إعدام البدلة الحمراء...

                         السيد الرئيس محمد مرسي ....

                          إن كنت حيا ....

                          حتى كتابة هذه الكلمات

                         أدعو الله أن يفك أسرك

                         وإن كنت شهيدا ....

                              فأدعو الله أن يحشرني معك

                                                     يوم القيامة .

clip_image002_8ac3a.jpg

الغرفة ضيقة ... حيطانها تنقبض ... أو هكذا يحس بها منذ أن سكنها ... تكاد تطبق على جسده وتكسر ضلوعه وتسرع بنهاية سريعة قبل نهايته .

الغرفة مظلمة ... دائما مظلمة ... إلا من شعاع ضوء يتسلل حين لآخر خجلا من فتحة صغيرة في أعلى ركن الحائط ... كأنها وجدت مسخا عن غير قصد ... تكاد تلامس السقف .

بمرور الوقت ... أيقن أن للظلام رائحة ... كشاكلته ... حالكة السواد ... أو هكذا تدركها جوارحه .

جو الغرفة حار ... رطب ... طبيعي أن يكون هكذا في عز قيظ الصيف من شهر أغسطس ...

والرائحة عطنة ... عفنة ... كريهة ... مختلطة برائحة الظلام القاتمة السوداء .

هكذا أرادوا له دائما ... أو هكذا يبدوا له .

في نهاية الأمر ... الغرفة التي يقبع فيها ، لا تبدو إلا زنزانة صغيرة ... يودعون فيها من سينفذ فيه حكم الإعدام ... أيام قليلة قبل إعدامه ... تبعا لقوانين القضاء ... قضاؤهم الشامخ كما يسمونه ... أو هكذا يبدو لهم ... أو هكذا توهم الشعب .

يجلس على حصيرة خشنة ... ممدة في أرض هذه الزنزانة ... وإمامه قميص بدلته الحمراء ... علامة إعدامه ... مطوي بنظام ... كأنه جهز بيد خدم وحاشية أكبر قصور أعاظم الملوك .

يرقد أمام عينيه ... نظيفا ... معطرا ... هكذا كان يحرص دائما  أن يكون نظيفا ... مميزا بعطره ... حتى وهو في أشد لحظات سجنه .

بسبب الجو الحار الرطب لم يطق أن يضعه على جسده ... حتى لا يبتل بحبات عرقه ... حتى لا يبدو أمام مشنقته غارقا في عرقه ... فيظنون به الظنون ... أنه خائف ... يرتعد .

تذكر  بومضات خاطفة مشاهد إعدام صدام حسين عندما أعدموه في عز الشتاء البارد ... وأصر أن يرتدي معطفا ثقيلا حتى لا يرتعش أمام شانقيه وجلاديه .

كأنه كان يعرف أن اليوم هو يوم شنقه ... يوم إعدامه ... نعم كان يعرف .

ليس من المفترض أن يعرف أي متهم حكم عليه بالإعدام شنقا تاريخ شنقه ...

ولكنه يتحسس وقت رحيله عندما يعزلونه بعض أيام قليلة قبل الشنق .... ولكن في حالته هذه الخاصة ــ الفريدة المتفردة ... أخبره حراسه وجلادوه بالميعاد المقرر لرحيله وانتهاء أجله ... قبل هذا اليوم بثلاثة أيام مضت .

هكذا تخيلوا أنهم يعرفون ميعاد نهاية أجله ... هكذا تخيلوا هؤلاء المخابيل .

كان نائما منذ قليل وقد استراحت جوارحه واسترخت في عمقها ... تعجب دائما حراسه وجلادوه من صلابته وروحه العالية على الرغم من معرفته بقرب إعدامه .

وهو كان يعرف يقينا أنهم كانوا يتمنون رؤيته ولو للحظات في هيئة الخائف المرتعد ... المتوتر .

ولم يكن ثباته ... وانسجام وهدوء ملكاته مصطنع ... أبدا لم يحدث ... بل كان توافقا طبيعيا مع تجليات إيمانية عرفها عنه الجميع طيلة حياته .

