دراسة | روسيا دولة مارقة وليست نداً؛ الصين ند، وليست دولة مارقة

مؤسسة راند السفير جيمس دوبينز: زميل بارز في الدبلوماسية والأمن في مؤسسة راند. شغل مناصب في وزارة الخارجية والبيت الأبيض بما في ذلك مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا، ومستشار خاص للرئيس، ووزير الدولة لشؤون البلقان، وسفير في الاتحاد الأوروبي. هوارد جيه. شاتز: خبير اقتصادي كبير في مؤسسة راند، ومدير الأبحاث، وأستاذ في مدرسة باردي راند للدراسات العليا. وهو متخصص في الاقتصاد الدولي والاقتصاد والأمن القومي. على واين: محلل سياسي في مؤسسة راند، وهو زميل غير مقيم في المجلس الأطلسي، وزميل غير مقيم في معهد الحرب الحديثة. يعمل كمقرر لمجموعة عمل تابعة لمجلس الاستخبارات القومية الأمريكية لتحليل الاتجاهات في النظام العالمي. ترجمة : مركز الدراسات السياسية والتنموية

تشكل روسيا والصين تحدياً جلياً للأمن القومي للولايات المتحدة. ليست روسيا منافسا نداً أو شبه ند، بل هي دولة مارقة مدججة بالسلاح الجيد تسعى لتخريب نظام دولي لا يمكنها أن تأمل في السيطرة عليه. في المقابل، تشكل الصين منافساً نداً يريد تشكيل نظام دولي يمكنه أن يطمح بالهيمنة عليه، كلا البلدين يسعى لتغيير الوضع القائم، لكن روسيا فقط هي التي هاجمت الدول المجاورة، وضمت الأراضي التي احتلتها، ودعمت قوات التمرد التي تسعى إلى احتلال المزيد من الأراضي. روسيا تغتال معارضيها في الداخل والخارج، وتتدخل في الانتخابات الأجنبية، وتدمر الديمقراطيات الأجنبية، وتعمل على تقويض المؤسسات الأوروبية والأطلسية. في المقابل، يعتمد التأثير المتنامي للصين بشكل كبير على تدابير أكثر إيجابية: التجارة والاستثمار والمساعدة الإنمائية. هذه السمات لا تجعل من الصين تهديدًا حالياً، ولكنها تمثل تحديًا طويل المدى بشكل أكبر.

في المجال العسكري، يمكن احتواء روسيا، لكن لا يمكن احتواء الصين. ستنمو هيمنة الصين العسكرية في شرق آسيا بمرور الوقت، مما يجبر الولايات المتحدة على قبول المزيد من التكاليف والمخاطر لمجرد تأمين الالتزامات القائمة. لكن الجغرافيا الاقتصادية، وليس الجيوسياسة، هي التي ستكون ميدان المنافسة على القيادة العالمية. بدأ ميزان التأثير العالمي في مجال الجغرافية الاقتصادية، بين الولايات المتحدة والصين يتحول لصالح الصين.

أسئلة البحث

كيف تتحدى روسيا والصين الأمن القومي والنفوذ العالمي للولايات المتحدة؟ كيف يمكن للولايات المتحدة مواجهة هذه التحديات؟

النتائج الرئيسية

تمثل الصين تحدياً جغرافيا اقتصادياً أكبر للولايات المتحدة من روسيا نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين يقترب من روسيا؛ عدد سكانها ثمانية أضعاف روسيا، ومعدل نموها أكبر ثلاث مرات. اعتبارًا من عام 2017، أصبح اقتصاد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد اقتصاد الولايات المتحدة فقط. روسيا كانت في المرتبة الحادية عشر. الإنفاق العسكري الروسي أقل من الصين، ومن المرجح أن تزداد هذه الفجوة. روسيا أصغر بكثير، ولديها آفاق اقتصادية أفقر، وليس من المرجح أن تزيد قوتها العسكرية بشكل كبير على المدى الطويل. تعتبر روسيا تهديدًا عسكريًا أكثر آنيةً وأكثر قرباً على الأمن القومي للولايات المتحدة من الصين ولكن يمكن مواجهتها ربما ستبقى روسيا عسكريا متفوقة على جميع جيرانها المباشرين دون الصين. روسيا معرضة لمجموعة من التهديدات غير العسكرية، مثل فرض عقوبات على الاقتصاد الروسي والحد من الدخل الروسي من صادرات الوقود الأحفوري. لكن الجهود المتعددة الأطراف ستكون أكثر فعالية من العمليات التي تنفذها الولايات المتحدة فقط. تقدم الصين تحديا عسكريا إقليميا وتحديا اقتصاديا عالميا عسكريا، يمكن احتواء الصين لفترة أطول. من الناحية الاقتصادية، فقد تحررت بالفعل من القيود الإقليمية. تدعم روسيا الحركات السياسية اليمينية المتطرفة واليسارية المتطرفة بهدف تخريب الحياة السياسية للمجتمعات المعادية، وإذا أمكن، إنشاء أنظمة صديقة. في المقابل، تبدو الصين غير مبالية أساساً بأنواع حكومات الدول التي تتفاعل معها، مما يزيد من جاذبيتها كشريك اقتصادي.

توصيات

في المجال الأمني​​، يجب أن تستمر الولايات المتحدة في الحفاظ على تموضعها في شرق وجنوب شرق آسيا، وقبول التكاليف والمخاطر الأكبر التي قد تنشأ عن محاولة إحداث توازن في مواجهة القدرات العسكرية الصينية المتنامية. في هذه الأثناء، يجب على واشنطن مساعدة حلفائها وشركائها الإقليميين في إدخال أنظمة منع الدخول إلى بلادهم والتحكم بحدود دولهم. أخيراً، يجب على الولايات المتحدة الاستفادة من أي فرص لحل القضايا وإزالة نقاط التوتر الصيني الأمريكي، مع الاعتراف بأن موقفها التفاوضي سيتدهور تدريجياً مع مرور الوقت. في المجال الاقتصادي، تحتاج الولايات المتحدة إلى التنافس بفعالية أكبر في الأسواق الأجنبية، والمثابرة وتعزيز المعايير الدولية للتجارة والاستثمار، وتحفيز الصين على العمل ضمن هذه المعايير. ونظراً لجهود الصين في أخذ القيادة التكنولوجية على المدى الطويل والمزايا المحتملة التي تجلبها هذه القيادة، فإن الولايات المتحدة تحتاج أيضاً إلى تحسين بيئة الابتكار لديها. يمكن أن تتضمن التدابير تمويلًا أكبر للبحث، واستبقاء الدارسين الأجانب من العلماء والتكنولوجيين في الولايات المتحدة، وإصلاحات تنظيمية تسهل عرض المنتجات وتسهل عمل الشركات والأسواق. في الرد على مبادرة الحزام والطريق الصينية، ينبغي على الولايات المتحدة التحرك للحصول على أفضلية في الوصول إلى أكبر الأسواق في العالم، البلدان الصناعية في أوروبا وآسيا؛ مساعدة الدول على زيادة التواصل مع الاقتصاد العالمي؛ العمل مع الشركاء لضمان المزيد من الشفافية في مشاريع الحزام والطريق الصينية؛ وزيادة الدعم للمصدرين والمستثمرين الأمريكيين. في كل هذه التحديات، ستكون الولايات المتحدة أكثر نجاحاً من خلال العمل مع الحلفاء والشركاء التجاريين.

وسوم: العدد 811