المطرزة بالحق والقوة والهداية والخير !! أليست المصائب إذا توالت ، والنوائب إذا تكررت ... صرخات إنذار . ويلهم أيريدون أشدَّ مرارة من هذا الواقع الذي نعيشه ؟!

ويُطرقُ بابُ الدار ، ويقوم عمار ليفتح الباب ، وليستقبل خاله أبا عبادة وأولاده خالدا وهاشما ومعهم خطيبته سمية ، وينعقد الشمل ، ويعانق أبو عمار أبا عبادة ويجهشان بالبكاء ، ويردد أبو عبادة : إنا لله وإنا إليه راجعون ، جاءني النبأُ  ، ولكن كما تعلم الحواجز والتفتيش والمنع حالت دون وصولي في اليوم الأول من وفاة الحاج صالح يرحمه الله . هدَّأ أبو عمار من روعه ... هكذا الدنيا ، وجلس الجميع في بهو الدار ، بينما كانت أحاديثُ النساء في الغرفة المجاورة تخالطها العبرات .

وصلى الناس فريضة العصر ومعهم آلُ الفقيد ، وعاد معهم إلى البيت بعضُ الأصدقاء الذين لم يحضروا أيام العزاء ، وليسلموا أيضا على الضيف أبي عبادة  ، ودارت نفسُ الحكايات والأخبار التي تتناقلها وسائلُ الإعلام ، إلا أن بعض الحكايات لايجرؤ الإعلام الرخيصُ على البوح بها ، غير أن الضيف القادم من القدس (( الشرقية ))  فجَّرتْ حسراته حكاية عاشها مع الحاخام اليهودي القادم من