ولأنه بشر كسائر البشر ... لم يصل لمرتبة الأنبياء وإن كان يدعو بهذا ويرجو ... تراءى له الشيطان عدة مرات ... رغم كل حصونه الإيمانية العتيدة ... وبسبب صلابة معتقده وإيمانه ... لم يجرؤ إبليس أن يظهر له جليا واضحا ... أو أن يوسوس له بجرأة وصراحة ... وإنما كان يفعل شيئا واحدا ... يتكرر كأحلام اليقظة ... خاصة بعد استيقاظه من النوم .

كان حبل المشنقة يظهر له أمام رأسه وكأنه نزل خصيصا من السماء ليتدلى ويهتز أمام بصره فيضطرب للحظات معدودة ... ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ... ويبكي ... لا خوفا ولا هلعا ولكن ظنا منه أن المولى غير راض عنه ... ولذلك ترك العنان لهذا الإبليس ... لينفرد به .

ولكنه سرعان ما كان يكفكف دموعه ... ويعود بتؤدة لحديقة إيمانه بخاطر من ربه ... ويقول ( ولما لا يظهر لك إبليس بشخصه أو بعمله ... وإذا كان قد ظهر للأنبياء أنفسهم من قبلك ... وكانت لحظات اختبار قاسية وفاصلة لهم ... )

ألم يظهر لخليل الله إبراهيم وهو ذاهب لذبح إسماعيل كما أُمر .

في نومه  أتاه الرسول صلى الله عليه وسلم مبتسما ... هاشا ... باشاً ... وبشره بالجنة ... وربت على كتفه ... وقال له :  أعرف أنك مظلوم ... مغبون ... وأعرف أن كثيرا من خلصاءك قد ظلموا معك ... ولكن لموتك حكمة من الله عز وجل وفتنة ... أراد بها أن يميز الخبيث من الطيب ... ويظهر الخبيث ... حسبك الجنة ... ويكررها ... ويكررها ... حتى استفاق .

وبعد أن استيقظت حواسه وجوارحه ... أتاه إبليس مرة أخرى بحبله المتدلي والمشنقة ...

وهذه المرة كفاه مجيء رسول الله وبشارته ليزداد من القوة ... وقرر أن يتلاعب بإبليس ... الذي شخص له حبل مشنقته أمام عينيه للمرة الألف .

قرر أن يخاطبه ويلقنه درسا لن ينساه ... قرر أن يتلاعب به وبخبثه الخبيث ...

قال بصوت عال بعد أن استعاذ بالله منه :

( أتعرف يا هذا ... فلتسمع إن كنت تسمعني ... وأنا واثق أنك تسمعني جيدا ... أتعرف ماذا أرى عندما يتدلى حبلك الغليظ المجدول بأبلستك ونارك ... والله إني لأرى نور الجنة يأتيني من هذه الفتحة التي أعدوها لشنق رقبتي ... أراه يغمرني ... يكسوني ... كأنه يلونني بسمتها ويعطرني برائحتها ... حتى أصواتها ... تترى لسمعي من خلال نسيج بريقها ) .

وكأنه يسمع فحيح غضب إبليس وقد استشاط ... يلفح وجهه هواء ساخن ... هب فجأة ... كـأنه إنذار بعاصفة صحراوية رملية ملتهبة ... فيهتز الحبل المتدلي ... بعنف ... وتتسع فتحة الشنق وتنتفض كأنها فم الشيطان نفسه يشهق ويزفر ويلفظ الهواء الساخن في الأجواء ليحرق كل من يقترب منه .

ويزيد الرجل غضب إبليس اشتعالا ويستعيذ بالله منه مرة أخرى ( أعوذ بالله منك أيها الشيطان الرجيم ) .

وتهدأ الريح الساخنة قليلا ... معلنة عن فرار مؤقت لإبليس ... ليعود من باب آخر ... ولكن الرجل عاجله بكلماته القاضية .

