نداءات مشبوهة: أبيدوهم كما أبادوكم .. نحن طلاب حق وعدل ولسنا قتلة .. لسنا مثل الأسد وشيعته ..

منذ أن صنّعت المخابرات الأسدية أول شعار كذب " المسيحي على بيروت والعلوي على التابوت " مانزال نسمع مع كل صبح وعشية نداءات إثم وإفك وعدوان : أبيدوهم ..احرقوا ديارهم ..دمّروا عليهم ، بالسارين ..ابدؤوا بالطفل قبل أمه ؛ في متوالية للحرب الإعلامية القذرة الموازية للحرب الميدانية القذرة التي يديرها ضد شعبنا تحالف الشر العالمي : الروسي الإيراني الأسدي وباقي الشركاء..

هذه الدعوات الفاجرة المريبة على ما فيها من جرم وشناعة وعقوق لا تصدر إلا عن أحمق جاهل بيّن الجهالة ، لا يأوي إلى فقه في دين ولا إلى خلق قويم ، وقصارى ما يقال فيه أنه يائس مقهور موتور لا يقدر أن يميز أرضا من سماء ولا يمينا من شمال..

ولا تصدر ، وهذا الأعم الأغلب في أصحاب هذه الدعوات، إلا عن مدع مدسوس يخدم مشغليه، ليحسب على هذه الثورة المباركة أفعالهم ، وليدمغها في ميادين الإدانة والفتنة والتوحش والقسوة ..

إن الكلام الفصل الذي يجب أن يدركه كل سوري حر نبيل أن هذه الثورة المباركة هي ثورة للحق بالحق ، وللعدل بالعدل ، وأن ثوارها لم يخرجوا كبرا ولا بطرا ولا رياء ولا شهرة ولا طلبا لعلو في الأرض ولا لفساد ..

وأن السائرين في ركب هذه الثورة المصرين على تحقيق أهدافها حتى النهاية ليسوا مثل بشار الأسد قتلة ومجرمين وسفاكي دماء ومنتهكي أعراض وقاطعي طريق ..

وأن فعل بشار الأسد بنا ليس مصدر تشريع لنا كما يلعلع به الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ؛ فكفوا ..

وحرمة الدم الإنساني أصل أصيل في شرعنا وفي حضارتنا . وأسلحة الإبادة التي تحصد الشجر وتدمر الحجر هي أسلحة الجبناء . القساة المفسدين في الأرض من الذين لا يرجون لله وقارا ..

لم يخرج شعبنا للقتل . وما زال دعاؤنا : واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، بجنايته الشخصية ومسئوليته الفردية ، وعلى قاعدتنا الربانية المحكمة : " وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.."

لا يُسعى إلى الحق بالعدوان ، ولا يُطلب العدل بالظلم ، ولم تقم هذه الثورة طلبا للعلو في الأرض ولا إرادة للفساد ..

ثورة تصلح ولا تفسد . تصون ولا تبدد ، تجمع ولا تفرق ، تحيي القلوب ، وتحمي العقول ، وترد على الباغي بغيه ، وعلى الباغي تدور الدوائر.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 798