ألمانيا ، حين استعاد ذكريات الساعة الأليمة التي استشهد فيهاأخوه في المسجد الإبراهيمي على يد الحقد الأعمى والإجرام الصهيوني . فجاء ذكرُ الحاخام عرضا ، هكذا بدون قصد ، لقد عاد إلى بلده ، ولكنه أبى إلا أن يسلم على أبي عبادة ، وينقل إليه وصايا جديرة بالاهتمام . قال أبو عمار : مازلتُ أذكرُ قصتَه العجيبة  ، وزيارته وصلاته في المسجد العمري في القدس ، انتبه الحاضرون ... حاخام يهودي يزور مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويصلي فيه !! اندفع عمار إلى جِوارِ خالِه ، وسأله أن يقص عليه عليهم القصة التي ماسمعوها  . فاستدرك أبوه قائلا : ماهو إلا رجل ظهرت له الحقيقة في دين محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فأسلم ، ازداد إلحاحُ عمار على خاله ،  واجتمعت آذانُ الحاضرين في بهو المنزل على سرد ممتع ، ومضمون آثار الدهشة لديهم . منذ بضع سنين وفي أحد أيام شهر آب ( أغسطس ) وفي وقت القيلولة مـرَّ عليَّ وأنا في حانوتي الذي تعرفونه قرب الحرم القدسي ذلك الحاخام اليهودي ، وألقى التحية عليَّ ، وطلب مني أن أدله على المسجد العمري ، فخفق قلبي، وهممتُ بأمر ، ولا أعرف في آخر حواري معه كيف أشرتُ له على الطريق المؤدي إلى المسجد العمري . فانطلق ، وشعرت بدافع قوي في داخلي أن ألحق به ، وأنفذ ماهممتُ به ، فتركت ابني عبادة في الحانوت جالسا في الدكان ، وهرعتُ خلف الحاخام ، وهو يغذُّ السير في شارع يكاد يكون خاليا من المارة ، لشدة حرارة الجو ، ولأمور أخرى لاتخفى عليكم بعد احتلال الضفة من قبل الصهاينة ، هزَّ الحاضرون رؤوسَهم ... أي نعم ... وهنا قاطعه أبو عما ر قائلا : وما راعه إلا والحاخام الظريف يخلع قلنسوته من على رأسه ، ويلفها بثوبه الأسود ، ويضع طاقية بيضاء بدلا منها على رأسه ، وسار نحو مكان الوضوء ...نعم ... نعم ... قال أبو عبادة : وكم وددتُ لو أجيد وضوءَه ذاك ، ودخل المسجد وصلى فيه ركعتين تمنيتٌ مرةً أخرى لو أني أجيد خشوعهما ، وما فيهم من سكينة ، ورأيتُ ـ والله ـ دموع عينيه تنهملان على خديه . قال أبو عمار : وكيف سبقته إلى حانوتك ؟ أجل سلَّم ذات اليمين ، وخشيتُ أن يراني ، فأسرعتُ إلى حانوتي ، وجلستُ ، ولم أُجبْ ابني عبادة الذي سألني عما فعلتُ وعما رأيتُ . وإذا بالحاخام يعود من نفس الطريق ، ويلقي التحية علينا ، فقلتُ له : هل زرتَ المسجد العمري ؟ قال : نعم . إنه ذو مهابة وجلال ، ولا أعرف كيف انطلق لساني ناطقا : وماذا فعلتَ فيه ؟ تسمَّر الرجل في مكانه ، ونظر إليَّ مليًّا ، وكأنه يستطلع أخبارا يتوجس من إذاعتها ، أو كأنه عرف بفراسته شيئا ما . تقدم إليَّ وقال : لاشيء ، تأملتُ في جدران المسجد العتيقة ، ومحرابه المهيب ، قاطعه أبو عبادة : وأيضا ماذا فعلتَ ؟ أجاب مباشرة : لاشيء ، عاجله أبو عبادة : ولكني رأيتُك تفعل كذا ... وعدَّد عليه أفعالَه وحركاتِه ، أمسك الحاخام بيد أبي عبادة وشدَّ عليها حتى أثَّرَ فيها ... قائلا : أسألك بربِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ألا تحدِّثَ أحدا بما رأيتَ وعرفتَ . قال أبو عبادة : فقلتُ له : لك ذلك ، ولكن أخبرني ما قصتُك ؟وجلس يذكر قصة إسلامه منذ أكثر من عشرين سنة ، وأنه يحفظ القرآن الكريم ، وصحيحي البخاري ومسلم ـ رحمهما الله ـ والكثير من الأحايث في غيرهما ، وأنه كان من علماء اليهود الذين درسوا العقائد وعرفوا أباطيل اليهود والنصارى ، وتحريفهم لِما أنزل الله على أنبيائهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . ويستعجل عمار الإجابة عن الوصايا ، فالتصق بخاله قائلا : قلتَ ياخالي إنه سافر إلى بلده ، ومـرَّ عليك مسلِّمًا ومودعا وموصيا. أجل يابنيَّ . كانت وصاياه تتمة لأحاديثَ تجاذبنا أطرافَها في لقائنا الأول . وهو متفائلٌ بنصر المسلمين آخر المطاف ولا أخفي عنكم حديثه الشجيَّ حين قال : النصرُ لاريب فيه للمسلمين مهما كانت قوة الآخرين ، ولكن النصر ليس على أيدي هؤلاء الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ، والذين استعذبوا ما حرَّمَ ربُّهم فأباحوه ودافعوا عن أهله وأعمالهم المشينة ، وحاربوا سنة نبيِّهم صلى الله عليه وسلم ، وأحدثوا أبشع صور المنكرات التي يندى لها الجبين . فتراجعوا أمام جبروت الدول الكافرة وأمام طغيان اليهود واستكبارهم وغلوهم . كانت عيون الحاضرين شاخصة ، و وجوههم واجمة ، وآذانهم تسأل أبا عبادة المزيد والمزيد ، وقال الرجل : أعلم علم اليقين أن هؤلاء اليهود جبناء وأنهم يخافون أشدَّ الخوف من صيحة ( اللهُ أكبر ) ، ومن انعقاد لواءٍ تحت شعار : ( مَن يبايع على الموت ) وتحت نداء : ( مَن يشتري الجنة بدمه ) . ولمعت في وجهه ومضةٌ نورانية وهويقول : ألم تعلم أن ملحمة النصر المحتومة والمرتقبة والنهائية سوف تبدأ ( بشرطة الموت ) وهم المجموعة الفدائية الاستشهادية التي لاترجع إلا غالبة بمشيئة الله ، وهم أول وقود الوقعة في المرج الشامي المعروف ، فالشهداء يومئذ هم أكرم الشهداء عند الله  ، ومجموعتهم الرابعة يكتب اللهُ لها النصرَ المؤزَّرَ ، وهذا من إخبارِ الذي لاينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم . وماذا بعدُ ياخالي : وأنصت عمار ... إلى كلمات خاله مثل الآخرين ... ياعمار بشَّرني الرجلُ بالنصر ، وقال : اثبتوا ، فواللهِ إن اليهودَ ليس لهم القدرة على الصبر والثبات . كان الحاضرون مستغرقين في سماعهم لوصية حفيد ابن سلام رضي الله عنه . بينما ارتفع صوتُ النساء في الغرفة المجاورة بالبكاء والنشيج . قام عمار وأغلق بابَ الغرفة بإحكام ، وفاته أن من بين النساء فتيات شابات مؤمنات قرأن عن سمية والخنساء وغيرهما من المجاهدات في عصر النبوة ، وما بعده من حقب وأيام . وقد كانت سمية جالسةً إلى جانب ابنة خالتها عاتكة ، وما انشغلتا بأخبار المدارس والجامعات عن أخبار أهل فلسطين ومعاناتهم ، وعن الشهداء والأسرى والمحاصرين ، وعن امتداد ليل الظلم والاستكبار ، ولا عن هذا الجدار اللعين الذي قطَّع أوصال الأرحام والأهل ، قالت سمية : قلوب الناس متقدة ، وآماقهم منهمرة بالدموع السخينة ، لم يبق في ربوع بلادنا ربيعٌ ولا عصافيرُ تشقشق و تطير ، ولا نوارس تحلق، ماعدنا نعرف إلا المواجع المؤلمة في أحنائنا التي تسكنها الآلام  منذ ولادتنا، اللهم إنا نبرأ إليك من فعل السفهاء والفجار ، ومن مكائد الظالمين المجرمين ، ومن اللاهين والخائنين... دمعت عينا عاتكة وهي تردد : والله آن للأمة أن تعود إلى سابق عزها ومجدها ، وأن تتبرَّأَ من هذا العار الذي تتدثر به ، ومن هذا الانفلات الرخيص ، ومن هذه الهجرة المعكوسة ، حيثُ مستنقعات الرذائل والنقائص ... نعم واللهِ يا أختاه ... وأردفت سميةُ وهي تقاسم ابنة خالتها همَّها الكبيرَ :كنا نعيشُ حلاوة أحلامنا الزائفة التي أنشأها ريبُ اللقاءات الذي يتنزَّى بالشؤم واللؤم ، وتسيل مساءاتُه بالألم الممض . لقد تمَّ اغتيال عنفوان أمتنا بدقة وحنكة ، وأسرتْنا قيودُ تثاؤُب محبِّي الكراسي المصنوعة هناك ... كراسي الذين أغرتهم نشوة كاذبة في عصر الفجائع والبطولات العربية الكاذبة ، وأناشيد ( أمجاد ياعرب أمجاد ) وأُغنيات ( كلنا بنحيك ) إلى آخر مسلسلات التهريج ، التي كادت تطفئُ قناديل الفجر التي تبعث الطمأنينة في قلوب المؤمنين .                                                       