(أكاد أجزم بالعلاقة بين لون بدلة الإعدام الحمراء وفحيحك الناري الساخن ... ألبسوه كل الأبرياء ... المساقين إلى الموت ظلما ... ألبسوهم نارك لتفتنهم ... ولم ينجح ... ولن ينجو من نارك الحمراء ... إلا من أتى الله بقلب سليم ) .

ويستقرر حبل المشنقة ويهدأ أما بصره ... وتتسع فتحة الشنق ببطء ... أكثر ... فأكثر فتصير كدائرة كبيرة تتسع لكرة قدم أو اثنتين معا ... فارغة خاوية .

ويعاود الرجل حديثه بصوت عال ( كم أنت خبيث يا إبليس ... وألاعيبك لا تنفذ ولا تنهي ... إلا أن يشاء الله ... أتظن أنك تخيفني وترعبني بهذه المشاهد المختلفة ... إني أسلمت وجهي لله ليقبضني إليه إذا شاء ... فهذا كرم منه لا يعلو فوقه كرم ... وإذا أخر أجلي فهذه مشيئته ... ليبلوني إلى حين ) .

 وينفعل إبليس ويلفح وجه الرجل بهبة ساخنة ... لتلسعه بعنف ... فيستعيذ بالله مرة أخرى ويدير وجهه بعيدا عن الحبل المتدلي ليتفادى فحيح إبليس فيستريح وجهه ... ثم يعود برأسه قائلا بصوت مسموع مغيظا لإبليس ( هل هذا هو كل ما عندك أم مازال في جعبتك أشياء أخرى ) .

ولم يضع شيطانه وقتا ... بل أظهر للرجل ... رأسه هو بذاتها ... وهي تتدلى من فتحة المشنقة .

فزع الرجل ... لرؤية رأسه وجسده ... كأنه يرى نهايته بعد النهاية ... وفزع أكثر بعد أن دقتي بصره ليرى أن فتحة الشنق ما تزال ككرة كبيرة واسعة ... ومع ذلك ... رأى نفسه صريعا للشنق ... ورأسه تتدلى ... وجسده معلق .

وبهدوء بدأت الصورة تسكن وتستقر ... ليرى في باقي فراغ الفتحة ... بجانب رأسه ... صورا لآلاف الصرعى ... كلهم مشنوقين بحبال تتدلى ... وأجسادهم ورؤوسهم كذلك ... تتدلى وتتهدل .

لم يستغرق الرجل وقتا طويلا ليفهم مغزى رسالة إبليس ... استقرت جوارحه وهدأت ... واعتدل ... وبدأ يحدث الناري ... الغير مرئي بصوت مسموع ... مرة أخرى .

( أيها الشيطان الرجيم ... ما تريد إيصاله لنفسي ... باطل مبتور ... أبتر ... ولن يصل حتى لأعتاب ملكاتي ... ولن يستقر ... إذا كنت نريد أن تخيفني بمشهد رأسي وجسدي بعد الموت ... فهيهات ... وأنا أعرف جيدا أن هذا ليس هو مقصدك ... إنما هي باقي الصورة التي أريتني إياها ... هؤلاء الآلاف من الأبرياء الذين قتلوا ويقتلون كل يوم ظلما ... كما أرادوا لي ... لأنهم ببساطة وقفوا بجانب الحق وأنكروا الباطل .

الباطل هم كل أبناؤك وأتباعك ممن قتلوهم ودعوا إلى قتلهم وشجعوه وأيدوه وناصروه ... حتى من سكتوا عنه ولم ينطقوا ولو حتى بكلمة حق واحدة .

اختارني الله لحكمة يعلمها هو وحده جل جلاله ... لأن أكون رئيسا لهذه الدولة في الوقت العصيب ، ولقد راعيت الله فيهم وحاولت قدر المستطاع أن أصلح وأن أعدل ... ولكنني لم أكن أعرف أن حجم الخبث وفساد الأخلاق والأنفس قد استشرى لهذه الدرجة في أغلب الناس .

انقلب عليّ عسكرهم وشرطتهم وهذه الثلة من شعبهم ... شعب الباطل ... أحباؤك .

