الجيوش : حصون للأمّة ، أم كلابُ حراسة للحكّام !؟

الجيش حصن الٍأمّة ، إذاتحوّل إلى كلب حراسة ، لمجموعة من الخنازير، وصار كلّ ضابط ، أو جندي ، فيه ، شعرةً في جسده .. دَمّرت الخنازيرُ الأمّة ، بسطوته !

نظرة واحدة  ،على مايجري ، في الأمّة العربية ، اليوم ، تكشف ، مدى سلطة الجيوش ، فيها، وتغوّلها ، على شعوبها !

الجيوش العربية ، من بدء تأسيسها ، كان الهدف منها، أن تكون وسيلة ، للهيمنة على الشعوب، وإخضاعها، لأصحاب القرار السياسي ، الذين يحكمونها ، بقوّة الحديد والنار، المغلّفة ، ببعض الشعارات، عن الحرّية ، والديموقراطية ، وحقوق الإنسان !

وحين تطالب الشعوب ، بحقوقها ، التي كفلتها لها ، قوانين السماء والأرض..تحشد الحكوماتُ، المتسلطة على رقابها ، جيوشَ بلادها ، لقمع المطالبات والمطالبين ! وتبدأ ، هذه الحكومات ، بحشد أجهزة الاستخبارات ، التي هي أجزاء أصيلة ، من الجيوش .. لقمع الناس في بلادهم ! فإذا عجزت أجهزة الاستخبارات ، عن إخماد أصوات الشعوب ، حَشدت الفرقَ العسكرية ، تملأ شوارع العواصم ، والمدن الكبرى ، لسحق الناس ، في الشوارع ، ومداهمة بيوتهم ، ومكاتبهم، وأماكن أعمالهم .. لاقتيادهم ، إلى أقبية التحقيق والتعذيب ، والقتل البدني والنفسي ، داخل الزنازن المظلمة .. حتّى تُخمد أنفاسُ أيّ شعب ، يطالب ، بأدنى حقوقه الأساسية ، في بلاده.. وتخلو وجوه الأوطان ، لِأصحاب السيادة الحكّام ، ومؤيّديهم ، ومناصريهم ، وأطقُم النفاق ، لديهم ، المسخّرة ، لتلميع وجوههم ، من : الإعلاميين ، والكتّاب المدّاحين ، والمُفتين ،  المحسوبين على علماء الأمّة !  

وإذا عجز الجيش ، في أيّة دولة عربية ، عن سحق القوى الشعبية المعارضة ، استعانت الحكومات، بجيوش الدول الأخرى ، التي تحمل الخصائص ، ذاتها ، لمعاونة جيشها ، في سحق شعبها ! بل ، ربّما استعان الحكّام ، بجيوش ومرتزقة ، من دول أجنبية ، لهذه الغاية النبيلة !

ولا يحتاج المتابع ، المهتمّ بهذه الأمور، إلى كثير من التفكير، أو التأمّل ؛ ليجد أمثلة شاخصة، لجيوش ، فعلت فعلها ، من عشرات السنين ، وما تزال .. في تحطيم شعوبها ، والهيمنة عليها، واستعبادها ! وفي سورية أوضح الأمثلة ، على ذلك ، منذ استلم حزب البعث السلطة ، في بداية الستينات ، من القرن المنصرم ، وحوّل جيشها ، إلى جيش عقائدي ، خاصّ بحماية النظام البعثي الحاكم ، لقمع كل معارضة شعبية ، داخل البلاد ! وحين تصدّى  ،هذا الجيش العقائدي الهُمام ، لمحاربة الجيش الصهيوني ، هُزم هزيمة منكرة ، في كلّ مرّة خاض فيها الحرب ! حتّى صار، بعد حرب تشرين ، /عام 1973 / ، جيشاً خاصّاً ، لحماية حدود إسرائيل ، في الجولان ، الذي احتلته ، في حرب حزيران ، /عام 1967 / ، حين أعطى وزير الدفاع ، حافظ أسد ، أمره للجيش ، بالانسحاب الكيفي ، من الجولان ، وأعلن عن سقوط القنيطرة ، قبل أن تطأها ، قدمُ جندي صهيوني واحد ، بعشرات الساعات !

وما يفعله أبناء حافظ أسد ، وأبناء عشيرته ، في سورية ، اليوم ، بسطوة الجيش السوري ، والجيوش المجتلبة ، من خارج البلاد ، لمعاونته ، في ذبح شعبه ، وتشريده ، وإباحة بلاده للغرباء ، من شتّى المِلل والنِحَل .. مايفعله أبناء حافظ ، وأبناء عشيرته ، هؤلاء ، قائم ، ومستمرّ، وتراه عيون البشر، جميعاً ، كلّ يوم ، بل ، كلّ ساعة ! دون أن يملك هؤلاء ، المسمّون حكّاماً ، الحدود الدنيا ، لِما ينبغي ، أن يتّصف به ، أيّ حاكم ، بل ، أيّ إنسان سويّ، في العالم ، على مدار التاريخ ! إنهم يعيشون ، بنفسيات الخنازير المسعورة ، بكلّ مافي الكلمة من معنى !

ويبقى السؤال الأهمّ ، مطروحاً ، على الشعب السوري ، وقواه الحيّة ، وهو: مَن استهان ، بقيمة الجيش السوري ، وسلّمه للرفاق البعثيين ، الذين سلّموه لحافظ أسد ، وأسرته النبيلة !

والسؤال الأخير : هل ينطبق ، على الرفاق البعثيين ، في سورية ، مضمون الآية الكريمة ، بصورة معكوسة: ذرّية بعضُها من بعض !؟

وسوم: العدد 793