هل قَتلت السياسةُ مروءاتِ الحكّام ، والنُخَب المخلصة ، أيضاً !؟

الحكّام يعرفون تقلّبات السياسة ، أمّا الشعوب ، فلا تعرفها ! فإذا لم يحترم مناصرو جزّارينا، مشاعرَ شعوبهم ، فليعلموا : أنّ شعوبنا المذبوحة ، لن تنسى مواقفهم !

لكن :

هل يعلم الحكّام العرب ، الذين يؤازرون جزّاري شعوبهم ، أن أعمار الشعوب ، أطول من أعمار الحكّام ، وأن شعوبنا ، ستصنّف ، مع جلاّديها ، مَن آزرهم ؟

 وهل يعرف الحكّام ، الذين يتهافتون ، على ابن الأسد ، ذابح شعبه ، ما نتيجة هذا التهافت المخزي ، عليهم ، وعلى شعوبهم ، وعلى أجيالهم اللاحقة !؟

وإذا كان شعبُ سورية ، يعرف ، جيّداً ، أنهم يعرفون بشاراً ، وأنصاره ، ومؤازريه ، من: الرافضة ، والروس ، والصهاينة .. يعرفونهم ، جميعاً ، ويعرفون ما يفعلونه ، بسورية ، وشعبها ، كلّه ، من : أطفال ونساء ، وشيوخ وعجزة .. فهل يعرفون ، هم - مع السياسة- شيئاً ، اسمه : مروءاتُ الرجال !؟

وإذا كان العمى - أو العمه السياسي - قد غطّى أبصارهم وبصائرهم ؛ فلم يعودوا ، يرون الحقائق الرهيبة ، الماثلة ، أمام أعينهم .. فهل شلّ العمى- أو العمه – قدراتهم ، على التفكير، بمصائرهم ، هم ، في بلادهم ، ومصائر أجيالهم اللاحقة !

وإذا كانوا ، قد سُلبوا قدراتهم ، على التفكير، فيما وراء اللحظة الراهنة .. فهل سُلبت قدرات النخب الواعية ، المخلصة ، من شعوبهم .. على  التفكير السليم ، ضمن أيّ منطق إسلامي، أو إنساني ؛ فلم تعد - هذه النخب - ترى الأهوال ، التي تعصف بشعب سورية ، وآخرُها: أهوال التشرّد ، في الشتاء العاصف ، وبرده القارس ، وسيوله العارمة ، التي مزّقت الخيام البالية ، التي تستر أجساداً ناحلة ، لأطفال وعجائز، نَهكَها الجوعُ ، والبردُ ، والبؤسُ .. وهدّ نفوسَها : القلقُ ، والخوفُ ، وخذلان الأخ المسلم ، والشقيق العربي ، والأخ الإنسان ، مجرّد الإنسان !؟

وإذا كانت آذان الحكّام ، صمّت ، عن سماع نداءات الاستغاثة ، الصادرة ، من خيام البائسين، التي دمّرتها السيول ، في سورية .. فهل صمّت آذان النخب ، من أبناء الشعوب ، العربية والمسلمة ، التي ماتزال تؤمن بالإسلام ، ديناً ، وتدرك : أنها محاسبة ، يوم القيامة ، على خذلان الجوعى ، والعراة والبائسين ، في الشام ؛ مادامت لديها القدرة ، على إنقاذهم ، من براثن الجوع والبرد ، والبؤس الرهيب ، الذي يحطّم النفوس ، قبل تحطيم الأبدان !؟

أسئلة ، نطرحها ، على كل من له عين ترى ، وأذن تسمع ، وقلب يَعي !

ولا عذر، هنا ، لجاهل! فلم يَعد ثمّة جهل ، فيما يُعرض ، على الناس ، جميعاً ، صباحَ مساءَ، في وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي ، وغيرها !

ولا عذر، لمَن يدّعي العجز، عن إيصال المساعدات ، إلى البائسين ؛ فلم يَعد أحد ، يعجز، عن إرسال أيّة مادّة ، في طائرة ، أو سيّارة !  

وكلّ نفْس بما كسبتْ رهينة !

وسوم: العدد 805