كانوا قلة ولكن بسحرهم ومكرهم خُيِلَ لأكثر الناس أنهم كُثرْ .

أردنا الإصلاح وأراد الله شيئا آخر ... هو الخير كل الخير ، اعتقلوني واعتقلوا آلافا غيري ... ضربوني ... أهانوني ... عذبوني ... وكذلك نكلوا بكل من وقف في صف الحق .

لفقوا لي كل التهم ... باطلة ، ساذجة ... مهترئة .

يسخر منها ، لا أقول كل عاقل بل كل مجنون فاقد الأهلية ... وحكموا عليّ بالإعدام شنقا وكذلك فعلوا وشنقوا آلافا غيري وسيشنقون آلافا بعدي ,

يعلم الله أنني بذلت كل طاقتي لأحافظ على حياة هذا الشعب ... كل الشعب ، حتى من أهانوني وانقلبوا علي ولكنه قدر الله أن يمتحن أهل الحق فيصبر منهم من يصبر حتى يأت الله بنصره ... ويقضي من قضى فيأتي الله بقلب سليم وهم المحظوظون ... هم الفائزون .

أما أنا فأنت تعرفني جيدا وتعرف كل من هو على شاكلتي ... نحن طلاب شهادة لا تهمنا هذه الدنيا إلا بالقدر الذي أراده الله لنا ... استعمرنا فيها فعلينا أن نعبده ووجبت علينا عبادته ... وتلذذنا بحمده وشكره .

ليقتلوني إذا رغبوا وليستمتعوا برؤيتي ميتا ولكني أؤكد لك أن الله عز وجل لن يمكنهم من رؤية رأسي تتدلى من هذا الحبل .

لن تفلح كل كاميراتهم وإعلانهم الداعر بكل السحرة أن يصورا جسدي وهو يتدلى من حبل المشنقة كما تريني أنت الآن .

ليصيحوا ويهللوا ...ها هو رئيسكم قد شنقناه وعلقناه .

تذكر هذا يا إبليس جيدا ... لن تنال مرادك ، سيخبتك الله  وسيخسئك .

لا أقول  أنني أعلم الغيب ولكنها فراسة أو خاطر منه عز وجل .

ربما أموت ... وهذا حق عليّ وعلى الجميع ولكن ... ما ستراه مشنوقا ... معلقا لن تكون رأسي بل هذا القميص الأحمر لهذه البدلة الحمراء  . )

**********

 وانفتح الباب فجأة بدون إذن ، ودخل مجموعه من الحراس والجلادون ... كما يفعلون دائما .

التف إليهم ... قالوا بلهجة آمرة :

( حان الوقت ... إلبس البدلة الحمراء كاملة وهيا بنا ) .

كان الوقت فجرا ، أشارت ساعته إلى ميعاد آذان الفجر منذ قليل .

قال لهم :

( دعوني أصلي ركعتي الفجر لكي أقابل ربي متوضئا ... مصليا ) .

نظر إليه كبيرهم بوجه ممتعض وأجابه :

( لك ما تريد ... عشر دقائق وسنعود ولن أسمح بدقيقة واحدة آخري ) .

وانصرفوا جميعا وأغلقوا الباب ...

التفت الرجل إلى مشهد الحبل المتدلي فلم يجد له أثرا حتى لفحات الهواء الساخن واستبدلت بنفحات طيبة رطبة .

حمد الله وأثنى عليه وقام ليتوضأ ... ارتدى القميص الأحمر فأكمل البدلة الحمراء  

استقبل القبلة وبدأ في الصلاة ... وقبل نهاية التشهد قبل أن يبدأ في السلام ، فتحوا الباب مرة أخرى ودخلوا جميعا .

انتهى من صلاته ونهض بوجه مبتسم ... مستبشر وقال لهم :

( أنا على أتم استعداد )

أمسكوا بذراعيه واقتادوه في ردهة طويلة تكاد من إظلامها أن تقتل كل بريء قبل أن يصل إلى غرفة إعدامه .