مضى يومان ، وفي صبيحة اليوم التالي عادت أسرة أبي عبادة إلى دارها في القدس الشرقية ، واستعد الشباب والشابات في كل أرجاء الضفة الموجعة ، والقطاع الجريح للالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم ، ويتحلق أبو عمار وأسرته في دارهم ، ومثله أبو عبادة ، وكسائر عادة الناس في فلسطين ... حول شاشات الرائي أو الإذاعات ، فالأخبار تتوالى يوميا ساعة بعد ساعة معلنة عن عملية بطولية استشهادية ، أو عن غارة صهيونية لعينة ، وإذ بالخبر العاجل تكبر حروفه أسفل شاشة العرض ، ليعلن عن نبأ عملية استشهادية قامت بها فتاة في جمع من الصهاينة ، وسوف يعلن لاحقا عن تفاصيلها . كانت الساعة تشير إلى الثالثة من بعد الظهر  ، وينظر أبو عبيدة إلى ساعته الأخرى التي في يده ، وكأنه استبطأ عودة ابنته سمية من الجامعة ، وليس من عادتها ذلك أبدا . ويطرق الباب ، وتسرع الأم وهي تقول : جاءت سمية ... جاءت سمية ... وتفتح الباب لتجد مَن يناولُها رسالةً . يالله !! ممَّنْ ؟؟  ويقرأ عبادة الرسالة ، وبعد حمد الله والصلاة والسلام على نبيِّه صلى الله عليه وسلم : أهلي الأعزاء أمي الحبيبة ، والدي الغالي ، إخواني أخواتي ... سامحوني لم أعد أحتمل ما أرى ، فآثرتُ الشهادة في سبيل الله ، ولقاؤنا في الجنة إن شاء الله . ابنتكم سمية . ذُهل الجميع ، سالت دموعهم ، حوقلوا ، أخرج هاشم صورتها وجلست الأسرة تتأمل أنوار وجهها الباسم ، ويغمر الجميع حزن مطحون بفرح روحي  ممزوج بجمال اليقين ، قالت أمها : والدموع تنحدر من عينيها : هذا تفسيرُ رؤياي ، أما أخبرتكم صباح يوم الجمعة بأني رأيت خالها الشهيد في المنام في قصر منيف ، وبيده ثياب ما رأيتُ أحسن منها ، وهو يقول لي : هذه ثياب سمية الجديدة ، اغرورقت عينا أبي عمار بالدموع وهو يقول : تلك برود الجنة لسمية إن شاء الله .

وسوم: العدد 833