ماذا تتوقّع الشعوبُ ، حين يكون حكّامُها ، من التافهين ، والمُفلسين !؟

ظلّ حكم الشعوب ، طوال قرون كثيرة ، يتمّ ، عن طريق الوراثة ، في أنحاء العالم : الحاكم (الملك) يورثه ، لأحد أفراد أسرته : ابناً ، أو بنتاً .. ووارثُ الحكم الصغيرُ ، يُشكَّل له ، مجلسُ وصاية ، حتى يكبر !

 وقد يكون وارثُ الحكم ، سفيهاً ، أو أحمق .. ويظلّ حاكماً ؛ لأن الحكم من حقّه ، حسب قانون الوراثة !

فإذا تغلّب عليه ، حاكم آخر، واستمرّ حكمُه ، فترة من الزمن ، وألِف الناسُ حكمَه ، صارَ يرى ، أن من حقّه ، توليةَ مَن يحكم ، مِن بعده ..! أو ينتقل الحكم ، تلقائياً ، إلى أحد أبنائه الذكور، ويكون ، في العادة ، الأكبر سنّاً! وإن لم يوجد ذكر، عُيّنت أنثى، حاكمة على الناس!

وفي العهود الإسلامية المتعاقبة ، كان الحكم وراثياً ، بعد حكم معاوية بن أبي سفيان ، وظلّ كذلك ، طوال عهود بني أميّة ، وبني العباس ، ومَن تلاهم ! فحين تغلّب بعض الأقوام ،على السلطة ، صار الحكم وراثياً ، فيهم ! حتى انتهت دولة الخلافة ، في عهد بني عثمان ، بعد الحرب العالمية الأولى ، في /عام 1918 /.. وقسمت دولة الخلافة ، إلى دويلات ، يحكم كلاّ منها ، حاكم ( ملك ، أو رئيس) ! وبقيت الأمّة العربية ، التي قسّمت ، إلى مستعمرات صغيرة ، بين الدول ، المنتصرة  في الحرب .. خاضعةً ، لاحتلال الدول الغربية ، حتى استقلّت ، في أزمنة متفاوتة ، وحكمَها حكّام : ملوك استمرّ حكمهم ، لبلدانهم ، بالوراثة.. أو رؤساء ، استمرّوا في حكم بلدانهم ، مدداً مختلفة !

ومن طرائف استلام السلطات ، أن الشاعر أبا العتاهية ، قال ، حين ورث المهديّ العباسيّ الملك :

 فتمثل رئيس مجلس النوّاب السوري، عبد القادر قدّورة، بهذه الأبيات ، حين استلم السلطة، في سورية ، حافظ أسد ،عن طريق الانقلاب العسكري ، على رفاقه البعثيين .. إلاّ أن قدّورة، بدّل كلمة (الخلافة) فجعلها : (الرئاسة) !

ومن الجدير بالذكر، أن الرفاق البعثيين ، الذين حكموا سورية والعراق ، كلّهم ، استلموا الحكم ، عن طريق الانقلابات العسكرية !

كما أن الانقلابات العسكرية ، كانت هي الوسيلة الوحيدة ، لاستلام السلطة ، في أكثر الدول العربية ، مثل : مصر ، والجزائر، وليبيا ، وتونس ، وموريتانيا ، واليمن ! وجدير بالذكر أن العسكر الانقلابيين ، يسمّون انقلاباتهم : ثورات !

وبالعودة ، إلى بداية هذه السطور، عن التافهين والمفلسين ، نقول : إن التافهين والمفلسين، هم أجيال ، يتلو بعضها بعضاً ، أو يُسقط بعضُها بعضاً ! وقد وصلت بلادنا ، إلى الدرجة ، التي  ينطبق ، فيها ، على حكّامها ، قول الشاعر، الآنفُ ذكرُه:

ليقضيَ الله أمراً كان مفعولا !

وسوم: العدد 794