وعندما وصلوا إلى باب الغرفة المكتوب عليها بخط واضح غليظ كأنه مجدول ومنزوع من حبل المشنقة ذاته ( غرفة الإعدام ) .

وجد مجموعة أخرى من الجلادين ومعهم أحد شيوخ الباطل ... أتوا به على غير رغبته كما يبدو وأيقظوه عند الفجر الذي لم يعتد على صلاته ... هكذا بدا له .

الشيخ تبدو على وجهه آثار نعمة الباطل الحرام ... هكذا رأى .

نظر إليه الشيخ وتكلم بدون حتى أن ينظر إليه كأنه يريد أن ينهي مهمته ليعود لفراشه ونومه  :

( قل معي وردد ورائي أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله ) .

نظر إليه الرجل ممسوكا ومقيدا وسط جلاديه ... واكتسى وجهه بنظرة سخرية وأراد أن يلقن هذا الشيخ وكل من ورائه من أهل الباطل آخر درس ... وآخر تذكرة له في حياته ... إلى أن يهلكوا إذا لم يكتب الله لهم توبة .

قال :

( أأنت جئت هنا لتعلمني وتلقني كيف أقول الشهادة ... نحن قضينا كل حياتنا في السجون  من أجل لا إله إلا الله ... ونموت بها ومن أجلها ) .

ونظر إليه بفم ملتو ساخر وقال له :

( أراك في الآخرة أيها الشيخ ... لعل الله يجعل لك قبل موتك توبة ... ولعلك ساعتها تستطيع أن تقولها  ) .   

**********

أدخلوه إلى الغرفة ومعه اثنين فقط ... يلبسان قناعين سوداوين ... لا يدري لماذا التخفي ... كانوا بمعزلة تامة عن أي كاميرا مرئية ... هل يخافون أن يعرفهم الرجل في العالم الآخر :

( يا الله ... هل وصلت بهم هشاشة الإيمان إلى هذه الدرجة ) .

ابتسم رغما عنه ونفسه تحدثه بهذه الكلمات .

أوثقوا يديه وراء ظهره ... أرادوا إخفاء وجهه بقماش أسود ، رفض رفضا تاما واستجابوا .

صعدوا به إلى منصة الإعدام الخشبية ... يقبع تحتها قبو خشبي صغير لاستقبال جثمان المعدوم وهو يتدلى .

وأتو بالحبل أخيرا ، لم يره منذ أن دخل الغرفة ... أعمى الله بصره عن رؤيته ولكنه يراه الآن ...  واضحا جليا غليظا ... مجدولا بقسوة كما أراه إبليس .

 وضعوا الحبل حول رقبته وأحكموا لفه ووثاقه ... ابتعد الاثنان إلى أسفل المنصة ليضغطوا على العصا الحديدية ... لشنقه وإعدامه .

نظر الرجل إلى أعلى بعينين مبتسمتين وفم ضاحك ... كأنه يرى عالما آخر ... كأنه كان يرى الجنة وردد بصوت عال :

( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ) .

وضغطوا ... وسقط .

**********

نزل الجميع إلى القبو الخشبي بالأسفل ومعهم مصورو الصحافة والتليفزيون ورجال الصحافة والإعلام .

كانوا جميعا بالانتظار في غرفة مجاورة ... إلى أن أعطوا لهم الإشارة بالخروج .

وعندما دخلوا جميعا إلى القبو... كانت المفاجأة .

الحبل الغليظ بجدائله الخشنة يقبض على القميص الأحمر للبدلة الحمراء ... التي كانت تتدلى من فتحة الشنق المضغوطة .

أما الرجل فكان ممددا على الأرض ... بدون قميصه الأحمر وسبابة يده اليمنى مرفوعة للسماء .

ووجهه تكسوه ابتسامة الطمأنينة .

هكذا بدا لهم .

هو حي يرزق ... هكذا قيل فيما بعد .

**********

السبت 18 يوليو 2015

مطار Sao Paulo  -  Guarulhos  

الساعة الرابعة عصرا

في انتظار الطائرة المتوجهة إلى Belem

البرازيل       

وسوم: 641